الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

إلى حفيدي الذي سيولد بعد أيام/ بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 07/04/19 08:26,  حُتلن: 07:26

حفيدي "حسينَ"
تأخّرْ قليلًا...
تمهّلْ!
سريرك جاهز
وكلُّ الملابسِ
كلُّ العطورِ،
وكلُّ المساحيقِ...
لكنني جدُّ خائفْ
أنا خائفٌ، جدُّ خائفْ
حفيدي "حسينَ" تمهّلْ قليلاً!
فما زلتُ في يومنا المستباحِ
أرى ظلماتٍ ثلاثٍ:
أرى كربلاءَ!
أرى الطائراتِ تشقُّ السماءَ
مُحمّلةً بالقذائف!
أرى زُمرَ المفتنينَ
تواصلُ رفعَ المصاحف!
تمهّلْ قليلاً
ففي الأفقِ ليلُ غيومِ،
وهرجٌ دماءٍ ولغطُ مذابح
وفي الأفقِ برقٌ، ورعدٌ
وبحرُ مخاوف
تمهّلْ ليأتي الربيعُ بنجمٍ يشعُّ،
وشمسٍ تضيءُ،
ودفءٍ
وتكسو الورودُ الجبالَ
تمهّلْ لأطلب وقفَ القتالِ
ومنعَ الحروبِ
وأطلب ألا يمسّوكَ...
قد أستطيعُ!
لأجلك قد أستطيعُ
نعم ...ربما أستطيعُ
سأصرخُ في كلِّ حدبٍ وصوبٍ
ليصحو القطيعُ
ويغلقُ سوق السلاحِ،
يفضُّ الجيوشَ
يقوّضُ عرش الطغاةِ
سيصحو القطيعُ قريبًا
سيصحو القطيعُ
لنزرع كلَّ الحقولِ ورودًا وقمحًا
لنبدأ عرسَ الحياةِ
وننسى القبيلةَ،
ننسى الصغائرَ،
نلغي الطوائف.
تمهّلْ قليلًا
عليكَ أنا جدُّ خائف.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com     


 

مقالات متعلقة