مؤسسة مبادرات صندوق إبراهيم تعرب عن أسفها إزاء الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة في مدينة عكا وتتمنى لجميع المصابين في هذه الأحداث الشفاء العاجل. على كافة الجهات المعنية التعاطي مع الأمر بمنتهى الجدية والحساسية والمراعاة بهدف إعادة الهدوء إلى نصابه والامتناع عن خطوات من شأنها أن تشعل الموقف في المدينة. إن مناعة المجتمع وفطنة القيادة تقاسان في مثل هذه اللحظات المتوترة. ونحن بادئ ذي بدء نناشد سكان عكا والقيادة المحلية العربية واليهودية على حدٍّ سواء للعمل بصورة مسؤولة بهدف إعادة العلاقات والحياة المشتركة إلى مجراها في المدينة.
محمد دراوشة وأمنون بئيري سوليتسيانوا، المدراء الشركاء في مبادرات صندوق إبراهيم يؤكدان بأن: "الحياة المشتركة في إسرائيل وفي المدينة المختلطة تحديدا تتطلب قواعد وأصولا واضحة للمحافظة على الاستقرار وعلى حقوق كلّ المواطنين، يجب الحرص على احترام قواعد السلوك بصورة لائقة من جانب المؤسسات الرسمية للتعامل مع تلك الحالات التي من شأنها أن تكون عرض للإخلال. القيادة المحلية والشرطة مسؤولتان عن إدارة الحياة السليمة والقويمة وإياهم الإذعان إلى أقلية متشددة تسعى إلى إملاء مواقفها على  المجتمع في إسرائيل".

لقد أثبتت أحداث عكا إلى مدى قابلية انفجار وخطورة الأوضاع في المدن المختلطة. أحد العوامل لاندلاع الأحداث الأخيرة هو تلك الفجوات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة بين السكان واليهود والعرب، وهي تعزى أساسا إلى الإهمال والإجحاف والتمييز ضد العرب. حيث إن هذه الفجوات المستمرة تخلق لدى المواطنين العرب مشاعر من الإحباط والغيظ التي تتفاعل تحت السطح وما تلبث أن تطل برأسها وتنفجر بقوة.
وأردف دراوشة يقول: "من الممكن أن تتدهور الأحداث في عكا وتخرج عن نطاق السيطرة. وبالتالي فإن هذه الأوضاع الطارئة تتطلب التدخل الفوري، وليس فقط من قبل الجهات القيِّمة على تطبيق القانون وإنما من طرف المستوى السياسي في مسعى فوري لتهدئة الأوضاع ومعالجة جذرية للمشاكل الأساسية، والا فمن شاننا أن نجد أنفسنا أمام دائرة إضافية من العنف الذي يتوسع الى المستوى القطري".
إننا نشدّ على أيدي الشخصيات الجماهيرية والسياسية المختلفة التي عملت على تهدئة الخواطر وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الدولة شمعون بيرس والشيخ عبدالله نمر درويش والحاخام ميخائيل ملكيور وعضوا الكنيست مواطنان عكا عباس زكور ودافيد أزولاي. صحيح أن التصريحات والأقوال لها وزنها، غير أنه لا بدَّ من اتخاذ خطوات فعلية وهناك ما يمكن القيام به: 
• إننا نناشد الحكومة التعاطي مع الأمور وكأنها حالة طوارئ وإقامة لجنة تدخل تتكون من وزراء وشخصيات عامة مثل الوزير غالب مجادلة (العلوم والثقافة والرياضة)  والوزير يتسحاق هرتسوغ (الرفاه) السيد شوقي خطيب (رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب) والسيد دوف لاوطمن (نائب رئيس إدارة مبادرات صندوق إبراهيم)- بسبب مسؤوليتهم المباشرة حول مواضيع في مجال العلاقات اليهودية العربية في الدولة ونشاطهم الكبير في هذا السياق.
• إننا نناشد الشخصيات العامة بأن تندِّد بصورة واضحة وقاطعة بالجهات المتطرفة التي تعمل في المدينة، مع العلم أن بعضهم ليسوا من سكان عكا أصلا، يجب العمل بصورة خاصة ضد الجهات التي تدعو إلى تهويد الأحياء العربية في عكا والذين يشجعون إحراق بيوت للسكان العرب ويحاولون التسبب في تركهم لبيوتهم. 
• إننا ندعو الشرطة إلى العمل  على إبعاد الجهات الخارجية والمتطرفة من المدينة نظرًا لأنها انتهزت الفرصة ورأت أن الوقت مواتٍ للعمل على تهييج الخواطر. يجب استنفاد القانون مع خارقي القانون مما يعود بالخير على مجمل سكان عكا. من شأن التهاون مع مثيري الشغب أن يفضي إلى وقوع إصابات في الأرواح والتطرف والمزيد من التدهور. 
مبادرات صندوق إبراهيم ستعمل بصورة فورية على تعزيز فعالياتها ونشاطاتها التربوية والاجتماعية في مدينة عكا وفي الأيام القليلة القادمة ستعمل على تعزيز الحوار بين السكان العرب واليهود من خلال التعامل بصورة صادقة وصريحة مع العوامل العميقة التي  تشكل الخلفية لاندلاع أعمال العنف الحالية.