الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

التربية الصالحة هي الحل بتقليص العنف والجريمة/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 01/11/19 09:55,  حُتلن: 14:57

اذا اردنا تغيير مجتمعنا نحو الأفضل، ونقلص العنف ونمنع الجريمة، وكل الظواهر الاجتماعية السلبية، علينا ان نبدأ اليوم قبل الغد بتربية صالحه لأولادنا منذ الصغر، وسوف نحصل على ثمار هذه التربية بعد عشرين سنة من اليوم، فمشوار الف ميل يبدأ بالخطوة الأولى، وعلينا ان نبدأ بهذه الخطوات بالرغم من كل الصعاب والظروف، والسؤال، ما هي التربية الصالحة ؟، وهل معظم العائلات العربية تمتلك المعرفة والأسلوب التربوي وتستطيع ان تربي أولادها التربية الصالحة ؟ والجواب سلبي كما تعرفون، والدلالة على ذلك ما نراه اليوم من عنف وقتل، نتيجة الفشل التربوي للأسرة وللمدرسة، ومن معرفتنا لواقع وحقيقة مجتمعنا، فهنالك نسبة لا يستهان بها من العائلات العربية لا تمتلك المعرفة والأسلوب لتربية أولادها التربية الصالحة، ونتيجة الإهمال التربوي يقع نسبة من أبناء هذه العائلات في مستنقع الجريمة نتيجة الفراغ القاتل، والبطالة وحياة بدون هدف، والصحبة السيئة، وعدم قدرتهم على النجاح، فهم يرتكبون العنف والجرائم، ويتعاطون المخدرات والمشروبات الكحولية وإدمانهم عليها، وكذلك يلجأون الى تجارة المخدرات وتجارة السلاح غير المرخص والخاوة وغيرها من جرائم، وكلنا يعرف ان هذه المخدرات تعتبر آفة قاتلة تدمر الفرد المجتمع وتؤدي الى الفشل وظواهر الإنحراف الأخرى وغيرها من سلوكيات منافية للقانون، مثل السرقة والسطو وغيرها من تصرفات من أجل الحصول على الكسب السهل.
علينا تربية أولادنا التربية الصالحة منذ الصغر بأن نغرس فيهم القيم الأصيلة والشهامة والمروءة والنخوة والإنتماء للمجتمع والقيم الانسانية، ونبذ العنف والعصبيات على أنواعها، وإحترام المعايير الاجتماعية، وتقوية الوازع الديني والإيماني الذي يعتبر الحصن المنيع لمنع الانحراف والإنجرار وراء المغريات الكثيرة التي تعتبر من أهم الأسباب التي تقود الشباب إلى طريق الانحراف وتدمير اخلاقهم وتورطهم مع القانون، وعلينا ان نشير أن المؤسسات الإصلاحية للأحداث والسجون في أمريكا وألمانيا يعالجون المنحرفين بواسطة رجال الدين بعد فشلت الخدمات الاجتماعية والنفسية بعلاجهم.
فحتى نعالج الشباب المنحرف علينا التوجه اليهم مباشرة ونتحدث معهم وجه لوجه وليس من بعيد، ولا بد من بذل جهود جبارة من أجل إيجاد الحلول لنعيد شبابنا الذين تعثروا وفشلوا الى حضن المجتمع، وإلى الطريق الصحيح والنافع لهم وللمجتمع، وعلى أسرنا تربية الأبناء التربية الصالحة، وعلى مكارم الأخلاق، وكذلك على مدارسنا ان تلعب دورا فعالا في تربية النشء، وكذلك سلطاتنا المحلية بواسطة اذرعها التربوية والنفسية والاجتماعية، والقاء المحاضرات وعقد جلسات توعوية للأهل والشباب، فنجاح شبابنا هو نجاح لمجتمعنا، وعلينا ان لا نيأس وبذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف بالرغم من كل الصعوبات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة