الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 05:02

التناقض الغربي .. وبلبلة العربي/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 29/05/19 18:00,  حُتلن: 22:30

مهند صرصور في مقاله:

داخليا ينادون بالعدل والمساواة بين الجميع على الاقل ظاهرا، وخارجيا يستعملون حق الفيتو دون مراعاة لعدل او انصاف او اي مساواة، بل ويبطلون الحق ويحقون الباطل

العدل الداخلي في الدول لا يعني عدلها الخارجي الحتمي والذي تربطه المصالح والمشادات، حيث نشاهد الكثير من الدول وعلى نطاقها الداخلي وخاصة الاوروبية منها من تقيم الحفلات لتزويج قطة ، او تحشد حملات تبرع لحيوان مريض ، او تَبْرع في عمليات جراحية خاصة من اجل تطبيب شرنقة ، مظاهر تكاد تصل الى كماليات الشعوب والمجتمعات ولكن المشهد العام منقوص هو إن توقف فهمنا وإنتباهنا هاهنا .

فعدلها الداخلي وتطورها المجتمعي التعاملي والذي يملأ الاعلام العالمي ويبهر العربي عند مقارنته بالذي يحدث في دولته ، ليس من الحق ولا من الواقع ان ترميه على قرارات ومواقف الدول الخارجية ، بل اكاد واجزم انه متناقض تماما ، فلا تقف الدول في تعاملاتها الخارجية عند حق ولا تراعي عدل ولا توازي تعامل مع اخر ، فكل قراراتها تنبع من مصلحة بحته ، او تبادل مواقف صرف ، او اصطفاف خلف قوي ، متناسية بذلك كل مبادئها واخلاقياتها الداخلية .

وهذا بالضبط ما يربك فكر العربي البسيط وكلنا بسطاء ، فمن بعد ان طُبعت وتطبعت في مخيلته صورة الغرب النقي السامي الخُلقي - وهي طبعا امور غير صحيحة البته فليست حروباتهم العالمية عنا ببعيدة ، ونتانة رائحة عبوديتهم للسود ما زالت تلوح في أُفُقهم ، وغيرها كثير من صور احتلال واستغلال الشعوب والتي تبعد عنا فقط عشرات من السنين .. - بعد ان تطبعت الصورة النقية للغرب في مخيلة العربي وبشكل تلقائي تراه يرى قراراتها وتدخلاتها الخارحية تقع في نفس النقاء والصفاء ، وهذا ما ارادوه وعملوا عليه جهدهم من خلال اعلام مكثف موجه ومبطن لعشرات السنين ، ليكون بذلك كماسخ للعقول ومشوه للحقائق .

فداخليا تزداد كل يوم عندهم جمعيان حقوق الانسان ، ومنها الى الحيوان والحشرات المنقردة ، وخارجيا تراهم يطلعون على انفسهم اسم حماة الديمقراطية الدولية ، ليتمكنوا بذلك من شرعنة تدخلهم في خصائص الدول ، ونهب ثروات هذا ، واستغلال مقتدرات ذاك ، وسكب زيت على نار من اجل تاجيج ساحة شرقية ، ويستمر الحال دواليك ، دون مراعاة لاي انسان او انسانية بل قتل بالجماعات .

داخليا محاكمهم مخولة ان تقضي بسجن زعيمهم، وخارجيا يبيعون امتيازات واعترافات تناقض كل المحاكم الدولية كاعترافات الرئيس الامريكي الحالي بالجولان لمصلحة المحُتل.

داخليا ينادون بالعدل والمساواة بين الجميع على الاقل ظاهرا، وخارجيا يستعملون حق الفيتو دون مراعاة لعدل او انصاف او اي مساواة، بل ويبطلون الحق ويحقون الباطل.

فلا يغرنك بريقهم فحُدوده حُدود دولهم . 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com  

مقالات متعلقة