الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 02:02

الدولة اللبنانية تحب فلسطين وأكثر عداء للاجئين-بقلم وليم قاسم

وليم قاسم
نُشر: 18/07/19 00:05,  حُتلن: 00:06

ممنوع تعيش مصطلح بات معروفا لدى العالم ومرداف اللاجئ الفلسطيني أينما كان تواجده ، لأنه يعيش تداعيات منذ أكثر من ستة عقود بشكل مستمر وتمنعه بعض الدول العربية من ممارسة كامل حقوقه ، على الرغم أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالمنطقة .

ومطلوب دائماً أنْ يُدافع عن نفسه من تهمة لم يقترفها، بل المطلوب إثبات براءته، والمطالبة بأبسط حقوقه المدنية على أرض عربية .

إن نظام العمل اللبناني يميز بين اللبناني والأجنبي وتستنفر اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على أراضيها من حق العمل وغيره ، وهذا القانون يطبق منذ اكثر من ستة عقود ويحملون بطاقة هوية صادرة عن المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئيين ، أيضا وثيقة سفر صادرة عن دائرة الأمن العام اللبنانب في بيروت دائرة الأجانب .

يعود تاريخ قانون تنظيم عمل المقيمين غير اللبنانيين إلى عام 1964، قرار 17561، الذي ينص على كافة المقيمين غير اللبنانيين الراغبين العمل في لبنان الحصول على إجازة عمل من وزارة العمل وتقدي مكافة المستندات ودفع الرسوم المتوجبة.

خلال الأيام الماضية أقدم مفتشي وزارة العمل على تنفيذ قرارات إغلاق مؤسسات تجارية يملكها فلسطينيون ، بذريعة حاجة الفلسطيني إلى إجازة رب عمل وعامل.

بالمقابل غضب شعبي فلسطيني وتضامن لبناني مع اللاجئ الفلسطيني الذي تتخذ الدولة اللبنانية بحقه قرارات ظالمة تدعوه بمغادرة بلاده قسرا وهجرته الى الخارج لتأمين أبسط مقومات الحياة .

الدولة اللبنانية مع القضية الفلسطينة وضد صفقة القرن ومشاريعها بالمنطقة لكن ترفض الاعتراف بالفلسطينيين على أرضها، وبأي حق من حقوقهم، مهما كان بسيطاً، حتى لو كان تطعيماً لأطفال أو فحصاً لسرطان الثدي للنساء. إزاء كل ذلك لا تعود صادمة الأرقام التي توردها الأونروا من أن 66.4 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فقراء، و 56 في المئة عاطلون عن العمل.

الفلسطينيون لهم دور فعال في النمو الإقتصادي في لبنان عندما هجروا قسرا من فلسطين سنة 1948 ، حمل اللاجئون إلى لبنان دفعة واحدة نحو 15مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر ‏من 15 مليار دولار مقارنة بأسعار اليوم .

في ذلك الوقت انتعش الاستثمار اللبناني وكانت اليد العاملة الفلسطينية يد في اعمار وتطوير السهول الساحلية اللبنانية ، وساهمت في تأسيس شركة طيران اللبنانية وموانئ بيروت بالاضافة إلى تلفزيون لبنان وعشرات المشاريع الاستراتيجية فترة لبنان الذهبية .
وفي تلك الفترة لمع الكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين كان لهم دور كبير في الازدهار اللبناني منهم
يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط واستديو بعلبك) .
حسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولين ) .
رفعت النمر ( البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك ‏انترناشونال ) .
باسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين ) .
زهير العلمي (شركة خطيب وعلمي ) .
كمال الشاعر ( دار الهندسة ) .
وريمون عودة ( بنك عودة ) .
توفيق غرغور ( توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة ) .
شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في ‏لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله) .
عطا الله فريج لتجارة الألبسة الجاهزة
اودين ابيلا الفلسطيني وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان .
فؤاد سابا وكريم خوري أسسا شركة لتدقيق الحسابات في لبنان.
سبتي وتيوفيل بوتاحي ‏الفلسطينيان ، علاوة على عبد المحسن القطان ومحمود فستق قاموا بإنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان

يستوجب على الدولة اللبنانية الحاضنة للقضية تحصين الفلسطيني ومواجهة كل المؤامرات والمخططات التي يضعها الصهيوامريكي من صفقة القرن ومحاربتها بتأمين العيش الكريم واللائق له ولعائلته الى حين عودته الى ارض الوطن .

أن الاجراءات التي تقوم بها وزارة العمل ضد اللاجئ وتمنعه من ممارسة حقوقه يدفع اللاجئ الى الهجرة للخارج لتأمين أبسطها كما أنه يحصل على جنسية أجنبية ويسارعون بالعودة إلى فلسطين في أوّل فرصة تُتاح لهم ، وهذا يعني تمسكه بأرضه وحقه ولايعني البقاء في لبنان .

 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة