الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

قالت حبيبتي/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 19/01/20 09:47,  حُتلن: 09:52

قالت حَبيبي غابَ عنّي
وكلّما نظرتُ حولي
رأيتهُ عند انكسار الضوءِ
لامعاً كأنه السرابْ
أسيرُ نحوَهُ
وكلَّما دَنوْتُ منه غابْ
قالت: أريدُ أن أراهُ
أن تمسّهُ يدي
وأن تجيبَ عينُه سؤالَ عيني:
بعد أن كنّا معاً كخاتمٍ في إصبعٍ
لماذا أدمنَ الغيابْ؟
أديرُ ظهري..
أعود أدراجي..
أسيرُ للوراءْ..
لكنَّ قلبي لا يطيعني
يظلُّ سائراً إلى الأمام نحوَهُ..
أدعوه أن نسير في اتجاهٍ واحدٍ
لكنَّهُ يا حكمة السماءْ-
هيهاتَ ينفعُ الرجاء!
***
قالت أحبُّهُ
أريدُ أن أراهُ دائماً
كما أرى الزهورَ في الربيعْ
أريدُ أن يعودَ دائماً
كما تعودُ نجمةُ المساءِ
في الهزيعْ
وإنْ أرادَ أن يظلَّ غائباً
لماذا دائما يلُوحُ وجههُ
مع الشروقِ في الصباحْ
أكادُ أن أراهُ باسماً
وفجأةً يطيرُ مثلما تطيرُ
قشّةٌ مع الرياحْ..
يجيء مرةً -
مُحمَّلاً بشائرَ انشراحْ
أراهُ في انبلاج الصبحِ..
في ابتسامةِ القمرْ
وفجأة يصير مِلْحاً في الجراحْ..
***
قالت أحبُّهُ في هدأةِ الهجيعِ
مثلما أحبُّه في فَوْرةِ النهارْ..
أنا التي لا يكْسرُ العقوقُ قلبَها
وإن تلمَّست نسائمُ الصباحِ وجهَهُ
تَغارْ..
أنا التي تصُدُّ عن ديمومة الحياةِ
الانهيارْ..
أنا التي تظَلُّ تَلْأَمُ الجِراحَ
للصغارِ والكبارْ..
أنا التي تفكُّ
عن حدائق الرفاهةِ الحِصارْ
أحبُّهُ من أول الطريقِ
حتى آخر المسارْ..
***
وجدتها رقيقةً.. قويّةً
سمعتُ في خشوعٍ ما تقولْ..
رأيتُ أنها هي التي تُخَرِّج الطعامَ
من مخابئ البُقولِ والمحارْ
سمعتُها..
سمعتُ ما يُكِنُّ صدرُها
وقفتُ خاشعاً لطُهر كفِّها..
لفضلها..
لعزمها وصبرها..
هي الأمُّ التي لا حياةَ للأنامِ
قبلها أو بعدها..
هتفتُ مُعلناً:
إني أحبُّها..
أحبُّها.. أحبُّها!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة