Share this link via
Or copy link
لجنة المعارف تزور القدس الشرقية
العديد من الطلاب يضطرون للقفز فوق الطاولات والكراسي للخروج من الصف الذي يجلسون به بسبب الاكتظاظ الشديد
قامت لجنة المعارف البرلمانية، صباح اليوم الثلاثاء، بجولة ميدانية للاطلاع على أوضاع المدارس العربية في القدس الشرقية، والاستماع إلى معاناة الطلاب والطالبات، خاصة أولئك الذين يضطرون لعبور حواجز الجيش الاسرائيلي في سبيل الوصول لمدارسهم.
و شارك في الجولة رئيس لجنة المعارف الراف ميخائيل ملكيئور، وكل من النواب العرب: الشيخ عباس زكور عضو اللجنة، وناديا حلو، وجمال زحالقة.
ابتدأت الجولة، في ساعات الصباح الباكرة بزيارة لحاجز شعفاط ، حيث شاهدت لجنة المعارف على أرض الواقع كيف يقوم طلاب مخيم شعفاط بعبور جدار الفصل والحاجز العسكري يوميا للوصول إلى مدارسهم، وهي معاناة أطفال يبدأون يومهم بالاستيقاظ الباكر قبل الفجر، ليسيروا على أقدامهم مسافة حوالي 2 كم للوصول إلى حاجز شعفاط، وفي أحيان كثيرة يخضع قسم من الطلاب للتفتيش من قبل الجنود، ويؤكد قسم من الطلاب أنهم أحيانا يخضعون للتفتيش بواسطة الكلاب المدربة.
المحطة الثانية من الجولة كانت في مدرسة بنات شعفاط الرسمية (ب)، وهي مدرسة ابتدائية فيها 320 طالبة، تقع في بناية سكنية مستأجرة، تعاني من اكتظاظ شديد في الغرف الدراسية، حيث برزت إحدى الغرف الدراسية كشاهد صارخ على معاناة الطالبات في هذه المدرسة، والتي تجلس فيها 24 طالبة في غرفة لا تتجاوز مساحتها 9 متر مربع!! بحيث لا توجد أية ممرات بين الطاولات والمقاعد الدراسية الملاصقة لبعضها البعض، وحين تضطر طالبة للخروج من مكانها تقوم بالقفز فوق الطاولات والمقاعد ورؤوس زميلاتها!!.
المحطة الثالثة في الجولة كانت مدرسة شعفاط الإعدادية للبنات، والتي فيها 1550 طالبة. وهذه المدرسة بنيت قبل الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967، وقسم حديث منها بني مؤخرا قبل بضعة سنوات. وتعاني المدرسة من شدة الاكتظاظ في الغرف الدراسية، وهو ما جعل المستشارة التربوية للمدرسة تجلس في الفناء الذي "تحت الدرج" بعد أن تم إغلاقه بالطوب، ووضع له باب ولافتة كتب عليها "المستشارة التربوية".
ويوجد اليوم في شرقي القدس 39674 طالبا عربيا، يزداد عددهم كل سنة بنسبة 7%. ويعانون من نقص في الغرف الدراسية التي يصل عددها 1222 غرفة ناقصة، منها 690 غرفة تصنف على أنها غير صالحة للتعليم. ونتيجة لهذا النقص الحاد في الغرف الدراسية، تزداد نسبة التسرب من المدارس والتي تصل إلى 50% وفق ما أكده رئيس لجان أولياء أمور الطلاب. وقد قامت بعض المدارس باللجوء إلى تقسيم طلاب المدرسة إلى قسمين يتناوبان الدراسة صباحا ومساء، مثل مدرسة راس العمود.
النائب زكور قام بتوجيه سؤال لمسؤولي وزارة المعارف وبلدية القدس خلال الجولة عن السبب الذي يمنع بلدية القدس ووزارة المعارف من بناء مدارس جديدة في القدس الشرقية. وقد كان جوابهم أنه "لا يوجد قسائم أرض". وهنا تساءل النائب زكور متهكما: "أتريدون أن تقنعونا أنه يوجد أراض لبناء جدار الفصل العنصري، ولبناء عشرات المستوطنات حول القدس، ولا توجد أراض لبناء مدرسة عربية في القدس الشرقية!!".
وعقبت النائبة ناديا حلو على الجولة قائلة: "جئنا لنطلع اللجنة على التذمرات على أرض الواقع، لا يمكننا تقبل هذا الاهمال الفظيع والمهين. إن هدف هؤلاء الطلاب هو التعلم فقط ولا يجوز مقابلتهم بالحواجز وعناصر حرس الحدود. هذا بالاضافة إلى الوضع السيء في هذه المباني القديمة والنقص الحاد بغرف التعليم. لذا سأطالب بعقد جلسة طارئة للجنة المعارف البرلمانية بحضور وزيرة المعارف ومدير المعارف، ورئيس بلدية القدس، لاتخاذ القرارات المناسبة، وسأقوم بمتابعة الموضوع عن كثب.. لن يمر هذا الموضوع مر الكرام".
