الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 17:02

موضوع التربية والتعليم في آخر سلم اولوياتنا/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 06/12/19 07:50,  حُتلن: 15:41

تلاميذنا وطلابنا هم ضحية لإهمالنا بسبب عدم اكتراثنا بما يجري في مدارسنا ومطالبة وزارة المعارف بإصلاح مناهج التعليم بما يتناسب مع متطلبات العصر، والتدخل بتحسين الأوضاع في مدارسنا، ومعطيات امتحانات الـ بيزا اكبر دليل على ذلك، كلنا يعرف مسبقا بهذه النتائج نتيجة تدني التعليم، وناقوس الخطر قرع كثيرا، والاضواء الحمراء أضاءت منذ سنوات طويله امامنا، ولكن تجاهلناها هذه الإنذارات، ولم يكترث بها احد، والكل يعرف ان جهاز التعليم بحاجة... الى ثورة وتغير جذري بمناهج التعليم والقوى العاملة فيه، ولكن لم نعمل أي شيء بهذا الموضوع، وللأسف كان العنوان مكتوب بحروف كبيرة على الحائط ولكن اصبنا بالعمى، فكما يوجد عدم إكتراث بما يجري من عنف وقتل، وإنتشار المخدرات بين شبابنا، وتجارة السلاح، هكذا للأسف سيكون بالنسبة لأوضاع التعليم وكذلك لنتائج امتحان البيزا، وسوف ينسى هذا الموضوع بعد عدة أيام !

هنالك اوضاع خطيرة تحدث في مدارسنا أهم بكثير من موضوع نتائج امتحان البيزا ولم نكترث بها، فنشر في الماضي القريب بحثا أشار على ان 21% من الطلاب فوق المرحلة الابتدائية يستعملون المخدرات، وكذلك العنف المجتمعي انعكس على تصرفات طلابنا، وشجارات تنشب بينهم داخل فناء المدارس تستدعي أحيانا تدخل الشرطة لفضها، والإهمال التربوي حدث بلا حرج ولم يهتم احد بهذه الامور، فماذا عملنا لعلاج هذه المواضيع في مدارسنا ؟ هذه الأمور أهم بكثير من نتائج امتحان البيزا، لأننا نستطيع تحسين نتائج امتحان البيزا مستقبلا اذا بذلنا جهدا، ولكن علاج العنف واستعمال المخدرات يصعب علاجها اذا تغلغلت في مدارسنا، لان عدم علاجها كارثية على مصير طلابنا، وبالرغم من ذلك لم ارى اي تحرك من أي جهة لا شعبيا ولا سياسيا ولا رسميا ولا من قبل اولياء الامور لعلاج هذه المواضيع الخطيرة.
لجان اولياء الامور يجب ان تكون فعالة، لان لديها صلاحيات بالتدخل والمطالبة بتغير مناهج التدريس وتحسين الأوضاع في مدارسنا بدعم جماهيري وسلطاتنا المحلية ومن قبل أعضاء الكنيست، ولكن للأسف ليس لهم تأثير على مجريات الامور، فمن يا ترى سيعالج نتائج امتحانات البيزا ويسعى الى اصلاح جهاز التعليم ؟
كلنا مقصرون، وكلنا مصابون بداء البلادة وعدم الاكتراث بمصلحة طلابنا الذين هم أبنائنا، انتمائنا لمجتمعنا ضعيف جدًا لأننا تربينا على الولاء والانتماء للعائلة الكبيرة او للطائفة وليس للمجتمع، نحن منشغلون بالشجارات والصراعات العائلية على كرسي السلطة وبالانتخابات وموضوع التربية والتعليم ليس على ما يبدو في سلم اولوياتنا .
ارجو من جميع الجهات، السلطات المحلية، أعضاء الكنيست، لجان أولياء الأمور، وزارة المعارف، أن يكون ملف التربية والتعليم العربي في صدارة أولويات مجتمعنا، لان إهمال هذا الملف يشكل خطرًا على مصير مجتمعنا، لأنه مرتبط ارتباط وثيق بمستقبلنا ومستقبل اجيالنا.

مقالات متعلقة