الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 11:01

المشتركة تستحق وسام الفشل السياسي/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/07/19 11:21,  حُتلن: 15:13

أحمد حازم:

المعروف في المجتمعات العربية بشكل عام وجود لجان اجتماعية، فمنها ما تسمى "لجنة الصلح" ومنها ما تسمى "لجنة الوفاق"

لم أجد تعبيراً يليق بما يسمى "مشتركة" الأحزاب الأربعة (الجبهة،العربية للتغيير،الموحدة والتجمع) أفضل من نعبير "ولدت ميتة". والذي يولد ميتاً يجب دفنه بسرعة لأن "إكرام الميت دفنه". ولذلك على الجماهير تأبين "مشتركة الأربعة" والعمل على منحها "وسام الفشل السياسي" لأنها بالفعل تستأهل ذلك. الصديق الشيخ إبراهيم صرصور (أبو السيد) الرئيس السابق للحركة الإسلامية الجنوبية، يرفض "تأبين" الأحزاب العربية كما ورد في مقال له نشره "موقع العرب" في الرابع من الشهر الحالي تحت عنوان (البقية الباقية من مصداقية الأحزاب) إذ يقول: " لن أشارك "(لمؤبنين) من كتابنا للأحزاب العربية، ولا الذين فتحوا (بيوت الأجر) لتلقي العزاء في وفاة السياسة الحزبية"، أبو السيد وكما هو واضح ينطلق في رأيه من مبدأ عدم قطع الأمل في هذه الأحزاب. صحيح أني أوافقه الرأي بعدم التعزية، ولكن ليس انطلاقاً من بقية أمل في هذه الأحزاب، بل لأن هذه الأحزاب لا تستاهل التعزية بها.

الشيخ ابراهيم صرصور يقول في مقاله أيضاً: " كم كنت أتمنى لو انفتحت المشتركة لقوى سياسية وشخصيات وازنة في مجتمعنا العربي من خارج الأحزاب الأربعة، تعزيزا لقوتها وتوسيعا لفضائها حتى تكون تحالفا وطنيا شاملا " نعم، هذا هو المنطق السليم،. لكن يا أبا السيد ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. فكيفية التفكير تختلف بين سياسي وآخر. فمن السياسيين من يهتم ققط بمصالح ذاتية شخصية أو حزبية، ضارباً بعرض الحائط ما تريده الجماهير العربية ( وفشل الأحزاب العربية الأربعة في تشكيل المشتركة خير مثال على ذلك) ومن السياسيين من يركز على فعل كل شيء من أجل الجماهير، وهذا النوع من السياسيين لم يتوفر بعد في مجتمعنا العربي.
ما جرى من خلافات بين الأحزاب العربية حول الكراسي، وتصريحات استياء علنية من سلوكيات "لجنة الوفاق" واتهامها بالانحياز وتفضيل حزب على آخر، مما أدى إلى القضاء على "المشتركة" الخاصة بهم، كل ذلك يدل بصورة قاطعة على أن هذه المشتركة "ولدت ميتة". ولو راجعنا تطورات الأيام القليلة الماضية فيما يتعلق بالتحضير لانتخابات الكنيست على الصعيد العربي، لتوصلنا إلى نتيجة يدنى لها الجبين، بسبب الخلاف على المحاصصة.

المعروف في المجتمعات العربية بشكل عام وجود لجان اجتماعية، فمنها ما تسمى "لجنة الصلح" ومنها ما تسمى "لجنة الوفاق". في مجتمعنا توجد الإثنتان. "لجنة الصلح" مختصة بأمور إنسانية اجتماعية لحل خلافات عائلية وعشائرية، و"لجنة الوفاق" الخاصة بانتخابات الكنيست المتعلقة بأحزاب عربية، وهذه اللجنة لا تهمها قضايا إنسانية مثل الأولى، بل مهمتها الرئيسية تسوية الخلاف على كراسي الكنيست فقط لا غير. "لجنة الوفاق" لم تنجح في "توفيق" الأحزاب الأربعة، بل نجحت في "تفريق" هذه الأحزاب، لأن عملية "تقسيم الحصص" في قائمة "مشتركة الأحزاب الأربعة" والتي أشرفت عليها "لجنة الوفاق" لاقت رفضاً شديداً من هذه الأحزاب (بااستثناء الموحدة). لذلك "تفرفطت" مشتركتهم. صحيح أن " الجبهة أعلنت عن قبولها بعملية "المحاصصة" وأشادت بعمل "إبنتها المدللة" لجنة الوفاق، إلا أنها لمحت (لإبنتها) "ان التركيبة التي توصلت إليها بالإجماع، لم تتجاوب مع تطلعات الجبهة" الأم.
يتبين من ذلك بوضوح أن الأحزاب الأربعة فشلت في تشكيل القائمة الخاصة بها، ولجنة الوفاق فشلت في جمع هؤلاء الأحزاب في قائمة واحدة. فماذا بعد؟ المفروض بأعضاء لجنة الوفاق أن "يستحوا ع حالهن" وأن يحلّوا اللجنة بسبب فشلها، وعلى الأحزاب الأربعة أن يخجلوا من أنفسهم، ويعلنوا للشعب عن فشلهم ويعترفوا بعدم قدرتهم على المواصلة ويستقيلوا، هذا إذا كانت مصلحة الشعب تهمهم. ولكن ماذا نتوقع من أحزاب عربية ظلت "قابعة" في الكنيست عندما صدر قرار "قانون القومية" حيث كان من المفروض بهم أن يقدموا استقالات جماعية احتجاجاً على القرار، لكنهم "طنشوا وخنعوا" وبقوا متمسكين بكراسي الكنيست.
عضو الكنيست السابق الصديق مسعود غنايم (أبو خالد)، الذي لم نسمع منه أي انتقاد حول أداء النواب العرب والسياسة العربية عندما كان نائباً، نزلت عليه الجرأة فجأة بعد خروجه من الكنيست، وأصبح يتكلم بلغة سياسية غير التي عهدناه بها. فقد ذكر في صفحته على الفيسبوك: إن "نقل الخلاف حول قرار لجنة الوفاق إلى الشّارع ووسائل الإعلام، وتراشق البيانات والتّصريحات النّاريّة المُدجّجَة بالتّهديدات من قِبَل النّشطاء الحزبيين، ليس له إلّا نتيجة واحدة: وهي قَرَف النّاس مِن السًياسة والسّياسيين، وتكريس حالة خيبة الأمل والإحباط عندهم". صدقت يا أبا خالد، ويا ريت كنا نسمع منك مثل هذا الموقف في عهد عضويتك في الكنيست.
 

 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة