يصادف هذا العام حلول شهر رمضان المبارك في ظل استمرار الانظمة الخاصة التي اعلنت عنها وزارة الصحة بسبب تفشي فيروس الكورونا في البلاد. وعلى ما يبدو فان شهر رمضان المبارك هذا العام لن يكون كما عهدناه يعج بالاحتفالات والسهرات والتجمع حول الموائد الرمضانية المميزة، في ظل اغلاق المساجد خلال صلوات التراويح وما الى ذلك. حيث انه وبموجب التعليمات سيُمنع الخروج الى المساجد للصلاة كما تمنع الافطارات الرمضانية الجماعية والتجمعات ما بعد موائد الافطار.
وكعادتها في كل عام ومع بدء الشهر الفضيل تعمم مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد اهم تعليمات الوقاية والحذر منعًا لتعرض الاطفال من جيل الولادة حتى 18 عام من مغبة الاصابة خلال ايام الشهر الفضيل سواء في المنزل وساحاته، وخصوصا هذا العام مع تغير نظام الحياة اليومي بسبب الفايروس، فالأطفال معرضين للإصابة نتيجة حالات دهس ايضا في ساحات البيوت خلال تواجدهم في المنزل والبيئة المحيطة به. وقد شهدت الايام الاخيرة حالتي وفاة لطفلين من الجنوب نتيجة تعرضهما للدهس رغم التوصيات بأهمية البقاء في المنزل.
ومع حلول اول ايام الشهر الفضيل هذا العام اطلقت مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد حملة اعلامية خاصة بالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة تطوير النقب للتوعية من مغبة وقوع كوارث واصابات قد تُعرض الاطفال للأذى او قد تودي بحياتهم لا سمح الله، في منطقة النقب خلال الشهر الفضيل كونهم ما زالوا دون اطار تعليمي وفي البيت، حيث تأخذ هذه الحملة ايضا بعين الاعتبار الظروف الراهنة التي سنواكبها خلال ايام الشهر الفضيل بسبب فيروس الكورونا.
واذا ما امعنا النظر في المعطيات المتوفرة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد خلال السنوات السابقة فيجب الاشارة الى انه ومنذ عام 2010 حتى يومنا هذا، فقد تم تسجيل 15 حالة وفاة لأطفال من جيل صغر حتى 18 عام في المجتمع البدوي خلال اشهر رمضان، حيث تُشكل هذه النسبة حوالي 34%من مجمل اصابات الأولاد العرب على مستوى البلاد خلال فترة رمضان.
كما تُشير المعطيات ان 67% من حالات الوفاة المذكورة كانت لأطفال حتى جيل 4 سنوات. كما يُشار ايضا الى ان 7 حالات وفاة من بين الحالات الـ 15 المذكورة كان سببها حوادث الطرق بنسبة 47%. كما ان حوالي 13% من مجمل حالات الوفاة كانت بسبب التعرض للغرض و 13% ايضا كانت حالات وفاة بسبب الاختناق. وتُشير المعطيات ايضا الى ان حوالي 67% من حالات الوفاة وقعت في المنزل وساحاته.
من هنا تشدد "بطيرم" بناء على المعطيات بأن البيت وساحاته قد يكون مصيدة لإصابات الكثير من الاطفال بسبب تواجدهم الدائم في البيت خلال هذه الظروف. ولذا فمن المهم اتباع التوصيات بمراقبة الاطفال مراقبة فعالة في البيت وخلال إعداد موائد رمضان.
وبحسب معطيات اخرى رصدتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد فيظهر انه ما بين السنوات 2010 حتى 2019 فقد توجهت نحو ما يُقارب 1،019 حالة من الاولاد البدو في النقب الى غُرف الطوارئ لتلقي العلاج جراء الاصابة خلال اشهر رمضان في الاعوام المذكورة، حيث انه وفي حوالي 37% من هذه التوجهات كانت حالات اصابة لأولاد تحت جيل الـ 4 سنوات، وان حوالي 44% من هذه التوجهات كانت بسبب العرض للإصابة في المنزل وساحاته.

وتشدد "بطيرم" ايضا على اتباع التعليمات التالية للمحتفلين بشهر رمضان المبارك:
• مراقبة الاطفال وإبعادهم أثناء إشعال النار في المنقل اثناء وخلال شَي اللحم
• عند الانتهاء من تحضير النار للشواء، الرجاء ابعاد الثقاب والكاز عن متناول يد الاطفال
• الحرص على عدم تجول الاطفال في المطبخ أثناء الطهي
• تأمين ساحة المنزل للعب الاطفال وإبعاد المواد الخطرة من المكان
• مراقبة الاطفال مراقبة فعالة منعا لخروجهم للشارع
• استعمال رؤوس الطهي الخلفية البعيدة عن متناول يد الاطفال
• ملاءمة البيئة المنزلية للأطفال حيث نختار منطقة مركزية في المنزل يمكن للأطفال اللعب بحرية وأمان (يمكن إبعاد طاولة الصالون مثلا لتوفير مساحة لعب اوسع، وتغطية الارضية بفراش ناعم).
• تغيير موقع جلوسنا كأهل اثناء عملنا في المنزل بشكل يمكّننا من خلاله مراقبة الاطفال بشكل اكثر دقة والحفاظ على تواصل بصري مستمر معهم، كما نقوم بطي الغسيل في الصالون او في المكان الذي يتواجد به الاطفال والأولاد للعب.
• لا نترك الأطفال الذين لم يتعدوا الصف الثالث دون إشراف الكبار او البالغين
• إبعاد المواد الخطرة عن الاطفال مثل مواد التنظيف المبيدات والشراب الساخن والأواني الساخنة
• نُبعد الاثاث عن الشبابيك لمنع الأطفال التسلق عليها مثل كرسي أو سرير أو طاولة ويوصى بإبعادها عن المحيط القريب من الشبابيك والعمل على تثبيت الخزائن وقطع الأثاث التي يبلغ ارتفاعها اكثر من 75 سم، تثبيتها بالحائط لمنع سقوطها على الاطفال.
• لا يُترك الأطفال دون سن 4 لوحدهم ولو للحظة واحدة داخل احواض المياه حيث يتوجب افراغها والدلاء ايضا وأحواض الاستحمام مباشرة بعد الاستخدام. اذ ان الأطفال الصغار من الممكن ان يتعرضوا للغرق في المياه بعمق بضع سنتيمترات.

يشار الى ان مؤسسة "بطيرم" بالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة تطوير البدو تقوم منذ سنوات بتطبيق خطة مشتركة لتعزيز أمان الاولاد في تسع مناطق بدوية في النقب لتقليص حالات الإصابة في المنزل ومحيطه في المجتمع البدوي في النقب، من خلال رفع الوعي لأهمية حماية الأطفال والمراقبة الفعالة من قبل البالغين.