خلال التظاهرات السّلمية وسط العاصمة اللبنانية بيروت، التي أثارت فينا المشاعر منذ أن بدأت بالذّات وأنّها قد حملت شعارالوحدة بين اللبنانيين ضاربين عرض الحائط بكُل التّقسيمات والعنصرية التي أراد لها النّواب أن تستمرّ في بلدهم. 

التّظاهرات في لبنان أخذت بُعدًا مُغايرًا عن باقي التّظاهرات الاحتجاجية المُطالبة بإسقاط الأنظمة في الدّول الأخرى، فبرز الطّابع النّسوي في الصّفوف الأولى كما وحملت التّظاهرات حضارية ورُقي التي لم تخلُ من روح الفكاهة والفن في بلد الفنانين. 

لكن يوم أمس، وسط بيروت وبالذات في ساحة الشّهداء وأمام مسجد الامين اعتلت راقصة سيارة بثياب رقص باللون الأحمر وبدأت بالرّقص أمام جمهور المحتشدين، هذه الرّاقصة أثارت استفزاز غالبيّة المُتظاهرين الذين رفعوا صوتهم من أجل طردها من ساحة النّضال. وعبّر بعضهم عن استيائه من هذه التّصرّفات قائلين: "لا يمكن أن نسمح أن تحيد الاحتجاجات في لبنان عن مسارها، نحن نريدها سلمية ولكنّا لا نريدها أن تُصبح حلبات للرّقص". وأضافوا: "كا شيء زاد عن حدّه نقص، يجب أن نعي أننا هُنا ليس من أجل التّرفيه بل لنطالب بحقوقنا كشعب لبناني حُرم منها لسنوات طويلة وكل وعود النّواب كانت كاذبة ونهبونا". واختتموا قائلين: "لا نعرف ما إذا كان وجود الرّاقصة بيننا اليوم هو أمر مُفتعل من قبل بعض المنتفعين للتأثير والتّخريب على احتجاجاتنا، لكنّا رغم ذلك سنواصل الاحتجاجات  حتّى نتوصّل إلى تلبية مطالبنا".