الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 20:01

المشتركة ومملكة بيبي ستان

بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 06/03/20 19:32,  حُتلن: 11:27

جاء في مقال اليباحثة الاجتماعية سهام فاهوم غنيم:

نأمل للمشتركة النجاح لان نجاحها هو نجاح للجماهير العربية

على المشتركة من الآن فصاعدا أن تحدد وبوضوح مع برنامج مفصل وبدراسة خبراء ولا تنقصنا الطاقات الرائعة بيننا في جميع المجالات لنعرف ونحدد إلى أين نسير

لا شك أن الإنجاز الذي حققته القائمة المشتركة هو إنجاز كبير وهام ولكن هناك بعض الأمور التي يجب علينا النظر اليها ومنها:

1.العنوان الرئيسي لها وهو "أسقاط بيبي" اخذ الحيز الأكبر على حساب الأمور الجوهرية الأخرى كقضايا العنف والأمان والمسكن والتعليم وقانون القومية وغيرها.
لذا على المشتركة من الآن فصاعدا أن تحدد وبوضوح مع برنامج مفصل وبدراسة خبراء ولا تنقصنا الطاقات الرائعة بيننا في جميع المجالات لنعرف ونحدد إلى أين نسير. لا شك أن النتيجة القت على كاهل المشتركة مسؤولية وعبئا اكبر, في الحقيقة سئمنا الشعارات والمبالغة بالوطنية من قبل البعض من الآن نريد أفعالا وليس أقوالا!
ربما يقول البعض وماذا ستفعل المعارضة غير أن تكون معارضه؟

2. إن الاتجاه العالمي للانتخابات في بلاد كثيره هو الميل نحو تعزيز الهوية القومية ولذالك هناك ميل لتعزيز التوجهات اليمينيه في السلطة الحاكمة في هذه البلاد وإسرائيل من هذه المجموعة, والسؤال هو هذه المرة ماذا كان الدافع الأساسي لنخرج ونصوت؟ هل هو نتيجة فعل أم رد فعل, بكلمات أخرى هل شعرنا هذه المرة بهوية جمعية نريد الحفاظ عليها؟ أم خرجنا كردة فعل على قول من هنا وتهديد من هناك؟
اذا كان السبب هو الحالة الأولى فنحن قطعنا خطوة في مشوار كياننا وكينونتنا وفي تكوين هوية جمعية والتي إلى الآن لم نستطع أن نبلورها, أما اذا كان السبب هو الثاني فان وضعيتنا ما زالت هشه واي رياح تعصف بنا ستُطيِّر وضعيتنا إلى أشلاء.

3. لقد أثبتت الانتخابات أن الليكود هو حزب شعبوي وهذا سبب أساسي لنجاحه, وان المشتركة للمرة الأولى كانت وكأنها جسم شعبوي, لذلك وللحفاظ عليها على مركبات المشتركة أن تعمل حسب القاعدة أن نعمل على القواعد المشتركة ونضع جانبا المختلف عليه, لا شك أن كل طرف له أيديولوجيته الفكرية ولكن "أيديولوجية الكرسي" هي التي تطغى اليوم على معظم الحركات السياسية.

4. للمرة الأولى شعر المجتمع اليهودي أنه يوجد هناك "آخر" يمكن أن يكون له وزن وتأثير, لذألك على المشتركة ومن موقعها عليها أن تسعى "للتأثير والتغيير".
هناك قضية شمولية هامه ربما يكون العمل فيها مع قوى يهودية أخرى وهي قضية أسميتها "تسطيح الدولة والمواطن" فالاتجاه العالمي هو تمييل الحكم والتأثير للشركات العالمية العملاقة والتي تحكم اليوم وتقوم ببرمجة المجتمعات والأفراد, هذه الشركات والمؤسسات تتقوى على حساب الأجهزة الحاكمة والإدارية في الدولة, هذا التوجه نراه في آخر عشر سنوات على الأقل في اسرائيل , عن طريق ذألك وبطرق أخرى استطاع نتانياهو إضعاف الفكرية اليسارية والتي لم تستطع تطفير (أحداث طفره) نفسها وملائمتها للوضع الجديد, لا يمكن الإنكار أن نتنياهو ساهم في أحداث تغييرات جذرية في المجتمع والوضع العام اذ استطاع نتانياهو تحويل الوضع إلى وضع اسميته " مملكة بيبي ستان" . والسؤال هو اذا بقي نتانياهو فانه سيستمر في رؤيته واذا لم يبق ماذا سيفعل الذي يأتي بعده؟

5. هناك من يقوم بتصريحات نارية او تقولات معينه هدفها الظهور لذا ليس هناك حاجة للخطأ لنعتذر بعد ذألك, كل عضو كنيست عليه أن يتذكر دائما من أوصله إلى الكرسي وبعض الاستعراضات لا حاجة اليها, الفعل والفعل فقط والذي يعود مردوده الإيجابي على المواطن العربي فقط هو الذي يحفظ الأجندة السياسية للعضو, ومن يخطأ عليه الاعتراف بالخطأ, فالاعتراف بالخطأ فضيله.

6. السياسة هي فن الممكن والمستحيل فعدو اليوم صديق الأمس وعدو الغد صديق اليوم, لذا ليس عيبا وليس هناك حاجة للتستر اذا كانت هناك مداولات ومشاورات مع أي حركة سياسيه يهودية, على الأعضاء أن يعملوا بشفافية وعلى الجمهور أن يعلم, نحن نمر اليوم في فترة حرجه تتطلب الحنكة والأناة والصبر, فلا حاجة للمغالاة في رفع مقياس الوطنية على سلم رختر وفي نفس الوقت احتساء القهوة مع الآخر, مرة أخرى من حق الجمهور أن يعلم, جمهورنا واعي وذكي فلا حاجة لارتداء قناعين.

7.المشتركة دخلت مرحلة جديده وهي مرحلة " المشاع" فأصبحت ملكيتها للجميع لذا المشتركة "مش تركه" لا للطيبي ولا لعزمي ولا لبركه ولا للحركه. اليوم كل مواطن عربي يشعر انه ساهم في هذا الإنجاز لذا هو شريك بالملكية والتأثير. هذه الوضعية تتطلب من العضو المنتخب أن ينظر بمنظار الجمعانية وليس الفردانية أكانت الفردانية الحزبية او الشخصية.

8. إن الفكر التخويني ما زال يشغل حيزا في فكريتنا, فهل مازال علينا الخيار بين عميل عامل او وطني خامل, المشتركة في وضعيتها عليها أن تساهم في خلق أنماط فكرية جديده حتى بين الأعضاء انفسهم, فإلى الآن ما زالت فكريتنا ديخوتومية فمتى نستطيع أن نخرج منها إلى اطار الفكرية القوس قزحية يا ترى؟

9. للمرات القادمة على المشتركة توسيع أطرها الضامة والضامنة اكثر أكانت من شخصيات مستقلة لكن مؤثرة او من شخصيات تنتمي لمجموعات معينه, مثلا كنت أود أن أرى دروزا بين الأعضاء.
أن الجماهير تبني الكثير على المشتركة وكما يقال الخيبة على قدر الأمل فللمرة القادمة هل ستعززها الجماهير أم تبحث عن بديل آخر يا ترى؟ إن غدا لناظره قريب!

10. نأمل للمشتركة النجاح لان نجاحها هو نجاح للجماهير العربية أيضا ونذكر جميع السياسيين عربا ويهودا بقول كونفوشيوس:
في ظل حكومة فاضلة الفقر عار وفي ظل حكومة سيئة الغنى هو العار‼

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com       

مقالات متعلقة