الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 18:02

النَقْد .. لمن يَهُمه الامر/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 29/08/19 17:47,  حُتلن: 17:49

مهند صرصور:

النقد هو نصيحة لكل ذا منصب فعلي كرئيس او مرشح مستقبلي كعضو كنيست او حزب سياسي له ما له وعليه ما عليه 

يَسْتغرِب البعض أحيانا من إتصال شركة كبرى له من بعد أن أتم معاملة معها ، لتسأله متلهفة عن شعوره إتجاه خدمتها ، وبإهتمام أكبر إن كانت لديه اي من الإقتراحات او التصريحات اخرى .. لماذا !
الجواب وبكلمة مقتضبة مباشرة : لانه يهمُها ان تتطور للافضل بكل ما للكلمة من معنى .

فالنقد والإنتقاد وما حولهما من كلمات ومعاني هي مرادفات لكلمة " نصيحة " ، بشرط اساسي وهو ان يأخذها المُتلقي بايجابية ، وإلا فقد حَجَبَ عن نفسه الخير الكثير , فهي نصيحة لكل من يهمه التحسن والتقدم دوما ، نصيحة لمن يهمه سماع الاخرين ومعرفة ما يجول في خواطرهم ، نصيحة لمن يثق بالاخرين وبحُسن بنواياهم ، فلا يُرسل فرسانه لمهاجمتهم ولا يقلل من قدرهم حتى يَذبُل نقدهم ، وما اكثر الشواهد على ذلك في ايامنا هذه جراء إنتخابات الكنيست ، والحرب الضروس المعلنه والخفية تحت شعارات واساليب ظاهرها الديمقراطية وباطنها الإقصاء والتعنت والتعصب الحزبي .

النقد هو نصيحة لكل ذا منصب فعلي كرئيس او مرشح مستقبلي كعضو كنيست او حزب سياسي له ما له وعليه ما عليه ، نصيحة لمن يريد ان يُلائم طرحة لرغبات من يمثلهم إن كان لهم خير فيها ، لمن هو متحرر في فكره وغير متزمت لراي هنا او هناك ، لمن يهمه ان يلبي إحتياجات من حوله ، لمن له رؤية مستقلبية وحُلم يسعى من أجله ، لمن له حِس وطني يخلو من الكبر والعنجهية ، لمن يرى ويبحث عن المصلحة العليا للجميع .

ولكي ينجح هذا كله ، فلا بد من مراعاة ضوابط النقد وملائمته للجهة الموجه اليها  ، فنحن نريد نقدا يرتقي بنا وبِمَن ننقده ، نقدا قوامه القراءة بتمعن وتمحيص ، فإن لم نفهم المعنى من القراءة الأولى فلنعيدها ثانية او نستشير بها ذوي الاختصاص وما اكثرهم بيننا ، وإن وصلتنا فكرة ثنائية المعنى اخترنا أخيرهما ، نريد نقدا اساسُه الفكرة مقابل الفكرة ، والحجة تدمغ الحجة ، نقدا بعيدا عن الشّخصنة والثأر ، خاليا من السلبية والتجريح ، ملتصقا بالإيجابية والوضوح قدر الإمكان .

فالنقد هو النصيحة لمن يهمه الامر . 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة