الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 05:02

فكاهة (10) الكتاب والثقافة - بقلم: سهام فاهوم

سهام فاهوم
نُشر: 03/12/19 17:26

في هذه الحلقة من الفكاهة الساخرة في العين الساهرة سنتحدث عن ازمه الكتاب والثقافة والتي هي عبارة عن صورة قلمية وتصويرية انعكاسية لإبداعات أفراد المجتمع بظروف معيشية وبيئية مختلفه.
قال الجاحظ: الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك, والصديق الذي لا يغريك, والرفيق الذي لا يَمَلُّك والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب!
كما قال المتنبي: ….وخير جليس في الزمان كتاب!
كما نرى ونلمس فإن القراءة في الوسائل الإلكترونية طغت على القراءة في الكتاب.
بالرغم من ذألك فإن القراءة من الكتاب هي مران للخيال الذي يساهم في استمرارية التفكير وهي تُطبع في الذاكرة اكثر, وتجلب المتعة والسعادة اكثر كما تحول الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابيه.
لقد أثبتت الأبحاث أن القراءة هي افضل الطرق لشحذ الدماغ البشرية وتنشيطها على استمرارية عملها وإبعاد الخَرف عنها. فآخر الأبحاث أثبتت العلاقة العكسية بين الثقافة والتعليم وبين البدء بفقدان الذاكرة الذي يرافق كبار السن, فكلما كان الأنسان متعلمًا اكثر كلما ظهرت عنده هذه الظاهرة اقل. كما أثبتت الأبحاث أن احتمال تذكر صفحة في كتاب من ورق اكبر من احتمال تذكرها نفسها من كتاب في الكمبيوتر.
في السابق كنا نقف بالطوابير للحصول على الكتب التي تصدر في مصر وتصل إلينا عن طريق قبرص.
أما اليوم فكتب الأبراج والسحر والشعوذة والطبيخ هي السائدة في بيعها, فالاهتمام الزائد عن الحد بهذه المواضيع هي اهم سمة من سمات ثقافة الفقر الفكري.
تخيلوا مثلاً لو نضع مجموعة من الكتب في كل مكان فيه انتظار مثل المستشفى والبنك والبلدية ومحطة الباص وداخله ومدخل المجمعات التجارية الكبيره, على شرط أن تكون أدبية عربية وترجمات من الأدب العالمي فقط!
ماذا يحدث عندها !
ربما يقول احدهم هذا كله غير ضروري لأن البيليفون موجود مع كل شخص
ونحن نقول الراحة في التغيير والإحساس سيكون غير!
لا شك أننا اليوم نعاني من ازمه في الكتابة والثقافة والكلمة الحره, فبينما كان الكاتب يكتب ثم يقبض فاليوم يقبض ثم يكتب, لذألك فالكتابة تجزأت حسب التيارات والتوجهات واختفت الكلمة الحرة والصادقه, خاصة واننا نعيش في عصر يسجن فيه القلم.
الصورة القلمية الساخرة التالية تعبر عن الموضوع
يا عَمِّي لَشو القراءه خَلِّي بَالي فاضي
شو بِدّي بْإبنْ سينا وِالْغَزالي وِالْفارابي
وْشو بِدّي بْجُبْرانْ وِبْسَعيدْ وِالْدَرْويشْ وِالشَرابي
قالْ شَعِبْ إِقْرَأْ لا يَقْرَأْ كُلّه كَلامْ فاضي
لَشو نِقْرا وِنْطَوِّرْ الأَفْكارْ
يَعْني هِيِّ القراءه بِطَوِّلْ إلْأعْمارْ؟
لَشو وَجَعْ هَالرَّاسْ وْتَعَبْ لِعْيونْ
مينْ بَدُّو اليومْ ابنْ زيدون او ابنْ خلدون
يَعْني عَلى مينْ يا صديقي اليومْ بِتْمونْ
نحن نقول: يا عَمِّي الِكْتابْ مِشْ بَسْ وَرَقْ
إِلِكْتابْ كِلْمِه بْتُطْرُدْ القَلَقْ وِالْأَرَقْ
وْلِلْجَهِلْ أيضَا سَحَقْ
لإنُّو العَقِلْ صارْ اليومْ مِثْلِ السَّجَقْ
مَحْبوسْ وْمَكْبوسْ وِمْغَلَّفْ مِثِلْ أَوَّلْ ما انْخَلَقْ
وِلْمَسْكينْ هالْكاتِبْ بَعِدْ كُلْ هَالْجُهُدْ وِالْعَرَقْ
بِيْقولولو لَشو الكِتابه وْأنتَ عايشْ عَصَحْنْ الْمَرَقْ
بَسْ راحْ نُذْكُرْ إُنُّو ثَقافِةْ الْكِلْمِه وِالْقَلَمْ دامَتْ
وْثَقافَةْ السِّيفْ في مَهَبْ الرِّيحْ إِنْعَدْمَتْ وْنامَتْ
كُلْنا لَحَدْ اليومْ بْنِتْعَلَّمْ عَنْ أَرِسْطو وْأَفْلاطونْ وْإِبِنْ سيرينْ
وِنْسينا إِسْبارطَه وِالْمَغولْ وِالتَّتارْ وْهِتلرْ وْابنْ لادِنْ
بَسْ لَلْأَسفْ اليومْ ما حدا بْيِحْفَظْ كُتُبْ وْمواعِظْ وْمَقولاتْ
خذ مثلا لِلْسَفَرْ بِيْعَبُّوا الشَّنتاتْ بَمْبا وْبِسْلي وْحُلْوياتْ
وِبْيِسْتَخِسْروا يْحُطُّو كْتابْ لِلْتَسْلِيَه بْهَسَّفَرِيَّاتْ
مينْ اليومْ بِيْفَكِّرْ يِهْدي كْتابْ هَدِيِّه
لِأَنُّه راحْ يِتْعَرَّضْ لِلْبَهْدَلِه وِالسُّخْرِيِّه
تْخَيَّلوا نِهْدي عَريسْ بْعُرْسُه مَجْموعَةْ نِزارْ قَبَّانِي
لَيِتْعَلَّمْ شْوَيِّةْ غَزَلْ لِلْعَروسْ بِالعَرَبي وِالإِسْباني(عمل سفيرا في اسبانيا)
شو رايكو تْخَبُّوا هَالْبيليفونْ بِكْتابْ
بَلْكي بْمَعِيِّةْ البيليفونْ قْريتو كَمْ صَفْحَه يا شَبابْ
بْتِعِرْفوا كيفْ مِنْشَجِّعْ القِراءة؟
تْخَيَّلوا مَكْتَبِه صْغيره بْمَحَلْ الأَراجيلْ
مَعْ فِنْجانْ سُخُن مْنِ الزَّنْجَبيلْ
كانْ يِمْكِنْ فَتَحْتو كْتابْ
بَسْ أَكيدْ بْتِقْروا الْعِنْوانْ وْبِتْسَكْروا
لَإِنو بْيِزْعِجْ الْكِيفْ وِالمَزاجْ وْبِيْعَكْروا!
عزيزي القارئ عليك بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة!
أتدري لماذا؟ لأن الأغبياء عذاب للأذكياء
أتذكر ما اسم آخر كتاب قرأته؟؟؟
 

مقالات متعلقة