الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 13:01

استعمال أداة عنف جديدة: الدهس بواسطة السيارة/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 19/10/19 09:27,  حُتلن: 17:49

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

للأسف العنف معشش عميقا في عقولنا، وهو يعتبر جزء من تربيتنا، ولا يمكن علاجه وازالته جذريا بالمظاهرات أو ببرنامج مكافحة العنف بشكل عابر

لنبدأ اليوم بالتربية الصالحة وسوف نقطف ثمارها بعد عشرين عامًا من اليوم ،فلا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم

استعمال السيارة كأداة عنف في الشجارات العائلية هو ظاهرة خطيرة جدا ولها نتائج كارثية، هذه الظاهرة ليست جديدة خلنج ولكنها حدثت في الماضي مرات عدة في بعض البلدات العربية،وأدت الى القتل،فأساليب الاقتتال في مجتمعنا تطورت من الحجر والعصا الى المسدسات والبنادق ومن ثم مؤخرا الى استعمال السيارة كأداة عنف جديدة قاتلة،وللأسف كل المظاهرات والاحتجاجات التي حصلت في الأسبوع الأخير ضد العنف لم تؤثر او ترفع درجة الوعي أو تقلص العنف في مجتمعنا،بل زاد العنف وتفاقم وكأن شيء لم يحدث،فماذا بقي ان نعمل حتى نحد من ظاهرة العنف في مجتمعنا ؟

للأسف العنف معشش عميقا في عقولنا، وهو يعتبر جزء من تربيتنا، ولا يمكن علاجه وازالته جذريا بالمظاهرات أو ببرنامج مكافحة العنف بشكل عابر، فالمظاهرات والاجراءات المختلفة لا تعالج جذور ومصادر العنف، بل تعالج نتائجه،تربيتنا هي السبب الرئيسي لهذا العنف المستشري في مجتمعنا،فتربيتنا تزرع العنف في أطفالنا منذ الصغر،ومن شب على شيء شاب عليه،نستعمل الشجارات في حل مشاكلنا وهذا ينعكس سلبا على أولادنا،العنف موجود في بيوتنا, وموجود في شوارعنا وفي دور العبادة،العنف في مدارسنا وبين طلابنا،العنف في اعراسنا،العنف بين الجيران،العنف في كل زاوية ،وهذه العوامل كلها من مسببات للعنف المستشري في مجتمعنا.

علينا ان نلوم فقط انفسنا، وزاد الطين بلة مواقع الانترنت واليوتيوب التي مليئة بأفلام العنف،اولادنا يقضون جل وقتهم بمشاهدة هذه الأفلام بغياب مراقبة الاهل، وأصبحت هذه المواقع والتلفزيونات الهابطة هي التي تربي أولادنا،ونحن عاجزون عن فعل أي شيء، المخدرات منتشرة بشكل واسع بين شبابنا الجاهل منهم والمتعلم،وكذلك مئات الالاف من قطع السلاح غير المرخص موجودة بأيدي غير امينه، فالعنف لا يحدث من فراغ وهذه مسبباته،ولذا اذا اردنا اجتثاث جذور العنف علينا التركيز على التربية الصالحة والسليمة.

لنبدأ اليوم بالتربية الصالحة وسوف نقطف ثمارها بعد عشرين عامًا من اليوم ،فلا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة