الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 02:02

حوار القاهرة إتفاق النسيان أم ..


نُشر: 27/11/08 06:59

عشرات المقالات والتحليلات كتبت - ومثلها قادم على الطريق – في الحوار الفلسطيني الداخلي الجاري في العاصمة المصرية ( القاهرة ) ، والكل في هذه المقالات - ودعونا نعتبرها حوارات -يغني على ليلاه ، لكن لا زال هناك قاسم مشترك واحد أجمع عليه كل المحللون والكتاب وقد لا يهتم به المتحاورون على طاولة الوفاق والعتاب ، وهو " التخوف من إحتمالية فشل الحوار " وعدم القدرة على إيجاد جواب مطمئن لسؤال مرعب مخيف " ماذا بعد الحوار ؟!!! " .
التساؤلات الجوهرية المطروحة حاليا ، لا تستفسر عن إمكانية نجاح وفشل الحوار فقط ؟!! بل تتعداها إلى كشف سبر النوايا لكافة الجهات المشاركة فيه والحاضرة له ، فعلى سبيل المثال : ماذا تريد حركة حماس من هذا الحوار ؟!! وما هي المصلحة التي ستجنيها حركة فتح وباقي الفصائل المشاركة فيه ؟!! وما هي الثمار التي ستقطفها قاهرة الغزاة – القاهرة المصرية – من بستان الوفاق الفلسطيني الوعر ؟!!!
ولو بدأنا بحركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، لوجدنا أن هناك مصلحة وطنية عليا مشتركة بينها ، بمبادئها الأولى والأساية تتفق على خدمة وحماية المشروع الوطني الفلسطيني بالوحدة والأستقلال والتحرر ، والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مع ضرورة إستنهاضها وتطوير أداء أطرها ومؤسساتها ، ناهيكم عن إجماع هذه القوى والفصائل على ضرورة إنهاء حالة الإنقسام الوطني والجغرافي الذي أحدثته حالة الإنقلاب العسكري أو الحسم العسكري - كما يحلو للبعض أن يسميها - وإعادة اللحمة والوحدة للبيت الفلسطيني والتسامي على الجراح من أجل المصالح الوطنية العليا ، من خلال وقف مظاهر التعدي غير المشروع والممارسات العسكرية والدموية بالإستيلاء على مقار ومؤسسات السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية والعودة إلى مرحلة ما قبل الإنقلاب ، وضرورة الوفاق والتوحد لمقارعة الإحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التصفوية والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة  وهذا بإختصار شديد ، الموقف الوطني العام بعيدا عن التعدي والمساس بالموقف الحزبي السياسي لأي من الفصائل الوطنية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية .
أما حول موقف حركة الجهاد الإسلامي ، فقد أعلن مسؤولو الجهاد الإسلامي وبشكل واضح وصريح عن تأييدهم للجهود المبذولة للم الشمل الفلسطيني وإنهاء حالة الأنقسام والصراع القائمة ، مع التأكيد على التمسك بخيار المقاومة ورفض الهدنة والتهدئة مع الإحتلال الأسرائيلي الذي يمارس الأستيطان والقتل والتهويد والحصار والتجويع وما زال مستمرا في مصادرة وإغتصاب الأراضي الفلسطينية المقدسة ، وهذا أيضا بإختصار ودون المساس والتدخل بشؤون الحركة أو المزاودة والتعدي على مواقفها ومبادئها وأهدافها .
والمهم هنا – في حوار القاهرة – الموقف الصادق والصريح لحركة حماس ، ولا أريد أن أظلم حركة حماس ، فهي الآن رهينة موقفين أو تيارين تحسد عليهما – الأول والفاعل فيهما هو تيار متشدد ويملك القرار والقوة العسكرية والثاني تيار معتدل خجول لا يملك أكثر من السكوت والصمت وطأطأة الرأس – وفي كلا الموقفين يبقى الحوار الفلسطيني - الفلسطيني حبيس إحدى الأميرين أو الأمارتين – سموهما كيفما شئتم .
لا أريد أن أدعي العلم بالنوايا ولا أريد أن أطلق الفتاوى ، لكنني أعتقد أن مصلحة حركة حماس من الحوار تسير بإتجاهين : الأول يقود إلى النسيان ، بمعنى أن تنسى الجماهيرالفلسطينية كليا تلك المشاهد المرعبة والمخزية من أعمال القتل والإجرام والحرق والتهجير والتمثيل بالجثث التي تصدرت مشروع الإنقلاب في قطاع غزة وتلك الآثار المأساوية والكارثية التي نجمت عنه ولا زالت تتفاقم ، والثاني يهدف إلى مسامحة قادة الإنقلاب ومرتكبي جرائم القتل والخطف والأسر والسطو والتهريب والتفخيخ والتقسيم ، وإعلان الصفح والمغفرة عنهم ولهم ، وهذا أمر يتأرجح ما بين الممكن بأمتعاض والمستحيل بإصرار .
وبغض النظر عن هدف المحاورين من حركة حماس بتحويل الحوار من حوار وطني شامل إلى حوار ثنائي خامل ، إلا أن مجريات الأمور على أرض الواقع في كل شبر وفتر من أرض غزة هاشم المحاصرة والمبلية بنار الفتنة الداخلية والإقتتال على سيادة وهمية وإمارة خيالية ، تنذر بأن حركة المقاومة الإسلامية " حماس " تسير إلى نفق نهايتها المظلم وإلى هاوية لن تنقدها منها التبعية الخارجية ، وأن مشروع الإمارة الواهم حلم خاسر وأنها مهما فعلت وإستفحلت بأرض غزة ، سيقى شعب غزة هو الباقي والمنقذ والحامي للحوار الوطني الشامل والقضية الفلسطينية العامة ، وأن أي محاولة لتخصيص الخلاف وترسيخ المحاصصة هي محاولة فاشلة ومخطط مكشوف مفضوح ، وأن للمشروع الوطني الفلسطيني رجالا تحميه ولن تفرط فيه .
وفي النهاية ، فأنا لا أعتقد أن هناك شخصا فلسطينيا واحدا لا يحبذ االتلاحم والإتفاق ، وأن الغالبية العظمى منا تريد لشعبها وفصائله وأحزابه الوحدة والوفاق ، وان كل من يرسخ الإنقسام والشقاق هو خائن ومجرم ، وهو بالمطلق لأسرته وبلده وقضيته وشعبه عاق .. عاق .. وإلى كل المتوهمين بتعاظم إرادة القوة والسلاح على قوة الإرادة ... نذكرهم – إن نفعت الذكرى - أن سلاح الإرادة وقوة الأيمان بالحق هي التي تنتصر مهما طال الزمان .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
233375.82
BTC
0.51
CNY