الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

الوحدة الشعبية يحلق في كفر قاسم/ بقلم: د. حسين الديك

د. حسين الديك
نُشر: 30/08/19 08:53,  حُتلن: 19:13

د. حسين الديك في مقاله: 

مدنية كفر قاسم التي تعرف بمدينة الشهداء، كتب عنها الكثيرون وكتب عنها توفيق زياد قصيدة (هل اتاك حديث الملاحم) نعم ملاحم البطولة والتحدي والعطاء والشموخ والكبرياء

ما يتميز به حزب الوحدة الشعبية هو تقديم برنامج كامل ومتكامل لكافة القضايا التي تهم المواطن العربي، ولا يتحدث الحزب بلغة الشعارات والخطابات الرنانة بل يقدم خطط مدروسة بناء على خبراء ومختصين في كل مجال

الآفاق التي يتطلع إليها حزب الوحدة الشعبية هي آفاق واعدة ومشرقة ومبشرة على المجتمع العربي بأكمله، وتلك التطلعات ليست مستحيلة أو بعيدة المنال وهي تعبر عن إرادة حقيقية لهؤلاء الكوادر والجنود المجهولين القائمن على هذه الحزب 

حزب الوحدة الشعبية بما يمثله من ظاهرة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية متميزة في المجتمع العربي بلا شك سيواجه الكثير من العقبات ولكنه في النهاية سوف يصل الى بر الأمان وترسو سفينته على ميناء الوصول رغم كل المخاطر

لقد اكتسبت مدينة كفر قاسم أهمية خاصة لدى الجماهير العربية وذلك لمكانتها السياسية والوطنية والتاريخية والتي يجمع الكثيرون على هذه الأهمية، لما قدمته هذه المدينة من إنجازات وتضحيات كبيرة عبر تاريخها النضالي المشرف، وتاريخ ابنائها في الحركة الوطنية في المجتمع العربي على اختلاف انتماءاتهم وارتباطاتهم في المجتمع العربي، اضف الى ذلك أنها المدينة التي أوقفت زحف العصابات الصهيونية في العام 1948 م، ولم تسقط في ذلك العام، ولكن تم تسليمها من قبل الجيش الاردني لاسرائيل في العام 1949م بناء على اتفاقية رودس، و في العام 1956م ارتكب الجيش الاسرائلي مجزرة بحق أبناء تلك المدينة العائدين من عملهم وإرتقى على اثرها اكثر من 49 شهيدًا الى علياء المجد والخلود من الرجال والنساء والاطفال، وستبقى هذه المجزرة وصمت عار في تاريخ دولة الاحتلال.

مدنية كفر قاسم التي تعرف بمدينة الشهداء، كتب عنها الكثيرون وكتب عنها توفيق زياد قصيدة (هل اتاك حديث الملاحم) نعم ملاحم البطولة والتحدي والعطاء والشموخ والكبرياء، نعم انها المدينة الكبيرة بتضحيات اهلها وعطائهم اللامحدود ، تحتضن هذه المدينة اليوم حزب الوحدة الشعبية واحتشدت الجماهير لسماع برنامج ورؤية وخطاب هذا الحزب الذي يعبر عن ارادة الشعب ونبض الجماهير وهموم الناس، انتشرت شعارت ونشرات ويافطات وبوسترات حزب الوحدة الشعبية في شوراع المدينة، ورفرفت أعلام الحزب على الاشجار والأعمدة والبنايات الشاهقه العالية، ودوت اصوات المتحدثين عبر مكبرات الصوت في أرجاء المدينة معلنة عن بداية مرحلة جديدة من الحشد والدعم والتاييد من أهالي المدينة العظيمة لحزب الوحدة الشعبية لفكره وبرنامجه ورؤيته المميزة، والتي تعالج هموم وقضايا ومشاكل المواطن العربي، وتسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية وتضع الخطط والبرامج العملية لمعالجمة مشاكل المجتمع العربي.

مدينة كفر قاسم المدينة الجميلة التي لم أدخلها منذ اكثر من عشرين عامًا، حلق في سمائها حزب الوحدة الشعبية بيوم غير عادي وبحشود شعبية كبيرة لدعم هذا الحزب وتوجهاته الحقيقية، والتي عبر فيها المتحدثون عن أهم القضايا التي تمثل جوهر الصراع في هذه الارض، عندما تحدث ابن المدينة المحامي عادل بدير عن كيف تم مصادرة اراضي المدينة من قبل الحكومة الاسرائيلية ومن أراد من أبناء المدينة بناء بيت عليه ان يتوجه للحكومة لشراء قطع ارض بمبالغ كبيرة ليس باستطاعته دفع تلك المبالغ، كيف هذا اصحاب الارض لا يستطيوعون البناء في ارضهم، وتحدث بدير عن المشاكل اليومية التي يعاني منها أبناء المدينة والتي لم تلق آذان صاغية من قبل القادة السياسين في المجتمع العربي لأكثر من 79 عامًا وهنا تكمن المشكلة، ودعا بدير المواطنين الى التغيير والتعبير عن إرادتهم الحرة وقرارهم في يوم الإقتراع بالتصويت لحزب الجماهير حزب الوحدة الشعبية.

إن تأكيد رئيس حزب الوحدة الشعبية اسعد غانم في كفر قاسم على أن من أهم المشاكل التي تواجه المجتمع العربي في الداخل هي عزوف الناس عن التصويت في الإنتخابات الأخيرة او توجهها للتصويت للاحزاب الصهيونية، وهذا ناتج عن  أزمة ثقة وفجوة كبرى موجودة ما بين القيادات السياسية والجماهير في المجتمع العربي، وهذا يعود الى الأخطاء الكبيرة التي إرتكبتها تلك القيادات في السابق، والتحركات الموسمية للقيادات السياسية في المجتمع العربي فقط في موسم الانتخابات، وأكد غانم أن حزب الوحدة الشعبية هو حزب المواطن وحزب الناس وحزب الجماهير والذي يتواجد أعضاءه في الساحات والميادين سواء في انتخابات أو في غير انتخابات وتاريخ اعضاءه يشهد بالعطاء والتضحية وخدمة الجماهير العربية.

إن هذا الخطاب العقلاني والمنطقي و المتوازن الذي يمثله حزب الوحدة الشعبية قد نجح بشكل كبير في استقطاب مئات الالاف من الجماهير العربية والتي سوف تشكل مفاجاة الموسم في يوم الانتخابات القادمة في 17.09.2019، وسوف يشكل بداية مرحلة جديدة في مستقبل المجتمع العربي وقضاياه العادلة والتي يقع على عاتق القيادة السياسية معالجتها وانهائها وتحقيق كافة مطالب المواطنين بالعيش في وطنهم بمساواة تامة مع غيرهم، وضمان كافة حقوقهم المشروعة وحماية أمنهم وسلامة ابنائهم وحياتهم ومصالحهم وكرامتهم، والوقوف في وجه كل الممارسات والسياسات العنصرية التي تمارس بحقهم.

إن ما يتميز به حزب الوحدة الشعبية هو تقديم برنامج كامل ومتكامل لكافة القضايا التي تهم المواطن العربي، ولا يتحدث الحزب بلغة الشعارات والخطابات الرنانة بل يقدم خطط مدروسة بناء على خبراء ومختصين في كل مجال، والأهم من ذلك أن الهدف الأسمى لحزب الوحدة الشعبية هو قضايا المواطن العربي وليس الكنيست والانتخابات، فهذا الحزب ليس حزب موسمي ظهر وقت الإنتخابات وسوف يتلاشى بعدها، بل ان هذا الحزب يمتلك رؤية سياسية وإجتماعية واقتصادية وخطط عملية مدروسة لمعالجة قضايا المجتمع العربي الشائكة والعالقة منذ سنين.

إن الآفاق التي يتطلع إليها حزب الوحدة الشعبية هي آفاق واعدة ومشرقة ومبشرة على المجتمع العربي بأكمله، وتلك التطلعات ليست مستحيلة أو بعيدة المنال وهي تعبر عن إرادة حقيقية لهؤلاء الكوادر والجنود المجهولين القائمن على هذه الحزب والذين يعملون ليل نهار من أجل مصلحة المواطن وقضاياه العادلة وهم يعبرون عن إرادة حقيقة واعية ومصممة على البناء والإنجاز رغم كل العقبات والصعوبات الي يواجهونها يوميًا من قبل أطراف كثيرة.
إن حزب الوحدة الشعبية بما يمثله من ظاهرة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية متميزة في المجتمع العربي بلا شك سيواجه الكثير من العقبات ولكنه في النهاية سوف يصل الى بر الأمان وترسو سفينته على ميناء الوصول رغم كل المخاطر التي يواجهها، وهنا نستذكر انه قد يستطيع السلطويون ان يدوسوا على الازهار، لكنهم لن يستطيعوا أن يوقفو قدوم الربيع، وربيع حزب الوحدة الشعبية قد تجذر في أرضه الخصبة وهو الآن ينمو بسرعة وسوف يثمر قريبا ثمارا طيبة وانجازات كبيرة تحقق طموحات وآمال المواطن العربي.

ستانفورد - كاليفورنيا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة