الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

ماذا بعد تشكيل نتنياهو للحكومة ؟/ بقلم: الاعلامي احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 27/03/20 13:51,  حُتلن: 17:03

يوجد مثل شعبي قلسطيني يقول:"الدجاجة ما بتتخلى عن ..." وهذا ما ينطبق بالفعل على توافق أو بالأحرى "صفقة" نتنياهو وغانتس بشأن التمهيد لتشكيل الحكومة الإسرائيلية التي باتت قاب قوسين أو أدنى. في كل مقالاتي التي كتبتها عن نتنياهو وغانتس وعن تشكيل الحكومة، ركزت على نقطتين أساسيتين: أولهما: حكومة "وحدة قومية" وثانيهما عدم إعطاء العرب أي مجال ليكونوا "بيضة قبان" في معادلة تشكيل الحكومة، وهذا ما حدث بالفعل. وقد ذكرت في مقال سابق تحت عنوان " نتنياهو وغانتس وجهان لعملة واحدة" (ان الخط السياسي العام لأي حكومة إسرائيلية مقبلة هو عدم توفير إمكانية للعرب ليكونوا طرفاً أساس في القرار الإسرائيلي. وهذا يعني أأن نتنياهو وغانتس وجهان لعملة واحدة). إن الاتفاق الذي حصل بين زعيم الليكود نتنياهو وزعيم " أزرق أبيض" غانتس، لم يكن مفاجئاً، وكان متوقعاً. المهم إبعاد العرب. هذا ما يريده اليمين وبشكل خاص نتنياهو.

لقد تعرضت إلى لوم كبير عندما وجهت انتقاداً "للمشتركة" على توصيتها بتكليف غانتس رئسا للحكومة الإسرائيلية، واتهموني بأني أعمل ضد المشتركة. لكن ماذا حصدت المشتركة الآن بعد قرار غانتس الإرتماء في أحضان نتنياهو؟ ماذا ستقول للناخب العربي، والمفروض بها مصارحة هذا الناخب. المشكلة كما أعتقد هي ضعف في قراءة الخارطة السياسبة. وفي عدم الفهم أن صناع القرار في إسرائيل لن يسمحوا أبداً أن يكون العربي صاحب قرار الحسم مهما كلف الأمر، وهذا ما فعله غانتس باتفاقه مع نتنياهو وطلعت المشتركة بسواد الوجه  كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني.


لا يوجد يمين ويسار ووسط وغير ذلك إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل. كلهم يتفقون. والدليل على ذلك، ان فوز بني غانتس بمنصب رئاسة الكنيست، جاء بدعم معسكر اليمين الذي يقوده نتنياهو، صحيح أن غانتس برر تغيير موقفه بحالة الطوارئ التي تجتاح إسرائيل بفعل تفشي فيروس كورونا، ولتفادي حالة فوضى في إسرائيل، لكنه قال من جهة ثانية ان التحول في موقفه هو من أجل ما أسماه " منع خطر حرب أهلية، لأن الانقسام الداخلي في إسرائيل هو الأخطر عليها".
والمهم عدم توفير الفرصة أمام العربي اليكون حامل "جوكر" في لعبة الورق الإسرائيلية. هناك نهج سياسي إسرائيلي يعتمد على الخط العام للصهيونية، ولا يستطيع أي سياسي أكان محسوباً على اليمين أو اليسار تجاوز هذا النهج. ويجب أن لا ننسى أن "قامون القومية" جاء ليؤكد هذا التهج، على اعتبار أن إسرائيل دولة "قومية لليهود".
إذاً، وبناءً على ما تقدم، فإن نتنياهو قد ضمن رئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة لأربع سنوات قادمة، إذا لم يطرأ أي شيء يؤدي إلى إسقاط الحكومة، وكل شيء متوقعاً في إسرائيل، التي تعاني في السنوات الأخيرة من عدم استقرار تام للحكومات الإسرائيلية.


وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي تصريحات نتنياهو السابقة بضم غور الأردن إلى إسرائيل، لو قاز في الانتخابات. فقد وعد المستوطنين في الضفة الغربية، باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية في غور الأردن، وفي مستوطنات الضفة الغربية. وفي رسالة بالفيديو تم بثه في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي على موقع Jewish Insider، وهو موقع إخباري على الإنترنت يغطي الأحداث من منظور يهودي، قال نتنياهو: “سوف نأتي بالاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية في وادي الأردن ونولي اهتمامًا في جميع المستوطنات، هذه هي الخطوة التالية، إنه في أيدينا، وأنا فقط سأحضر هذا “.وحسب قول نتنياهو،فإنه تحدث عن ذلك مع الرئيس الأمريكي ترامب ومع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي صرح بأن المستوطنات قانونية.
والآن، ماذا بعد فوز نتنياهو؟ من الواضح أنه سيشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فهل ينفذ وعوده بضم غور الأردن والمستوطنات؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة