الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 15:01

ما سبب العداء والكراهية بين أبناء البلد الواحد؟/ بقلم: صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 26/12/19 15:25,  حُتلن: 15:31

ابتعد الكثير من أبناء مجتمعنا عن ديننا الذي ينادي الى المحبة والتسامح ورص الصفوف والتمسك بالوحدة والتآخي فأصيب القوم في اخلاقهم واصبحوا يعانون من الجهالة، وامتلئت قلوبهم بالقسوة والعداء والكراهية والبغضاء، واصبحت العصبية القبلية الدافع لسلوكهم، مما جعلهم فاقدي المقدرة على العفو والتسامح والتصالح مع بعضهم البعض عند خصامهم , وتنتقل هذه العداوة من الاب للابن والاحفاد بالوراثة، وتصبح ميولهم اكثر الى العنف والعداء والانتقام... وتستمر هذه العداوة لسنوات طويلة بها جلد للذات وايذاء للنفس وللآخرين، وتملئ القلوب بالكراهية والبغضاء التي تؤثر على سلوكيات افراد المجتمع، أليست هذه السلوكيات منافية للدين والقيم والخلق الحسن؟ هل لا زال معشش ومتغلغل في عقول القوم عميقا ان استعمال العنف والاعتداء والانتقام هي من صفات الرجولة ؟ اليس الانتقام هو من صفات الانسان الضعيف الذي يخلو قلبه من الايمان ورحمة الله ، وهو من رواسب الجاهلية الأولى، وهو اداة هدم سلبية تدمر النسيج الاجتماعي , وتعرقل تطور البلد وتؤثر على الجو العام في البلد وعلى استقراره، وتؤدي الى استمرار العداوة بين الناس؟ اليس حري بالأفراد والجماعات أبناء البلد الواحد ان تتبنى عقلية وثقافة العفو والتسامح التي تعبر عن الاصالة والشجاعة وكرم الاخلاق، وتقوي أواصر العلاقات الاجتماعية، وتحمي السلم الأهلي وتضمن الاستقرار والامن والامان للمجتمع واجياله في المستقبل ؟ هل فقدان الوعي والشهامة والمروءة والرجولة وعزة النفس والاحترام أدى الى هذه الاوضاع المزرية وعدم المقدرة على التسامح والعيش المشترك ؟ الا نتعلم من كلام رب العالمين حيث وصى على التسامح والعفو عن الناس، اذ قال:" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".

الاخوة الكرام، لماذا ضاق صدرنا وقل صبرنا واصبحنا لا نتحمل بعضنا بعضا، فواقع مجتمعنا مر وصعب، بالاضافة لما ذكر أعلاه، فأصبح الأخ لا يتحمل أخيه في حالة الخصام ولا يسامحه، والجار يخاصم جارة على شبر ارض او على أمور أخرى ويعاديه ويودي الى قطع العلاقات بينهم، والمرأة لا تسامح زوجها في حالة الخصام بينهما، وترفع ضده دعوة قضائية في المحاكم، وكل ذلك بسبب الجهالة وغياب الوعي والتسامح عند الناس، وأصبح الانتقام سيد الموقف، فلدينا سلوكيات سيئة تتنافى مع الدين والقيم والعادات الاصيلة وتغضب وجه الله، فهناك شجارات وخلافات لأتفه الأسباب، وأحيانا بسبب نظرة " بحرني وبحرتة " تؤدي الى شجارات واحيانا الى القتل وقطيعة لزمن طويل.
الاخوة الكرام ، أن التسامح هو من صفات الرجولة والشجاعة وهو نعمة لمن عنده المقدرة على التسامح. وان الكراهية والبغضاء هي معول هدم تضر بالفرد والمجتمع، وكل هذه السلوكيات السلبية حدثت وتحدث بسبب ابتعدنا عن الدين والقيم الفاضلة وبسبب ضعف الانتماء للمجتمع وفقدان الوازع الروحاني. 

مقالات متعلقة