الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

يجب على سلطاتنا وضع خطة وقائية وعلاجية للحد من انتشار المخدرات/ د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 19/02/20 13:15,  حُتلن: 14:20

يجب على سلطاتنا المحلية وجميع مؤسساتها الاجتماعية والتربوية وضع خطة وقائية وعلاجية للحد من انتشار المخدرات في مجتمعنا، مشكلة انتشار المخدرات بين الشباب وتعاطيها وشرب الكحول من أكبر المشاكل الخطيرة التي يعاني منها مجتمعنا، وبالرغم من ذلك لا نجد أي اهتمام من قبل سلطاتنا المحلية ولا من قبل أعضاء الكنيست العرب بهذا الموضوع الخطير، حيث ان هذه المخدرات منتشرة بشكل واسع بين جميع فئات المجتمع الغني منها والفقير، والمتعلم منها وغير المتعلم، ولهذه المخدرات خطورة كبيرة نظراً لأثارها المدمرة على المجتمع، وتخريب صحة شبابنا وقتل طموحهم، أضف الى ذلك استنزاف اقتصاد المجتمع ، وهذه المخدرات تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي، والأسري، ولذا يجب تكاتف كل فئات المجتمع في تحمل مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة بجميع الوسائل المتاحة والممكنة.
المخدرات بانتشارها الواسع بين الشباب دون علاجها مدمرة لمجتمعنا ، مجتمعنا مستهدف في قدراته وفي شبابه، ولا أدل على ذلك من كميات المخدرات المنتشرة بين الشباب، فهناك محاولات دنيئة التي تستهدف مجتمعنا ليس للكسب المادي فقط، بل هناك عوامل أخرى لدى بعض الجهات لا يريدون الخير لشبابنا، فهم يسعون إلى تخريب وتدمير شبابنا بهذا الداء الخطير الذي يأكل الأخضر واليابس، ويدمر الجسد والعقل، ويوقع الانسان في مشاكل أخلاقية واجتماعية، فينعدم العقل وتذهب المشاعر والأحاسيس، ولذا يجب ان تتظافر الجهود والتعاون بين المؤسسات التربوية كالمدارس ومكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر الشبيبة والكليات مع رجال الدين والمؤسسات الإعلامية بنشر التوعية والوقاية، لوقاية أبنائنا من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل شبابنا ويستنزف مواردنا المالية .
وعلى الاهل تقع المسؤولية الأولى لتوعية أبنائهم وتحذيرهم من صحبة رفاق السوء الذين يجرونهم لمستنقع المخدرات، فإذا حصّنا أبناءنا من هذا الداء فلن يجد تاجر المخدرات لمن يبيع ،ومن هنا يجب أن نعمل على مسارين مسار الوقاية أولاً، والمكافحة والعلاج ثانيا ، فانتشار المخدرات في المجتمع يزيد من حوادث العنف والقتل والاعتداء على الأرواح والأعراض، وهناك من المدمنين من تعدى أذاهم بسبب المخدرات على غيرهم وهناك من قتل أنفسه نتيجة تعاطي المخدرات.
إن معظم المدمنين لا يكتفي بإدمانه فقط، بل تراه يسعى إلى جر الآخرين إلى هذا الوباء، ويكبر الخطر عندما يتأثر الأبناء بسلوك أبيهم، ويقتفون خطاه في هذا الأمر الخطير.
مدمن المخدرات يفقد الشعور بالمسؤولية، لأنه مشلول في تفكيره وضرره هذا ممتد إلى كثير من الأفراد، وذلك يؤدي إلى الفوضى وانعدام الأمن ويجر إلى الخصومات والفساد الاجتماعي، ومدمن المخدرات لا يتورع عن سلوك أي طريق لتأمين احتياجاته من المخدر، فيلجأ للسرقة حتى من أقرب الناس إليه ومن جيرانه ، كما أنه في حالات فقد الوعي قد يقدم على ارتكاب جرائم بشعة مثل هتك الأعراض والاغتصاب وإزهاق الأرواح وأعظم من ذلك بأنه قد يسترخص أعراض محارمه بالاعتداء عليها أو تقديمها ثمناً لجرعة أو قطعة مخدر!
إن انتشار المخدرات في تزايد مستمر ويتطلب تكثيف الوعي من الاهل وسلطاتنا المحلية والتوعية والرقابة من خلال المناقشات البناءة والهادفة مع الأبناء وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى الشباب، بأن المرحوانا والحشيش لا تسبب الإدمان وهذا خطأ كبير، حيث ان كل الأبحاث العلمية والتجارب اثبتت ان هذه المخدرات تسبب الإدمان والاضرار الصحية والعقلية، فعلينا الحفاظ على سلامة عقول وصحة ابدان شبابنا بابعادهم عن المخدرات وكذلك المشروبات الكحولية ، ومحافظة سلطاتنا المحلية على الفرد هذا يعني المحافظة على المجتمع.

مقالات متعلقة