الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 05:02

التربية للقضاء على العنف في الوسط العربي/ بقلم: إبراهيم أبو بكر

إبراهيم أبو بكر
نُشر: 12/10/19 14:16,  حُتلن: 03:42

إبراهيم أبو بكر في مقاله:

هناك فوران وغضب في الشارع العربي على ما آلت اليه الامور وشعور ينتابهم بأن صرخات استغاثتهم تسقط على آذان صماء 

التربية هي بمثابة عصا سحرية بوسعها احداث تغييرات بالغة الاهمية في المجتمع. ويتوجب على مجتمع حكيم استغلال هذه الاداة احسن استغلال

اخيرا وبعد طول غياب بدأت المياه الراكدة بالحراك، وما دفعها للحراك بهذا الزخم هو حوادث القتل الوحشية التي اصبحت روتين شبه يومي ، نودع نهارا بحادثة قتل لنستقبل نهارا اخر بحادثة قتل اشد وافظع . فلا يكاد يمر يوما دون ان تتصدر حوادث القتل صدارة نشرات الاخبار في وسائل الاعلام المختلفة حتى اصبحنا نتساءل هل ما يحدث لنا ان هو الا من صنع الاقدار وما بأيدينا الا الرضوخ له والتعايش معه؟

لقد حدا نزيف الدم اللا- منقطع بالجماهير الغاضبه للخروج الى الشوارع ليعبروا عن استيائهم الشديد من تخلي الشرطة عن دورها في مجابهة عصابات القتل والاجرام التي حولت حياة الناس الى جحيم دائم وسلبتهم ابسط معاني الحياة من امن وامان بل دفعت البعض للبحث عن ملاذ امن خارج نطاق سكناهم هربا من اخطبوط الدماء وحفاظا على سلامتهم . لقد ضاق المجتمع العربي ذرعا بسافكي الدماء الذين عاثوا في الارض الفساد ضاربين بعرض الحائض القوانين والنواميس والاعراف وكل قيم الانسانية وكأننا نعيش في عالم تحكمه شريعة الغاب وكل ذلك على مرأى ومشهد من الشرطة.

هناك فوران وغضب في الشارع العربي على ما آلت اليه الامور وشعور ينتابهم بأن صرخات استغاثتهم تسقط على آذان صماء .
من جهتها تبرر الشرطة موقفها برفض الوسط العربي لأي نوع من انواع التعاون معها للوصول الى " اوكار "المجرمين وتجار الاسلحة ومحاسبتهم .بالإضافة الى رفضهم القاطع لإقامة مراكز للشرطة في البلدات العربية ، الامر الذي من شانه تعزيز قدرات الشرطة على فرض القانون في هناك ، الا ان المواطنون العرب يصدون هذه الاتهامات بالقول انه ليس من العدل والمنطق ان يطالبوا بالتصدي لعصابات دموية بصدورهم العارية ، اما بما يتعلق بمراكز الشرطة يضيفون ان مهمتها هناك تقتصر على تحرير مخالفات السير وامور اخرى جانبية فقط منصرفة تماما عن القضايا الرئيسية مثل الجريمة والسلاح الغير مرخص.
لا خلاف على عدالة كثير من مطالب الوسط العربي والتي من اهمها مطالبتهم الشرطة بضرب عصابات الاجرام بيد من حديد وتخليصهم من هذا الكابوس فمن واجب الدولة توفير الحماية لكافة مواطنيها بدون قيد او شرط ووقف " رقص الشياطين" هذا . بالمقابل علينا الى نخلد الى الراحة والاستكانة ونكتفي بإلقاء المسؤوليات على الشرطة فعلينا تحمل قسط كبير من المسؤولية للنهوض يهذا المجتمع ووقف نزيفه . رغم صعوبة المهمة ، من الحكمة ان لا نفقد الامل في اصلاح أولئك الذين حادوا عن الطريق واعادتهم الى السرب بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الاكتفاء بخيار العقوبات الرادعة .

التربية هي بمثابة عصا سحرية بوسعها احداث تغييرات بالغة الاهمية في المجتمع. ويتوجب على مجتمع حكيم استغلال هذه الاداة احسن استغلال ، تنشئة الأجيال القادمة على قيم العفو والتسامح واحترام حياة الانسان تقي المجتمع من شروره وآفاته ، فلا اعتقد مطلقا ان يقوم من ينشأ على مثل هذه القيم الانسانية بحصد ارواح الاخرين فيما بعد . حقا انها البلسم الحقيقي لإبراء المجتمع من علاته وامراضه .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة