الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

معهد إسرائيلي ينشر بحثًا عن الكتب التعليمية الجديدة في الأردن

ياسر العقبي -
نُشر: 10/09/19 11:13,  حُتلن: 21:57

معهد إسرائيلي ينشر بحثًا عن الكتب التعليمية الجديدة في الأردن: "أكثر انفتاحا وتسليط الضوء على الإسلام المعتدل"

عاد ممثلو معهد IMPACT-se للبحث والسّياسة، وهو معهد إسرائيلي- دولي للبحوث، متخصص في دراسة محتوى الكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم، من الأردن بعد لقاءات مع ممثلي وزارة التعليم في عمان. وكجزء من الدّراسة في الأردن، قام موظفو المعهد بتحليل محتويات الكتب المدرسية المقدمة للطّلاب في الأردن من الصّف الأول حتى الصّف الثّاني عشر. وقد عبّر أعضاء الوفد عن مفاجئتهم الإيجابية من محتوى الكتب، حيث نشروا تقريرًا بالإنجليزية؛ يكشف موقع "كل العرب" النّقاب عنه، وهو أنّ هذه هي المرة الأولى التي يراجع فيها معهد الأبحاث الكتب الأردنية الجديدة بعد الإصلاح الذي تمّ تنفيذه هذا العام.


وأظهرت الدّراسة أن الملك عبد الله قام بإصلاحات واسعة النّطاق من خلال وزارة التّربية والتّعليم الأردنية في المناهج الدّراسية على مدى السّنوات الثّلاث الماضية، وتبيّن أنه تمّ إجراء تغيير استراتيجي وإيجابي وشجاع للغاية في المنهج الجديد.


ويقول مركز الأبحاث، إنّ التّغييرات الأكثر إثارة للإعجاب واضحة في الدّراسات الإسلامية وتشمل إدخال الأفكار والرسائل التي تعزز الإسلام المعتدل وغرس رسائل التّسامح والسّلام. وقد تمّ إخراج الأحكام الدّينية من القرآن والتي يمكن تفسيرها على أنّها دعوات للعنف من المنهاج الجديد، واستبدالها بآيات ومحتوى وأفكار السّلام والاعتدال والتّنوع والانّفتاح على الدّيانات الأخرى، بما في ذلك اليهود والأقليات واللاجئين والأجانب.


ويشير البحث، أنّه يظهر للمرة الأولى هجوم لا هوادة فيه على الإرهاب في الكتب، وجهد شجاع لمحاربة التّطرف في صفوف الشّبيبة؛ وذلك من خلال شرح الجوانب السّلبية للجهاد العنيف. وفي الكتب المدرسية الجديدة، يؤكد البحث، أنه "تمّ تصوير الإرهاب الإسلامي على أنه ثقافة الموت، بينما تمّ تصوير دين الإسلام على أنّه ثقافة الحياة".


وكمثال على البراغماتية في الأردن، تمّ ذكر استعدادها لقبول المسؤولية عن الرّفض العربي لخطة التّقسيم لعام 1947، والحرب التي خاضتها الجيوش العربية عام 1948، مع الإعلان عن إقامة إسرائيل. ويتم وصف مشكلة اللّاجئين الفلسطينيين، في جملة أمور، كنتيجة طبيعيّة للحرب، حيث تسلّط الكتب الدّراسية الضوء على عواقب اختيار الحروب التي لا تنتهي.

"استوصوا بالنّساء خيرا"

بالإضافة إلى ذلك، تعزّز الكتب الجديدة قيم المساواة بين الجنسين واحترام المرأة في الصّف الأول؛ حيث تظهر الفتيات والنساء الأردنيات في كتب مدرسية مع أو بدون الحجاب. ويتمّ تسليط الضّوء على دور المرأة في الإسلام وتخصّص فصول كاملة لمختلف الشّخصيات النّسائية في تاريخ الإسلام. هناك تركيز خاص على حقوق المرأة، بما في ذلك الحق في اختيار الزّوج والحق في المهر. كان هناك فصل معين بعنوان "استوصوا بالنّساء خيرًا" ويستند إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


أما فيما يتعلق بإسرائيل والصّهيونية، فأن مركز الأبحاث الإسرائيلي يؤكد أن "الصّورة ليست وردية"، حيث يدعم المنهاج حلّ الدّولتين لشعبين، باعتباره السّبيل الوحيد للسلام، لكن هناك إشارة قليلة جدًا لاتّفاقية السّلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل، ولا تظهر إلا مرة واحدة في الكتب المدرسية الأردنية.


ويفيد البحث، أنّه يتمّ تعريف إسرائيل في بعض الأحيان على أنها "خطر صهيوني" أو "كيان صهيوني" بدون حقوق ولا تظهر على الخرائط.
وتشمل الكتب المدرسية الأردنية أيضًا حق العودة للفلسطينيين، وكذلك الرّغبة في رؤية فلسطين متحررة من الاحتلال الصهيوني.
بالإضافة إلى ذلك، لم يرد ذكر للمحرقة في كتب التّاريخ الأردنية على الرّغم من الدّراسة المكثفة للحرب العالميّة الثّانية. بل تمّ ذكر ذلك في كتاب واحد، حيث قدّم الصّهيونية في سطر واحد مع الفاشية والنازية كحركات عنيفة ومتطرفة.


ويؤكد طاقم البحث الدولي-الإسرائيلي، أنّه على الرّغم من نشر كتب التّربية الإسلامية في الكتب الجديدة، لا تزال الشّهادة والجهاد مبجلة في سياق الحروب من أجل تحرير فلسطين. وتمّ نشر دراسة عن الشّهداء الأردنيين في فلسطين، حيث يظهر جنديان أردنيان استشهدا في القتال كنموذج يحتذى به للطلاب الأردنيين. وتقول الدراسة، إنّ "النص يستخدم صورًا عنيفة تربط بين مصير فلسطين وحياة الأردن".


وقال المدير التّنفيذي لبرنامج "إمباكت" ماركوس شيف: "لقد نفذ الأردنيون إصلاحًا تعليميًا قويًا للغاية في الكتب المدرسية لمعالجة تطرف الجيل الشاب ومحاربة التطرف الديني الإسلامي. هناك الكثير مما يستحق الثناء والشكر عليه، لأنه تم تقديم المحتوى والأفكار للمرة الأولى التي تعزز السلام والاعتدال والتنوع والانفتاح على الديانات الأخرى، بما في ذلك اليهود والأقليات واللاجئين والأجانب. هذا هو أكثر المناهج تقدمًا في جميع البلدان في المنطقة التي بحثها معهدنا فيما يتعلق بالمعايير التعليمية الدولية لليونسكو".

وختم قائلا: "مع ذلك، لم يتغير الموقف تجاه إسرائيل بشكل إيجابي في الكتب المدرسية الجديدة، ونأمل أن يتم تناول هذا في عملية الإصلاحات المستقبلية أيضًا، بدلاً من إثارة الأفكار والمشاعر السلبية بين الطلاب".

يفحص معهد "إمباكت-سي" ويحلل الكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم لتحديد مدى امتثالها للمعايير التّعليمية الدّولية لقبول الآخر، والسّلام والتّسامح بروح اليونيسكو، وبناءً على ذلك أجريت الدّراسة في الأردن. 

مقالات متعلقة