الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

منصور عباس حصد ما زرعت يداه/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 10/04/19 12:30,  حُتلن: 18:06

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

من عمل على "فكفكة" المشتركة سينال عقابً الناخب". د.منصور عباس اختار التغريد خارج سرب المشتركة، فدفع الثمن وألحق بحزبه وبحليفه خسارة واضحة مما أسفر عن مصيبة انتخابية

كل شيء له ثمن والخطأ أيضاً له ثمنه. المشتركة يا دكتور منصور كانت صمام أمان للجميع، وأنت الذي ضربت هذا الصمام بعرض الحائط بسبب تعنتك وإصرارك على رئاسة "المشتركة"

يبدو أن دكتور عباس لا يزال قلقاً. فقد ذكر في تصريح له: "صحيح اننا تجاوزنا نسبة الحسم وحصلنا على اكثر من 140 ألف صوت، ولكن هناك إنتظار لإنتهاء كل عملية الفرز بالنسبة للمغلفات" 

وأخيراً "ذاب الثلج وبان المرج" وظهرت الحقيقة في انتخابات الكنيست الحادي والعشرين. سمعنا وقرأنا كثيراً عن استطلاعات انتخابية غير معقولة في الوسط العربي وهي أشبه بخياط يفصل البدلة كما يريد صاحبها. لكن نتائج الإنتخابات جاءت لتقول لأصحاب الإستطلاعات: "أنتم غير صادقين أو بالأحرى مراؤن". ما توقعته في مقال لي نشره موقع العرب في الأول من هذا الشهر كان الحقيقة بعينها، ونتائج الإنتخابات أظهرت صدق تحليلي.
ذكرت في المقال مخاطباً منصور عباس:
"قائمة تحالف الموحدة والتجمع" لن تحصل على أكثر من أربعة مقاعد إذا عبرت نسبة الحسم، لأن المواطن العربي سيكون عقابه شديدًا هذه المرة ولن يغفر لأحد. ومن عمل على "فكفكة" المشتركة سينال عقابً الناخب". د.منصور عباس اختار التغريد خارج سرب المشتركة، فدفع الثمن وألحق بحزبه وبحليفه خسارة واضحة مما أسفر عن مصيبة انتخابية. بما أنك د. عباس قيادي كبير في الحركة الإسلامية الجنوبية، كان لا بد لك من أن تتذكر "إعقل وتوكل" ولو أنك توكلت على الله وبقيت في المشتركة لتغيرت المعادلة كلياً. لكنك فضلت "الإتكال" على "التوكل". فقد اتكلت على التحالف مع "التجمع" برئاستك، وكأنك (ستنقذ الزير من البير) فمنيت بالخسارة، و"التجمع" راهن على حصان خاسر وتراجع بدل أن يتقدم.
فماذا فعلت يداك يا دكتور؟ لو بقيت "الموحدة" و "التجمع " في "المشتركة" لما حدث ما حدث من خسارة، واحتفظتم بسبعة مقاعد، بدلاً من أربعة. أي هول هذا وأي فاجعة هذه التي صنعتها بيديك من أجل عقدة "رئيس". كل شيء له ثمن والخطأ أيضاً له ثمنه. المشتركة يا دكتور منصور كانت صمام أمان للجميع، وأنت الذي ضربت هذا الصمام بعرض الحائط بسبب تعنتك وإصرارك على رئاسة "المشتركة". ويبدو أن دكتور عباس لا يزال قلقاً. فقد ذكر في تصريح له: "صحيح اننا تجاوزنا نسبة الحسم وحصلنا على اكثر من 140 ألف صوت، ولكن هناك إنتظار لإنتهاء كل عملية الفرز بالنسبة للمغلفات".

شاهدت صورة لمنصور عباس وهو يقبل حليفه د. مطانس شحادة مع ابتسامة. فقلت في نفسي: قد تكون هذه الإبتسامة شكراً لله على تجاوز نسبة الحسم، لأن تحالف "الموحدة والتجمع" من الناحية العملية خسر في هذه الإنتخابات ثلاثة مقاعد.
بقي علينا القول، أن السلوكيات من المفترض أن تتحكم بها الأخلاق. القيادي في العربية للتغيير المحامي أسامة السعدي، خاطب جمهور النخبين العرب بالقول: "من لا يريد إنتخاب "الجبهة والعربية للتغيير" لينتخب "الموحدة والتجمع" في الوقت الذي كان منصور عباس يكثف هجومه على الجبهة والعربية للتغيير، حتى أنه رفض الجلوس معهم للحديث عن فائض أصوات.
"تحالف الموحدة والتجمع" حصد ما زرعت يدا منصور عباس، وليكن ذلك درساً للمستقبل، والآية الكريمة تقول: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة