خاص بـ"كل العرب": كشف النقاب اليوم عن بناء بؤرة استيطانية بواسطة منظمة "أياليم" الصهيونية الطلابية، على أراضي قرية راس جرابا، بالقرب من ديمونا في النقب.

وأفيد أن هذه البؤرة أقيمت قبل نحو أسبوعين، على بعد كليومتر ونصف إلى الشمال من قرية راس جرابا، الذين تم قبل خمسة أشهر إشعار أهلها بالنية لتهجيرهم إلى قرية قصر السر التابعة للمجلس الإقليمي واحة الصحراء.

وكان رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قام عشية "عيد العرش" بزيارة للبؤرة الإستيطانية، وأشاد بالطلاب الذين "يحققون الحلم الصهيوني وحلم رئيس وزراء إسرائيل الأول دافيد بن غوريون، بإحياء الأرض الفارغة في النقب، في خطوة تدعو إلى التقدير من قبل الشعب الإسرائيلي الذي يتم امتحانه في صحراء النقب"، على حد تعبيره.

وعلم مراسل "كل العرب" أن الكشف عن البؤرة الإستيطانية جاء خلال زيارة للمركز الميداني للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة، ومركز "عدالة" في النقب مروان أبو فريح، ود. يعالا رعنان - حيث اشتكى سكان القرية الذين يمثلهم قضائيا المركز الحقوقي للأقلية العربية، بأنهم استيقظوا صباحا فوجدوا الكرفانات قد أقيمت على مقربة من بيوتهم.

وأشار موسى الهواشلة، رئيس اللجنة المحلية في القرية مسلوبة الإعتراف، أنهم "طالبوا على مدار سنوات بالاعتراف بقريتهم وفيها نحو 500 نسمة كحارة في ديمونا، التي بُنيت أصلا على أراضيهم، فوجدوا أن مستوطنة تُقام بحانبهم"، ما يذكر بحملة تهجير أهالي أم الحيران، لبناء مستوطنة حيران اليهودية على أنقاضها.

وقال معيقل الهواشلة في حديث لمراسل "كل العرب": "قمنا بزيارة للأهل في الزعرورة التي تعرضت للهدم هذا الأسبوع، ومن ثمّ توجهنا إلى قرية راس جرابا فوجدنا البؤرة الاستيطانية لمنظمة الطلاب "أياليم"، والتي قام رئيس الدولة بزيارتها بعد وضع الكرفانات مباشرة. نحيي الأهالي على صمودهم أمام هذه الضغوطات والتهديدات من قبل السلطات التي تخطط لاقتلاعهم من أرضهم وموطنهم الأصل".

أما أبو فريح فأضاف: "حسبما فهما من ممثلي أياليم فإنهم هنا بصورة مؤقتة، حيث سيغادرون الموقع يوم الثلاثاء، ولكننا سنتابع هذه القضية".

وكان المئات من سكان قرية راس جرابا مسلوبة الاعتراف تلقوا قبل نحو خمسة أشهر أوامر ترحيل قبل محاكمتهم بتهمة العيش على أراضيهم التي صادرتها السلطات الإسرائيلية في ثمانينات القرن الماضي.

هدف تهجير سكان راس جرابا هو توسيع مدينة ديمونا حيث ترفض السلطات أن يتم الاعتراف بهذه القرية حتى كحارة في مدينة ديمونا، التي بُنيت على أراضي أهل القرية.

الآلاف في النقب يعيشون يوميا تحت خطر تدمير البيوت ومخططات التهجير والاقتلاع التي طالت حتى الأموات في قبورهم.. وهي حالة تجسد السياسات الإسرائيليّة الإستراتيجية بكل ما يخصّ قضايا الأرض والتخطيط.

وهنا في رأس جرابا تخطط السلطات الإسرائيلية تهجير قرية بأكملها بحيث أن الهدف الوحيد لتهجير أهلها هو توسعة نفوذ ديمونا على أنقاض القرية.

ففي مطلع آيار الماضي أصدرت السلطات الإسرائيلية صحف دعاوي بحق جميع أهالي القرية تصفهم بالغزاة وتطالبهم بالاخلاء الفوري للقرية، ثم تمّ ارسال هذه الصحف في طريقة غير رسمية على يد مفتشيها في عدة مراحل، منها الأول من حزيران ومنها في أواخر حزيران ثم القسم الأخير في مطلع تموز الماضي.