الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

بوصلة المواجهة في المنطقة بعد الانتخابات الإسرائيلية وسياسة التهويد- بقلم: أ. محمد حسن أحمد

أ. محمد حسن
نُشر: 15/09/19 23:51,  حُتلن: 23:53

يتنافس قادة الاحتلال في سباقهم لاكتساح أصوات الناخبين من خلال برامجهم الأكثر تطرفًا على حساب المقدرات الفلسطينية والتي هي مقدرات عربية إسلامية ، لذلك نجد أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يعلن قبيل الانتخابات هذا الأسبوع أنه سيبدأ بتطبيق السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت فور تشكيل الحكومة المقبلة بعد انتخابات الكنيست المقرر إقامتها يوم الثلاثاء ، جاءت تصريحات نتنياهو خلال جلسة استثنائية أقيمت اليوم في غور الأردن، وهي الجلسة الأولى من نوعها لحكومته في الأغوار طوال السنوات الماضية، وبين نتنياهو أنه شكَّل فريقًا خاصًا لمتابعة وتنفيذ ضم الأغوار، مؤكداً أن "صفقة القرن" تضمن فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية ستنشر تفاصيل الصفقة بعد فترة وجيزة جداً من الانتخابات، كما وافقت حكومة الاحتلال على إقامة مستوطنة جديدة باسم "مفوؤوت أريحا" في غور الأردن والتي كانت بؤرة استيطانية أقيمت قبل أكثر من عشرين عاماً، جاء هذا الإعلان مستغلًا الدعم الأمريكي المطلق بزعامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرعى التطرف والاستيطان الصهيوني، يأتي هذا في سياق الدعاية لحزب الليكود وسعيه لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي واستمالة أصوات المستوطنين الصهاينة وسط تراجع شعبية نتنياهو .


ردود الفعل على مخطط نتنياهو إعلان ضم الأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت جاءت غاضبة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ، فقد أعلن محمود عباس رئيس دولة فلسطين أن جميع الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي وما يترتب عليها من التزامات تكون قد انتهت إذا نفذ الجانب الإسرائيلي فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت أو أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. ودعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى إعادة النظر في عضوية اسرائيل بالجمعية العامة للأمم المتحدة نظرًا لعدم التزامها بقراراتها.
وعلى الصعيد العربي اعتبر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ الذي عُقِد في العاصمة المصرية القاهرة أن هذا الإعلان يعتبر تطورًا خطيرًا وعدوانًا اسرائيليًا جديدًا ينتهك على نحوٍ فاضح القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قرار مجلس الأمن 242 و338، ويقوِّض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام ونسف أسسها كاملة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش من مغبة ضم اسرائيل أجزاء من الضفة الغربية لسيادتها، مؤكدًا أن من شأن تلك الخطوة أن تدمر عملية السلام، فيما قال مايكل لينك المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن نية اسرائيل ضم وادي الأردن أمر غير شرعي ويهدد فرص التوصل إلى حل قائم على وجود دولتين، وأن هذا مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة في العام 1949 التي تحظر على المحتل توطين سكانه في الأراضي المحتلة، وكذللك يتنافى مع معاهدة لاهاى لعام 1907 .
والسؤال أمام هذا الواقع المزري للأمة العربية والإسلامية التي حولت اتجاه بوصلة الصراع لتتناحر فيما بينها بمباركة صهيو – أمريكية في الوقت الذي يتعرض المسجد الأقصى والأرض التي باركها الله والتي هي وقف إسلامي لعمليات الضم والتهويد، ويتعرض أبناء شعبنا لأبشع الجرائم ، في ظل علاقات عربية إسلامية مع الدول الداعمة للاحتلال، بل ويقيمون علاقات مع الاحتلال والدم الفلسطيني نازف ، ونَسِيّ العرب خاصة والمسلمون عامة أن فلسطين وشعبها هم من يقفون في الخندق الأمامي للدفاع عن أمة العرب والمسلمين ، فالخطابات والبيانات ومواقف الشجب في أروقة الصالونات لا تسكت رصاصًا ولا تعطل جنازير المجنزرات الإسرائيلية ، فالطوفان سيصل من يعتقد أنه في مأمن، وسيطاح بالعروش التي يطيل عمرها الصمود الوطني الفلسطيني ، فماذا أنتم فاعلون ؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة