الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 04:02

لقاء نتنياهو- ترامب/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 25/03/19 09:02,  حُتلن: 16:14

شاكر فريد حسن في مقاله: 

مما لا شك فيه أن ترامب يتدخل في الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو، ورغبته في أن ينجح ويصل إلى سدة الحكم من جديد وتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة، بهدف استكمال مشروع "صفقة القرن"

زيارة نتنياهو لأمريكا ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأتي في غمرة وذروة الحملة الانتخابية في اسرائيل، وتشكل مؤشر واضح على طبيعة العلاقة اللصوصية التي تربط بينهما. وأيا كانت المسائل والعناوين المتعددة التي سيبحثانها في لقائهما، إلا أن الموضوع الانتخابي هو الأكثر حضورًا في هذا اللقاء، إضافة إلى موضوع السيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة يحتل العنوان الأبرز الآخر.

ومما لا شك فيه أن ترامب يتدخل في الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو، ورغبته في أن ينجح ويصل إلى سدة الحكم من جديد وتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة، بهدف استكمال مشروع "صفقة القرن"، ومخططات الدمار والفوضى الخلاقة في العالم العربي. ولذلك فتصريحاته بخصوص الجولان في هذا الوقت بالذات هي بمثابة دعم سياسي وإنتخابي له.

موقف ترامب من السيادة الاسرائيلية في الجولان، يؤشر على أكثر من عنوان وهدف يتصل بمستوى عمق العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ويكشف حقيقة مدى النفوذ الصهيوني في دوائر صنع القرار الأمريكي. لقد هزم المشروع في سورية بفضل الصمود الأسطوري والقتال البطولي للجيش السوري، والتفاف الشعب السوري حول قيادته الأسدية، وعليه فالولايات المتحدة بتصريحات ترامب تسارع إلى تحقيق ضم الجولان لإسرائيل عن طريق القرصنة.

وفي الواقع أن الولايات المتحدة لم تكن لتجرؤ على إتخاذ المواقف العدوانية ضد الشعوب العرب وتجاه قضية الشعب الفلسطيني والإنحياز التام لسياسيات الحكومات الاسرائيلية، لولا حالة التبعية المزرية لغالبية الأنظمة العربية الحاكمة وهرولتها نحو التطبيع مع المؤسسة الإحتلالية الصهيونية، وتواطؤها لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وسعي البعض منها لإنشاء حلف مشبوه تقوده أمريكا واسرائيل.

الإمبريالية الأمريكية تزداد شراسة وعدوانية وعداءً للشعوب وحرياتها كلما شعرت بتراجع دورها ونفوذها في ظل العالم الجديد متعدد الأقطاب، وكلما أخفقت وفشلت في تنفيذ مخططاتها العدوانية وفرض سيطرتها في المنطقة العربية والعالم. ولذلك هناك حاجة وضرورة ماسة لتضافر قوى وحركات التحرر العربية والعالمية للتصدي للمشاريع الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وإتخاذ مواقف أكثر صلابة وشراسة ضد التصريحات والمواقف الأمريكية العدوانية، التي تتجلى أكثر وضوحاً في اللقاء بين القراصنة ترامب ونتنياهو.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة