أدى العشرات من أهالي النقب، ظهر اليوم، صلاة جمعة حاشدة في خيمة الاحتجاج التي أقيمت بالقرب من مقبرة خشم زنّة التاريخية، وذلك منعا لتجريفها وإقامة خزّان مياه على أنقاضها.

وقد تناول الشيخ عيد القصاصي، من مدينة رهط، في درسه ضرورة عدم التفريط بالأرض، فيما تناول خطيب الجمعة الشيخ عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، أهمية التضامن والوحدة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فيما يتعلق بالحقوق.وبعد الصلاة كانت هناك فقرة قصيرة تحدث خلالها ناشطون عن أهمية النضال الجماهيري من أجل تغيير الواقع، نظرا للهجمة الشرسة من قبل الحكومة اليمينية على كافة مناحي الحياة. وأدار الفقرة المركز الميداني للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة.

د. كايد العثامين، رئيس اللجنة المحلية لقرية خشم زنّة مسلوبة الإعتراف، عرض أمام الحضور قصة المقبرة وبداية مسلسل محاولة تجريفها من قبل شركة المياه القطرية "مكوروت".

وأشار النائب السابق سعيد الخرومي، رئيس لجنة التوجيه لعرب النقب، في كلمة مقتضبة إلى الحاجة لمتابعة المخططات التي تصدرها لجان التخطيط والبناء، لتفادي المفاجأة كما حدث في قضية المقبرة التي تم التخطيط والمصادقة على بناء خزّان المياه على أنقاضها بدون إعلام المواطنين.

عضو بلدية رهط، المرشح سامي أبو صهيبان، قال في حديثه إن تجريف مقبرة خشم زنّة سيكون سابقة لتجريف مقابر المسلمين في النقب، بضمنها مقبرة بئر السبع،. النائب السابق جمعة الزبارقة تحدث عن الهجمة السلطوية على الأهل في النقب التي تطال الإنسان الحي والميت والأرض والشجر، وأكد أن هناك أهمية لتدويل قضية النقب مؤكدا أنّ "من يدير الدولة هي منظمة رغيفيم".

وختم رئيس المجلس للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، بدعوة الجماهير للخروج للتصويت وعدم مقاطعة الانتخابات، من أجل تغيير الحكومة اليمينية المتطرفة. وقال الحاج عبد الله العفاوي لمراسل "كل العرب": "لن تسمح بتجريف المقبرة لأنها ستكون سابقة سندفع ثمنها جميعا".
في حين قال سلمان أبو سبيلة، من قرية الشهبي-أبو تلول، إنّ "حضورنا اليوم هو واجب ديني وأخلاقي للوقوف إلى جانب أهلنا".

وقال علي أبو صبيّح إن "الحفاظ على كرامة الأموات هو واجب علينا تماما كما هو الحفاظ على كرامة الأحياء". وقد تم هدم خيمة الاحتجاج، بعد ظهر اليوم، حيث انتهى التصريح من قبل الشرطة، وبإمكان المتضامنين الحضور إلى ديوان عائلة العثامين للوقوف إلى جانب الأهل، كما قال لمراسل "كل العرب" عضو اللجنة المحلية فايز الربايعة.
وشكر إبن القرية نايف العثامين كافة الذين حضروا للتضامن في الأيام الأخيرة، لافتا إلى استمرار النشاطات والفعاليات والإجراءات لمنع خطر تجريف المقبرة الإسلامية التاريخية في قرية خشم زنّة.