الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

دير ياسين تبقى في الذاكرة الفلسطينية/ بقلم:الإعلامي أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 09/04/20 14:14,  حُتلن: 16:45

 الاعلامي احمد حازم في مقالته:

مجزرة دير ياسين لم تكن الأولى أو الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني،  فقد ارتكبت إسرائيل مئات المجزر بحق هذا الشعب الذي لا يزال يناضل من أجل حقوقه المشروعة.

الشعب الفلسطيني لا يزال صامداً يدافع عن كرامته وهو مرفوع الرأس.

يوم التاسع من شهر أبريل/نيسان عام 1948 هو تاريخ محفور في ذاكرة الشعب الفلسطيني تتناقله الأجيال الفلسطينية جيلاً بعد جيل ما دام هناك شعب فلسطيني على قيد الحياة.

في مثل هذا اليوم تعرضت بلدة دير ياسين إلى مجزرة كبيرة بشعة نفذتها العصابات الصهيونية وراح ضحيتها ـــــ كما يقول التاريخ ـــــ ما بين 250 إلى 360 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. عملية إرهابية بكل معنى الكلمة اعتبرها قادة عصابات الصهاينة انتصاراً. لكن انتصاراً على من؟؟ ومتى كانت العملية الإجرامية انتصاراً سوى لدى بني صهيون؟


عصابات شتيرن، الأرجون، الهاجاناه وقوات البالماخ، هاجمت قرية دير ياسين فجر التاسع من نيسان/أبريل ١٩٤٨ ونفذت عملية إبادة جماعية مستخدمة طرق إجرامية مختلفة. اثنان وسبعون عاما مرت على العملية ولم تستطع هذه السنين الطويلة أن تمحي مشاهد المجزرة من الذاكرة الفلسطينية.

موقع " Global Voices " العالمي نشر معلومات عن المجزرة في السادس والعشرين من شهر نيسان/أبريل عام 2008 جاء فيها "أن ضابطاً كان في عصابة الهاجاناه يدعى الكولونيل ميير بائل، صرح بعد تقاعده من الجيش الاسرائيلي سنة 1972: "بعد تبادل اطلاق النار قتل فيه أربعة رجال من الآرغون، والعشرات من الجرحى…خلال الظهيرة، المعركة انتهت وتوقف اطلاق النار. على الرغم من الهدوء، فإن القرية لم تستسلم بعد. خرج رجال الأرجون و LEHI من مخابئهم وبدأو “تنظيف” المنازل.. كانوا يطلقون النار على أي شخص يشاهدونه، النساء والأطفال لم يكونوا استثناء، لم يحاول القادة وقف المذبحة…ناشدت القادة ليأمروا رجالهم بوقف اطلاق النار، لكن بدون فائدة"


قرية دير ياسين تقع على هضبة مرتفعة تطل على الممر بين تل أبيب والقدس، خارج حدود المنطقة اليهودية التي حددتها الأمم المتحدة كدولة لهم.

موقع "معهد ميدل-ايست-آندرستانديج" الذي يحوي على معلومات غنية عن المذبحة يسلط الضوء على الأسباب السياسية وراء المذبحة، ويقتبس عن مناحيم بيغن، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وأول رئيس وزراء لاسرائيل عن حزب الليكود قوله: " لم تكن مذبحة دير ياسين ضرورية فحسب، بل بدونها لما انبثقت دولة اسرائيل”.


كما ذكر مناحيم بيجن بعد أن أصبح رئيسا للوزراء: “كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين، فمن أصل (٨٠٠) ألف عربي كانوا يعيشون على أرض “إسرائيل” الحالية لم يتبقَّ سوى (١٦٥) ألفا”.


الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون يقول عن تفاصيل هذه المجزرة: "إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها، لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف".


مجزرة دير ياسين لم تكن الأولى أو الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني. فقد ارتكبت إسرائيل مئات المجزر بحق هذا الشعب الذي لا يزال يناضل من أجل حقوقه المشروعة، فهناك على سبيل المثال مجزرة صبرا وشاتيلا، التي نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي، ومجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي نفذها المجرم باروخ جولدشتاين ، فجر الخامس والعشرين من شهر شبااط/ فبراير عام 1994 والتي قام بها المجرم مع تواطؤ عدد من المستوطنين والجيش الإسرائيلي في حق المصلين.


هذا الشعب تعرض لأقسى حالات الإضطهاد والظلم والطغيان لكنه لا يزال صامداً يدافع عن كرامته وهو مرفوع الرأس. صحيح أن المحتلين الظالمين تجاوزوا كل الخطوط الحمر، لكن لكل ظالم نهاية.


قال تعالى في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(٤) فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (٥) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (٧) عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً).

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة