الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 11:02

كم كنت وحدك يا ابن أمي !- بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 04/02/20 18:45,  حُتلن: 23:50

كشفت وكالة الأنباء الأمريكية اليوم ان الإمارات هي التي رتبت لقاء نتنياهو مع البرهان السوداني في اوغندا. المفارقة المضحكة المبكية ان هذا هو زعيم الخرطوم ذاتها حيث صدرت منها في 1968 اللاءات الثلاث لا للاعتراف لا للسلام لا للصلح مع إسرائيل. سبقت السودان دول خليجية شارك سفراؤها في مسرحية اطلاق " صفقة القرن " كشهود زور للا هيبة وارخص من الفجل.


في تحقيق بعنوان " نتنياهو زلمة العرب " كشفت القناة 13 ان سلطنة عمان توسطت خلسة بين اسرائيل وايران من اجل مفاوضات سرية مباشرة بينهما في مسقط. كما كشفت ان نتنياهو جدد مساعيه لدى البيت الأبيض من أجل صفقة ثلاثية : ان تعترف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية شرط ان تطبع المغرب مع اسرائيل. وكل ذلك ع خلفية زيارات ولقاءات مسؤولين أسرائيليين كبار مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية. نجح نتنياهو اكثر من مرة ببرهنة رؤيته في العقد الأخير بأنه بالإمكان السلام والتطبيع مع العرب بدون تسوية الصراع مع الفلسطينيين. نتتياهو الذي رفض مبادرة السلام السعودية( العربية) واستخف بها يقيم علاقات وثيقة مع السعودية وحليفاتها محاولا اضعاف الشعب الفلسطيني وشطب قضيته الوطنية.
هؤلاء الحكام العاربة ممن باعوا رؤوسهم وروحهم وكرامتهم لا يكفي أنهم لا يساندون الشعب الفلسطيني بل يتامرون عليه ويطبعون ويحاولون القيام بصلحة بين اسرائيل وبين دولةاسلامية كايران. الخيانات العربية ليست جديدة لكنها تتصاعد وتفضح اكثر. في 1982 اجتاحت اسرائيل بيروت وبقي هؤلاء الحكام العرب يتفرجون والمخفي أعظم كما حصل في حرب لبنان الثانية عام 2006. وقتها كتب محمود درويش رائعته " في مديح الظل العالي " وصرخ فيها كم كنت وحدك يا ابن أمي !
اليوم لم يعد الفلسطينيون وحدهم فالأقرباء صاروا مع الأعداء أصدقاء.
الفلسطينيون الذين كانوا في دول الخليج طيلة عقود الطبيب والمعلم والممرض والمهندس يجدون انفسهم مطعونون بالظهر من الأشقاء ... فكيف نلوم العجم والأغراب ؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة