الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 05:01

زيتون بلادي.. أجمل ما يكونا


نُشر: 08/10/08 07:15

ونحن على أبواب موسم قطف الزيتون يجدد الفلسطينيون حبهم لهذه الشجرة، ويمارسوا جزءا من تراث قديم لم يندثر مع تغيرات الحياة وتقدمها . في هذه الأيام تعود بي الذكرى إلى ذكريات وأيام الزمن الجميل في بلداتنا الفلسطينية فزيتون فلسطين لأهل فلسطين تعود بي  الذكرى إلى الأجواء أجواء البهجة والنشاط الذي كانت  ترافق هذا الموسم وكيف كانت تبدأ معه طقوس جميلة وأصيلة طالما كانت من ابرز سمات المجتمع الفلسطيني الذي تربطه بشجرة الزيتون علاقة خاصة مشاهد كثيرة و متنوعة نتذكرها ، مشهد  الترابط والتعاضد الكبير بين الجميع، في مشهد لم يعد من الممكن رؤيته كثيرا هذه الأيام. نتذكر كيف كان ، يتجمع أفراد العائلة منذ الصباح و الكل يريد أن يساهم في هذه المناسبة الجميلة و إعطائها شكلا خاصا وكيف كان الحماس واضحا على الجميع  وكيف كان محببآ هذا المشهد للأسر الفلسطينية حيث كانت العائلة الكبيرة "الجد والأبناء والأحفاد  يخرجون عن بكرة أبيهم لقطف الزيتون من الصباح وحتى المساء كما قال المثل " أيام الزيت أصبحت وأمسيت. ونحن على أبواب هذا الموسم نتذكر كيف كان قطف الزيتون جزء من النشاط الطلابي في الجامعات الفلسطينية في الثمانيات  فنتذكر أيام "المعاومة" بلغة الفلاحين حيث أشجار الزيتون الصري والنبالا تحمل ثمارا كثيرة في عام وترتاح في العام الآخر وعند العام الذي يكون حملها تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة يتجلى  بمساعدة اصحاب الزيتون في قطف وجمع ثمار الزيتون على نظام تداوله أبناء شعبنا وعرفته تقاليدنا الفلسطينية (العون) ونتذكرعندما كان تأتي فرق من الحركة الطلابية  في الجامعات الفلسطينية إلى القرى والبلدات  كمعونة لأهالي القرية بقطف الزيتون كجزء من نشاط الحركات الطلابية آنذاك لما كان يمثله هذا الموسم  لشعب له على هذه الأرض تاريخ، وعليها أبدع مقاومة وصموداً.
وبالرغم ما تعرضت له شجرة الزيتون من تجريف وتدمير واقتلاع من قوات الاحتلال والمستوطنين، ظلت شجرة الزيتزن  شامخة أبية، تنتظر حلول هذا الموسم  لتعانق المواطن الفلسطيني الصامد والمتشبت بأرضه ، لترد له الجميل. إنه زيت الزيتون..في بلدتي  دير الغصون  قبل أن يتم مصادرة أراضي البلدة من أجل بناء الجدار إذا كان الموسم الجيد قبل أن يبنى الجدارالعنصري  ينتج حوالي 50000 ألف تنكة زيت . وأذكر كيف ساهم زيت الزيتون في دير الغصون في التعليم لكثير من أبناء البلدةحيث شجرة الزيتون لم تسلم من إجراءات الأحتلال الأسرائيلي فيواجه الفلسطينيون في فلسطين مصاعب جمة في موسم الزيتون تتعلق بمطاردة المستوطنين لهم لمنعهم من قطف زيتونهم، وإجراءات احتلالية كثيرة، كاقتلاع أشجار الزيتون، لبناء المستوطنات وجدار الفصل، أما في المناطق الذي بني بها الجدار جدار الفصل والضم والتوسع العنصري  حيث يواجه الفلسطينيون مشاكل لا حصر لها، تمنع وصولهم إلى أراضيهم التي أصبحت خلف الجدار لجني ثمار الزيتون ومع بداية موسم قطف الزيتون  تمنع سلطات الاحتلال المواطنين من الوصول إلى أراضيهم المحجزة خلف الجدار حيث يشترط الأحتلال  إصدار ما يسمى بالتصاريح لاجتياز البوابات المقامة على الجدار والتي صودرت ألاف الدونمات من أراضيها لصالح إقامة هذا الجدار وأفقدت المواطنين مصادر رزقهم.
يعرف كل منا  قيمة أشجار الزيتون  المقدسة التي ذكرت في الكتب السماوية الثلاث وكلنا يعرف قصة غصن الزيتون الذي جاءت به حمامة نوح عليه السلام لتصبح رمزا للسلام حتى اليوم زيتون فلسطين  يحمل معاني سامية لنا  كفلسطينين.الزيتون  جزءاً من هوية الأرض والبشر، غصن الزيتون رمزللسلام ذهب قائدنا ورمزثورتنا  أبو عمار إلى الأمم المتحدة عام 1974 يحمل غصن الزيتون ويطالب العالم بألا يدع ذلك الغصن يسقط من يده وستبقى تقف أشجار الزيتون في أرض فلسطين شاهدة على أن الفلسطينين وحدهم هم أصحاب هذه الأرض، فهم الذين زرعوا تلك الأشجار وسقوها بعرقهم ودموعهم ودمائهم، وهم عاشوا يغمسون الخبز في الزيت فاختلطت بدمائهم.
وسيقى ويظل الفلسطيني مرددآ صامدآ على أرضه "على دلعونة وعلى دلعونةزيتون بلادي أجمل ما يكونا".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.68
GBP
234788.74
BTC
0.51
CNY