الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

أيها الناس لا تزرعوا العنف في نفسيات اطفالكم/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 09/02/20 17:22,  حُتلن: 23:52

د. صالح نجيدات في مقاله:

الطفل هو رجل المستقبل وهو الشخص الذى سيكون مسؤول يوماً ما عن أسرة ودور واستمرارية للمجتمع، وهنا وجب على كل أب وأم إستثمار طاقتهما في تربية الأبناء تربية صحيحة في أجواء اجتماعية إيجابية

كيف نريد أن نعالج العنف ونحن نزرعه صباح مساء في نفوس أولادنا بافتعالنا الشجارات العائلية البغيضة، والتي اسميتها إرهابا عائليا، قبل يومين في مدينة راهط شجار عنيف وتبادل اطلاق نار كثيف وحرق بيوت وهذه الشجارات تتكرر في بلدات عربية أخرى ، فللأسف يروعون أطفالهم ويزرعون بهم منذ نعومة اظفارهم العنف والرعب والعصبية القبلية ، ولهذه الشجارات مضاعفات سلبية جدا على نفسية الاطفال.

الاخوة الكرام ، نشأة الطفل في جو أسرى واجتماعي معتدل وايجابي هي اللَبِنة الصالحة الأساسية لبناء المجتمع ، الأسرة كيان مقدس يحيط بعناية فائقة بالطفل ليقدمه للمجتمع فى النهاية إما شخصٌ صالح يسعى للإسهام فى بناء مجتمعه أو شخصٌ معادى للمجتمع يهدم أكثر مما يبنى ويحمل لقب مجرم ، أيها الناس لا تجعلوا من أبناء مجتمعنا بشجاراتكم عنيفين ومجرمين.


الطفل هو رجل المستقبل وهو الشخص الذى سيكون مسؤول يوماً ما عن أسرة ودور واستمرارية للمجتمع، وهنا وجب على كل أب وأم إستثمار طاقتهما في تربية الأبناء تربية صحيحة في أجواء اجتماعية إيجابية، وتعزيز إنتمائه للمجتمع وحسن تأديبه وغرس القيم الصحيحة الإنسانية وعدم اقصاء للأخرين فقط لإختلاف اللون أو الجنس أو الدين من الأمور التي لا حيلة للإنسان بها أو شأن ، حب المجتمع والوطن يُزرع من الصغر داخل الطفل فلا يوجد شخص صالح فى مجتمعه ويعيش على ترابه وينعم بخيراته إلا ونشأ نشأة سليمة وقوية في أسرة مترابطة تنشر الطمأنينة في نفسه تجاه الأخرين وبالتالي تنعكس آثار تلك المشاعر على الأخرين والمجتمع بالإيجاب بدلاً من السلب والتربية على الكره والعنف والدماء ، الإستثمار الحقيقي هو الإستثمار في التربية الصحيحة والسلاح الوحيد الذى نستطيع من خلاله محاربة العنف الذى يعانى منه مجتمعنا الأن لم يولد بين ليلة وضحاها لكنه بدء صغيراً وتطور حتى كبُر ، الأمن لا يتحقق إلا في بيئة اجتماعية وأسرية مترابطة تحب الخير للأخرين وهذا هو الدور الحقيقي الذى يحقق الأمن ويحمى المجتمع من الإنحراف والظواهر السلبية والعنف والجرائم ، فالعنف والكراهية فى الصغر هو ما يولد الإجرام في الكِبر ، فالشجارات العائلية التي تجتاح الكثير من بلداتنا تزرع العنف في نفسية أطفالنا وشبابنا وعلينا استبدالها بأسلوب الحوار وبالتي هي احسن وبنشر التآخي والمحبة والود والعطف والسلام بين مكونات المجتمع الواحد لما لها من الأثر البالغ والمسار الصحيح في تكوين شخصيات أبنائنا وشبابنا حتى تكن لهم شخصيات سوية وصالحة تبنى اساسات المجتمع وتحميه من كل شر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة