الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

صوفي الترتير وتجربتها بملكة الصحراء

ابراهيم ابو عطا-
نُشر: 27/10/08 19:48

* كان يجب علي ان أمر بحواجز منها عملية واخرى فكرية، تتراوح فترة اللقاء بين 8-9 ساعات ( يوم مرهق جدا)..

* قبل الرحله تلقيت بالبريد الالكتروني اسماء 3 نساء مشتركات معي بالجيب لا اعرفهن بتاتا..

* انا اتحدث العبرية بطلاقة، ولم يكنّ يعرفن اني عربية سوى واحدة فقط، وعندما اخبرتهن بانني من اصل عربي تملكتهن الدهشة..


صوفي الترتير ابنة الثلاثين عاما من مدينة اللد والتي تعمل في شركة ميرس للاتصالات بدور مديرة قسم خدمة لمندوبي المبيعات عادت مؤخرا من جنوب افريقيا بعد ان شاركة في مسابقة خاصة ومميزة مسابقة ملكة الصحراء , التقينا بصوفي لنبحر واياكم في صحراء مليئة بانجاز فتاة ناجحة.



صوفي الترتير (30 عاما) بدأت حديثها قائلة: " انا فتاة عزباء تعلمت الطب الصيني بتخصص الشياتسو، لدي عيادة للطب الصيني اعمل فيها يومي الجمعه والسبت. عملي اليومي في شركة ميرس للاتصالات بدور مديرة قسم خدمة لمندوبي المبيعات. اثابر في الحياة العصرية والنجاح بها، وكما قال المطرب الراحل فريد الاطرش "الحياة حلوة بس نفهمها ".



وحول وصولها الى مسابقة ملكة الصحراء قالت: "وصلت للمشاركة في المسابقة عن طريق زميلة بالعمل شجعتني بالمشاركة وامنت بانني سانجح مهما كانت الصعوبات. البداية كانت بتعبئة استمارة الاشتراك وبعدها كانت مقابلة جماعيه مع كل النساء اللواتي قمن بتعبئة الاستمارة في حرش "بين شمن" ، كل منا انضمت لمجموعة نساء بشكل تلقائي على يد المسؤولين، وكان يجب على كل طاقم ان يمر بحواجز منها عملية واخرى فكرية، تتراوح فترة اللقاء بين 8-9 ساعات ( يوم مرهق جدا ) ، وفي نهاية اليوم  قاموا بجمع  كل المشاركات لمنافسة اخيرة تهتم بالابتكار والتميز بالعمل كمجموعة. وقد فازت المجموعة التي كنت منضمة اليها بالمرتبة الثالثة ضمن 46 مجموعة تضم 300 امرأة.



بعد 10 ايام من المقابلة تلقيت الرد على مشاركتي بالمسابقة وفرحت جدا. واضافت: "موقع المسابقة في جنوب افريقيا، وقبل الرحله تلقيت بالبريد الالكتروني اسماء 3 نساء مشتركات معي بالجيب لا اعرفهن بتاتا.
التقينا في مقهى للتعارف وكان لقاء مميزا ادركنا ان هناك لغة مشتركة واحتراما متبادلا بيننا. في البداية انتبهن كثيرا للهجتي باللغة العبرية ولم يلاحظن اية غرابة في الموضوع، فانا اتحدث العبرية بطلاقة، ولم يكنّ يعرفن اني عربية سوى واحدة فقط، وعندما اخبرتهن بانني من اصل عربي تملكتهن الدهشة.



في افريقيا خلال مسابقة الجيبات في صحراء جنوب افريقيا عملنا كطاقم وكنا مميزات بالتكتل والتحرك كطاقم واحد ،  واستغربوا بان اربع نساء مختلفات من اصل مختلف يستطعن التعاون والارتباط ببعضهن البعض بشكل غير طبيعي ". 



وحول اللحظات الصعبة والمخيفة التي عاشتها ، قالت صوفي : " الشعور بان اكون في خارج البلاد مع 50 امرأة موزعين على 13 طاقما  هو شعور غريب- رقم طاقمي 7 "رقم الحظ" ، وزع على كل طاقم برنامج يومي يشمل الفعاليات اليومية مثل فعاليات ترفيهية او توزيع مفاجىت او احضار وجبة الغداء الخ . لقد مررت بامور لم اجربها من قبل مثل "الاوميغا" ، اذ  تراوح زمن "الاوميغا" لمدة ساعة ونصف في غابات افريقيا بين 8 محطات ، وهذا شيء مثير للغاية ،  شعور مميز بالفعل ، كل المجموعة هتفت وشجعت لقد كانت مجموعة قوية بنساء ذوات شخصيات قوية ولا يهمهن الاصل والفصل بل هدفهن عيش لحظات مميزة لرحله مميزة.



مررنا بلحظات مخيفة حين كان على طاقمنا مساعدة الطاقم المسؤول في توجيه الجيبات ،  نحن كنا اخر جيب وكنا متجهين لغابات الشتاء ، وكانت الساعه متأخرة وانا من وراء المقود ،  الاتجاه كان تسلق الجبل في طريق ملتفة ولا يوجد بصيص نور ، وفجأة طلبت منا المسؤولة رونيت فتح النوافذ واطفاء الجيب ونصحتنا بالاصغاء للهدوء ، في هذه اللحظة المرعبة بدأت اتخيل افلام الرعب والسفاحين ونجحت بتخويف طاقمي الذي بدا بالصراخ واكملنا طريقنا لقمة الجبل ".



وحول سؤال فيما اذا كانت هناك تحفظات لهذه التجربة كونها فتاة عربية ، اجابت قائلة : " بالتأكيد قبل تعبئة الاستمارة كان يجب اخذ موافقة والدي واخوتي الشباب ، فهم مسؤولين عني ، كان طلبي غريبا بالنسبة  لهم لانني لم اكن بمخيم ولا اعرف كيف يشعلون النار . في البداية سخروا مني واستزأوا بي  وقالوا ان رحلات مثل هذه غير مناسبة لي ويناسبني فنادق 5 نجوم وليس المبيت بالخيام ، وبعد عدة  نقاشات نجحت في اقناع الاهل وبدأت بمراحل التسجيل . التخوف الكبير كان النظافة والاستحمام والحمد لله لقد توفرت المراحيض بمناطق مأهولة ". وحول الانطباعات التي خرجت بها من هذه الرحلة المثيرة تحدثت صوفي قائلة : " كانت رحلة مليئة بالمغامرات ، مناطق شاسعة ، رأيت الغابات والصحراء والحيوانات ، رأيت مناظر اراها بشكل عام بالتلفاز او بحديقة الحيوانات سبحان الله بخلقه ، طريقة معيشة المحليين شيء عظيم ، اذ للحصول على الماء يمشون كيلومترات لاحضارها ، بينما نحصل عليها نحن بكبسة زر " .



 واضافت ترتير تقول : " لا ارى بمشاركتي اي تحد بل ان المجتمع قد تحضر وتفهم موقف السيدة العربية بلا تحد. الاثبات على ذلك نسبة العاملات بسوق العمل ارتفعت بنسبة اكبر من الاعوام الماضية ، كذلك ارتفعت نسبة المتعلمات والمثقفات في المجتمع . ارى ان المرأة كفؤ وقادرة على اثبات ذاتها في اي وقت واي مكان .



وحول سؤال عن تقييمها للمرأة العربية ونظرة المجتمع العربي للمراة اجابت : " اولا من الصعب تقييم المرأة العربية في ايامنا هذه ، هناك  ربة بيت مثابرة ، تربي اولادها  ، كما ان هناك فتيات الفيديو كليب مع الشفط والنفخ ، وهناك المرأة المغرية ، وهناك العاملة والمثابرة بالنجاح  بالاعمال الحرة ، لذلك من الصعب تقييم المرأة مثلما كانت بالسابق .



اما بالنسبة لنظرة المجتمع العربي للمرأة العربية ، يقولون ان المرأة نصف المجتمع ، بنظري المرأة هي النصف الاهم ، هي التي تنجب الاطفال وهي التي تقوم بتربيتهم وتسعى الى دفعهم للتعلم والنجاح ، وتربيهم على الاسس الاسرية الاجتماعية وعلى الوضع الاقتصادي العائلي . مع ذلك الرجل النصف المكمل وهو الذي يمثل عمود الاسرة ".
وانهت صوفي ترتير حديثها بتوجيه رسالة الى الفتيات  قائلة : " رسالتي لكل الشابات اللواتي يسرن في بداية طريقهن ، انصحكن بالمثل القائل : في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ،  قبل اتخاذ اي قرار يجب التروي والاستشارة مع الاهل ، اذ ان لديهم التجربةو والخبرة  اكثر منا ، وبالتأكيد انهم يسعون لمصلحتنا . الحياة مليئة بالمفاجآت ، لذا يجب ان نتسلح بعلمنا ونقوي شخصيتنا ، فان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب ".

مقالات متعلقة