الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 09:02

ما بنسكت وما بنرتاح حتى يلتم السلاح/ بقلم: إيهاب الشيخ

إيهاب الشيخ
نُشر: 13/10/19 12:51,  حُتلن: 17:45

إيهاب الشيخ:

لا يخفى على أحد تقصير وإهمال الشرطة في ردع هذه الظاهرة بل وتعاميها كجسم مسؤول ومركزي عن انتشار السلاح في البلدات العربية

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة ومؤلمة. مؤلمة جداً: جثة تلو الاخرى وأطفال يتامى. يعاني مجتمعنا العربي من استفحال شرس لجرائم القتل وخاصة في الآونة الأخيرة، كأننا أصبحنا وحوش ضاريه تفتك ببعضها البعض، فقد استرخص الأخ دم أخيه متعدياً بذلك على حدود الله وتحولت لغة الحوار بعد ان اشتهر العرب بالفصاحة الى لغة سلاح آذيه ولأتفه الأسباب.

لا يخفى على أحد تقصير وإهمال الشرطة في ردع هذه الظاهرة بل وتعاميها كجسم مسؤول ومركزي عن انتشار السلاح في البلدات العربية، فلا نراها تقوم بواجبها بمصادرة السلاح وملاحقة الجناة وأضحى تعاملها العنصري تجاه مجتمعنا يرى كضوء الشمس بالنهار.
بلا شك ان اساس هذه العنصرية هي سياسة دوله تهمش المجتمع العربي وتهمش حقوقه ولكن لا ننسى دورنا كأفراد والذي لا يقل اهميه، في ازالة الشوك عن ايدينا وبناء ما تهدم في النفوس، فكلنا شركاء فيما يحصل.

لو توقفنا قليلاً وفكرنا كيف نعامل مستخدمي السلاح لرأينا انهم أصبحوا يحظون بدرجات عليا من الاحترام، أكثر من المصلحين للمجتمع. إن هذا القبول الاجتماعي اعطاهم المزيد من الشرعية الى جانب تلك التي اكسبهم اياها تقاعس الشرطة فزاد انعدام ثقة المجتمع العربي بالشرطة نتيجة ذلك.
وفقا للإحصائيات التي اجريناها مؤخراً في جمعية مبادرات ابراهيم تحت مسمى مؤشر الأمن الشخصي لعام 2018، ان نسبة ثقة المجتمع العربي بالشرطة متدنية جداً- نسبة 28% فقط، وهذا أحد اسباب تمادي مستخدمي السلاح كأصحاب قوة وسلطة أكثر من الشرطة.
كما ان ظهور حاملي السلاح بمظهر العظمة والحصانة والتقدير بات يغري الشباب باتباعهم وسلك مسالكهم، بل وصار العالق في مشكله يلجأ إليهم ويحتمي بهم. وزيادة على ذلك ظاهرة "السوق السوداء" وهي من اسوء الظواهر التي يعاني منها المجتمع العربي التي لها ارتباط تام بانتشار السلاح والقتل وتفكك المجتمع ، قد نسمع بين الحين والأخر ان فلان توّرط بالسوق السوداء بعد ان تراكمت عليه الديون والربا المضاعف ولا يستطيع التملص من تلك العصابات التي لا تريد سوى ان تفتك بالمجتمع فتكاً، متجاهلين كل القيم الانسانية فقد عادوا للعبودية بشكل اخر، فقد يصبح المستقرض عبدا عند أولئك العصابات وهو وعرضه وتحت رحمتهم يتصرفون به كما يشاؤون فالشرطة لا تحرك ساكنا ومن جهة أخرى مؤلمة ان مجتمع يرحب بهم خوفا ونفاقا.
في تاريخ 3.10.19 انتفض المجتمع العربي وصار يهتف غضباً "ما بنسكت وما بنرتاح حتى يلتم السلاح" في مظاهره حاشده في بلدة مجد الكروم شارك بها قرابة الخمس وثلاثون ألف من المجتمع العربي من شتى البلدات والقرى العربية، وفي اليوم التالي انتفضت البلدات العربية بالمظاهرات الغاضبة تجاه اهمال الشرطة في مكافحة الجريمة، بعد ان وصل عدد الضحايا القتلى الى 70 قتيلًا من بداية هذا العام.
خلاصة القول ان تقاعس الشرطة المخزي واهمال وزارة الامن الداخلي تجاه المجتمع العربي لا يجب الا ان يزيدنا وحدة وقوة لفرض مطالبنا، التي ليست الا نيل ابسط حقوقنا: الامن والمساواة. علينا ان نقف جنبا الى جنب كالبنيان المرصوص ونسمع صوتنا الى ان يتحقق ما نريد. ليس هذا وقت الفتور او الياس بل أوان النضال المستمر.

مرّكز مشروع "مجتمع آمن" – مبادرات إبراهيم 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

 

مقالات متعلقة