الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

من فيتيتسيا الى يافا - عنزة ولو طارت

بقلم: سليم شومر

سليم شومر
نُشر: 06/01/20 18:20,  حُتلن: 20:42

سليم شومر :

هذا الزمن يريدون ان يصنعوا من تل ابيب نيويورك وهذا على حساب المواطن الضعيف الذي بالكاد يقتات قوته اليومي 

هناك ظواهر طبيعية مقلقة جدا قد عرفها الانسان منذ فجر التاريخ وقد حاول التغلب عليها ونجح في الى حد ما من الحد من هذه الكوارث و الأبتعاد عنها قدر الامكان وعن التسبب في الاضرا والخسائر الناجمة عن ذلك .بالرغم من التطورات في علم ميتيورولوجيا هو علم الأشياء العليا أو دراستها، أي دراسة الجو. ويعرف حاليا بمجموعة من التخصصات العلمية التي تعنى بدراسة الغلاف الجوي التي تركز على أحوال الطقس والتنبؤات الجوية الدراسات في هذا المجال تعود لآلاف السنين، على الرغم من أن التقدم الكبير في مجال الأرصاد الجوية لم يحدث تغيير يذكر حتى القرن الثامن عشر.

وشهد القرن التاسع عشر تقدما سريعا في علم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة حالة الطقس (محطات الأرصاد الجوية، وغيرهاعبرالعديد من البلدان. في النصف الأخير من القرن العشرين تحقق التقدم الكبير في التنبؤ بأحوال الطقس، وذلك بعد تطور جهاز الحاسب الإلكتروني.الظواهر الجوية وهي الأحداث للأحوال الجوية الملاحظة بما فيها الظواهر الضوئية وتم تفسيرها بواسطة علم الأرصاد الجوية. بالرغم من كل هذا مازال العلم والعلماء في موقف الضعيف امام اتلك الظواهر الجبارة .شهدنا هذا الأسبوع فيضانات عارمة ونوع من الطوفان وصارت يافا اشبه بمدينة فنيتسيا التي تغوص شوارعها وازقتها بمياه البحر.

من مدينة مهملة قد حطمت مصابيحها و بيوتها وشوارعها وسواحلها من اجل مشاريع بالية وضحية سلطات ورؤساء بلدية بالية ارادت ازالة يافا عن خريطة تل ابيب تحاول البلدية اعادة عهد يافا وقد باشرت بترميمه وتطويره منذ زمن نجحت الى حد ما ولكن البنى التحتية ليست مبنية هذا البناء وليس هناك مسالك مائية قد شيدت من اجل تداراك اوضاعا عقيمة كهذه . هذا وناهيك عن الأهمال من قبل مؤسسات البلدية ومصلحة المياه بالذات ما حصل من غرق وحصار سيول الأمطار بسبب الأعمال التي تتم بسكة الحديد للقطار الخفيف في يافا، أغلقت جميع قنوات المياه منذ بداية العمل على السكة، ما تسبب بتدفق المياه إلى المنازل لأنه لم يعد مجرى للمياه وهكذا اضرار جسيمة اخرى سببها هذا المشروع الذي لم يأتي بأي فائدة الى يافا بل بالعكس ما زال يغرق يافا ليس بالمياه فقط بل باضرار جسيمة مشروع اوقع يافا والمنطقة بأسرها بمأزق سير خانقة وخسائر اقتصادية فادحة لأصحاب الشركات والمحال التجارية بالمنطقة وهكذا مصائب كثيرة يجلبها هذا المشروع . وليس للبلدية اي حل او اي تاريخ معين لأنهاء هذا الجحيم التي تعيش به يافا بل هي ماضية في ارسال مفتشيها في تحصيل العدد الأكبر من مخالفات السير تغريم المواطنين ضاربين عرض الحائط المعاناةالتي يعانيها سكان المنطقة وهكذا ماضون بهذا المشروع وليس هناك اي بصيص للنور في اخر النفق وبقينا في نفس المكان عالقين قصة هذا المثل العربي، هي ما يحكى عن اثنين من الأصدقاء، فيما كانا يسيران ويتسامران، أشار أحدهما إلى شيء فوق قمة جبل، قائلاً لصديقه: هل ترى ذلك الطائر الذى فوق الجبل؟ أجابه صديقه نعم، ولكنه ليس طائراً، بل عنزة. .

راحا يتجادلان فى كون ما يريان طائر أم عنزة، وبعد قليل طار هذا الشيء من فوق الجبل، فقال الصديق: أرأيت، ألم أقل لك أنه طائر؟. . لو كان عنزة ما طارت. . قال له الآخر بإصرار: "عنزة ولو طارت وهذا ما اصابنا في هذا الزمن يريدون ان يصنعوا من تل ابيب نيويورك وهذا على حساب المواطن الضعيف الذي بالكاد يقتات قوته اليومي وعلى حساب كل من سكن هذه الدائرة وحتى زائرها يعاني ونعاني جميعا من هذا المشروع ولم يقف الأمرعند الأختناقات المرورية فحسب بل كان سببا لعدة اضرارا للبيئة والمكاره الصحية التي لم تحسب السلطات المسؤولة عن هذا المشروع الفاشل الى حد ما لها حساب ..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة