الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 15:01

في هذه المرحلة المفصلية تعالوا نتكاتف/ بقلم: هويدا نمر زعاترة

هويدا نمر زعاترة
نُشر: 26/02/20 10:35,  حُتلن: 14:13

هويدا نمر زعاترة:

اذا كان لا بد أن نكون في برلمانهم، فيجب أن نكون كمعارضة قوية كيفا وكما، معارضة تطرح من ناحية قضايانا وتحمل همومنا وترفع صوتنا

صمودنا ووقوفنا بكرامة ودون تنازل، داخل وخارج البرلمان، وعمل كتلنا وأحزابنا ومؤسساتنا بشكل متضافر بين الناس من كل الأطياف

حذار ثم حذار من تصويب سهامنا نحو بعضنا البعض واستنزاف قوانا وتوسيع الشروخ فيما بيننا ما ينعكس على نسيج مجتمعنا وتماسكه

لا زال البعض ينادي بالتصويت من أجل إسقاط نتنياهو وكأن هنالك بديلا آخر. ربما تكون هذه طريقة لاستنفار الناس ولكنها برأيي كطرح مبدئيا خطأ.

اذا كان لا بد أن نكون في برلمانهم، فيجب أن نكون كمعارضة قوية كيفا وكما، معارضة تطرح من ناحية قضايانا وتحمل همومنا وترفع صوتنا، كما كنا وكما كان رعيلنا الأول.
والأمر الحاسم من ناحية أخرى، علينا أن نكون معارضة تحاول كل ما أوتيت من وسائل لمنع تمرير سياساتهم وقوانينهم ضدنا، خاصة تلك التي يسعون محمومين لتمريرها ومن شأنها احداث تغييرات، لا رجعة فيها، في المشهد. تغييرات تمس مكانتنا القانونية والسياسية بشكل خطير يهدد بقاءنا وجودة حياتنا كمجموعة أصلانية.

اكرر، نحن في مرحلة حرجة مفصلية يكون فيها وجودنا داخل المنظومة ومحاربتنا لها من داخلها أمر مصيري. أنهم يسعون لتغيير قوانين اللعبة، لنلفَظ خارج الوطن معنويا بل وحرفيا، وصفقة القرن تشهد. علينا أن نكون هناك، داخل السيرك، داخل ورشة صنع الواقع، حيث تتشكل القرارات؛ ليس تماهيا ولا تماشيا معها أو خضوعا لها، إنما لمقاومتها من داخلها، لمنع اتخاذ ما يمس وجودنا، لمنع تضييق الخناق ومساحة العيش، لمحاولة عرقلة مشروع الفصل العنصري الآخذ بمد جذوره المقيتة ورفع عنقه البغيض، قبل فوات الأوان.

من اجل هذا يجب أن نكون، إن كان لا بد وأن نكون، وليس من اجل إسقاط هذا أو ذاك.

صمودنا ووقوفنا بكرامة ودون تنازل، داخل وخارج البرلمان، وعمل كتلنا وأحزابنا ومؤسساتنا بشكل متضافر بين الناس من كل الأطياف، لدعمهم ولرفع وعيهم وجاهزيتهم، وفي كل أيام السنة وليس موسميا.
صمودنا ووقوفنا متصدين لدق الأسافين والشرذمة- يمكن أن يغير الظروف ويفرض تغييرا بين صفوفهم وقيادتهم وعقلياتهم، ويمكن أن يؤدي بطريقة أو بأخرى، إلى الدفع نحو إحلال العدل الذي نستحقه ويستحقه كل شعبنا في كل اماكن تواجده

ومن هنا أوجه كلمتي الى رفاقي وأصدقائي المقاطعين وأدعوهم في هذه المرحلة ذات الخصوصية إلى التصويت. وللمشتركة بطبيعة الحال.

تعالوا نتكاتف لإفشال مخططات تجنح نحو احداث تغييرات حاسمة على مكانتنا ووضعنا القانوني في بلادنا.

قوانين ستجعل أبناءنا واحفادنا يعوفون العيش هنا. وانتم تعلمون، ليس اسهل اليوم من حمل الحقيبة، إلقاء نظرة أخيرة على وطن تزداد تربته ملوحة تملؤه الأشواك، وصعود الطائرة. برلين أبوابها مفتوحة وروما وأخواتهما...

لن تتحقق شروط "إن ما خربت ما بتعمر" لأنه لن يكون هنا من يعمرها...
أرجوكم راجعوا انفسكم، راجعوا فكركم، اخرجوا عنه بشكل مؤقت وليس المقصود أن تتراجعوا عنه.

كل واحدة وواحد منا مطالب اليوم في هذا الظرف المفصلي، بالتفكير خارج النمط الذي اعتاده. هذا اختبار للقدرة على الخروج من سيطرة عقلياتنا وعقائدنا علينا. وهو اختبار لنا كمجموعة أصلانيين في اختيار الوجهة عند اللحظة الحاسمة. فلنكن قدر المسؤولية التاريخية، والمستقبلية، المنوطة بنا، الملقاة على أكتافنا.

وكلمة أخيرة؛
الآن وعند احتدام المعركة، وفروا طاقتكم لما ينفع الوطن وابنائه، حذار ثم حذار من تصويب سهامنا نحو بعضنا البعض واستنزاف قوانا وتوسيع الشروخ فيما بيننا ما ينعكس على نسيج مجتمعنا وتماسكه، فنحن أحوج ما نكون الى تقوية بنيانه.
هدفنا في النهاية واحد وهو شاخص أمامنا بكل عنجهيته، فأحسنوا تصويبها نحوه!
وبعد الانتخابات والحصول على النتائج المرجوة علينا الا تركن ونستكين، بل عندها يجب أن نشارك نراقب وتنتقد ونرفع صوتنا عاليا عندما يتطلب الأمر

من حبي لكم وحرقتي على هذا الوطن اكتب...
فكونوا والوطن ومستقبل الأبناء
 

مقالات متعلقة