الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 03:01

خطاب الأسد/ بقلم: د. محمد حاج بكري

د. محمد حاج
نُشر: 24/02/19 12:56,  حُتلن: 13:50

د. محمد حاج بكري:

إنك فاسد يا فخامة الديكتاتور وإن الفساد يحيط بك وبكل المقربين منك فكيف سيصلح الفاسد الطالح إنك وعصابتك تشبهون البيضة الفاسدة 

بتاريخ 17/2/2019 ظهر الديكتاتور المتهالك على شاشة التلفزيون ليقدم لنا إثباتا عينيا عن عمق الأزمة وعن تواصل الإرتباك والصدمة مما يقع في سوريا من تحولات وليعكس بوضوح حالة من ضيق الأفق والحيرة والتخبط أدت جميعها إلى فقدان البوصلة عنده مما يؤشر إلى قرب التحاقه بقافلة المقتولين غير مأسوف عليه
أريد فقط في مستهل كلامي هذا أن أذكر بأن أهم الصفات التي يعيشها الأسد اليوم
أنه جبان لأنه يعرف أنه فاقد للشرعية
أنه كاذب فهو يكذب للحصول على أي شرعية
أنه غبي ومعتوه لأنه لايسمع إلا مايحب ولايرى إلا مايريد
لكن ديكتاتور سورية في خطابه الأخير أثبت للعالم أنه يحمل صفات أخرى فهو أنذل وأحقر وأسفل الديكتاتوريين الذين عرفهم العالم في تاريخه فالشعب الذي نادى بصوت الملايين يقول له نحن نكرهك ولانريدك بحيث لو كان عنده ذرة شرف وكرامة لتناول أقرب مسدس وأطلق النار على نفسه لكنه أجبن من أن يفعل ذلك لأن من صفاته أنه جبان
بحكم وضاعة الخطاب وضعف حقه الدلالي إضافة الى حجم التشنج الذي كان عليه المجرم بشار أثناء إلقائه فإنني أتجه للإقرار وبحكم التوصيف بعدم وجود مجالات واسعة لتحليل مفرداته وتتبعه مفاصله نظرا لحالة الفقر المضموني الذي كان عليه ولحالة الانفصام عن الواقع بشكل جذري وخاصة الكذب اللا متناهي لكن هناك بعض النقاط السريعة التي سأتحدث عنها وبإسهاب
لقد جمع الأسد في خطابه وبشكل استثنائي ما يميزه عن كل الرؤساء بين خطاب الرداءة ورداءة الخطاب وهي سابقة تحسب له وبدا متوترا ومضطربا ويحتاج إلى جرعات من التماسك والرصانة وفي العادة يخضع الرئيس وخاصة من يعاني حالة فقر في علمه ومعرفته والخطابة والبلاغة إلى دورات تدريبيه على يد مختصين في مجال إلقاء الخطاب ومخاطبة الشعب ويبدو أنه فشل في مراحل التأهيل فهو لا يزال كثير الحركة وخارج عن النص ويقدم مفاهيم جديدة لا يفهمها حتى هو ويبدو أن كميه الأدرينالين مرتفعة جدا لديه نتيجة الضغط
تحدث عن الفساد وتناسى أنه نتيجة حكمه والمقبور والده لمدة 50 عاما وتناسى أن ثروته تتجاوز 120مليار دولار مع عدم إضافة ثروة باقي أفراد عائلته وثروة آل مخلوف وشاليش وباقي المقربين لكن الحقيقة العتب على من قبلوا تعويضا علبة متة أو كرت باص مجاني عن أولادهم الذين قتلوا في سبيله

إنك فاسد يا فخامة الديكتاتور وإن الفساد يحيط بك وبكل المقربين منك فكيف سيصلح الفاسد الطالح إنك وعصابتك تشبهون البيضة الفاسدة والتي لاتفيد معها كل أنواع العطور والتجميلات

الوطنية في نظره تتلخص بعبارة الأسد للأبد ومن يخرج عليها هو خائن وعميل وتابع واتهم جموع الشعب بالبأس والشدة على وطنهم وأنهم نعاج أمام الغير وتناسى أنه لم يبقى عليه إلا اللطم على صدره وأن لقبه الحيوان في الولايات المتحدة الأمريكية وذيل الكلب في روسيا وغاب عن وعيه منظره الذليل في مطار حميميم أثناء وداع بوتين
كيف لمرتزق أن يتحدث عن سيادة وطن وهو المرتهن العبد الذليل الذي أباح بلاده بجوها وبرها وبحرها عبر معاهدات واتفاقيات أكثر من أن تعد وتحصى ورمى بنفسه في مزاد الخزي والعار واستقدم عصابات الكون وميليشاته لتقتل شعبه
تطاول الأسد على تركيا رئيسا وشعبا وكأنه لم يرى كيف استجاب عشارات الملايين في تركيا إلى مكالمة هاتفية من هاتف نقال لرئيسهم بينما هو قتل أكثر من مليون وشرد أكثر من نصف الشعب ويبدو أنه لا يقرأ التقارير العالمية وتصنيفاتها ولايوجد تقرير إلا وسوريا تقبع في ذيله من الفساد إلى الإرهاب إلى الشفافية ...الخ ولايعلم أن تركيا تتبوأ المراكز الأولى على مستوى العالم في الاقتصاد والصناعة والزراعة والسياحة ...الخ
تحدث الأسد أنه هزم في وسائل التواصل الأجتماعي ولايدرك أنه أول من صرح عن جيش الكتروني قوامه 60 ألف شخص
لن أغوص في الخطاب فهو مليء بالكذب والتفاهة ولن أتحدث عن جوقة المغفلين الحاضرين فقد سئمنا فلم أكن يوما أحب سماع خطاباته العقيمة التي تدل على أزمة الذهنية السياسية وضحالتها لديه في أغرب اطوارها ولكن بدافع متابعة الشعب السوري استمعت لما سيقوله هذا المعتوه بعد أن انحسر عنه المجد والتاريخ والهالة العجائبية وأصبح من ركام الماضي وسنقرأ في كتاب الصف لأبنائنا الصغار لنقول لهم هذا الديكتاتور قتلنا
هذا المعتوه لا يهمد ومازال فصامه السياسي يستثمر بعض العقول الصغيرة والمضحك المبكي مازال حتى اللحظة يعاني من فقدان ذاكرة فهو يقفز على احداث 15/3/2015 المباركة وعلى هتاف الملايين المطالبين إياه بالرحيل وإسدال الستار عن أبشع عهد مر على سوريا من الإحتراب الداخلي والفتن والتصفيات والإخفاء والتهجير القسري عهد اللا دولة واللا قانون واللا عدالة عهد الكيماوي والبراميل
حالة من الفصام الغريب تجلت في خطابه اليد التي تحب التلويح مازالت هذه اليد السوداء التي قتلت ودمرت وأخفت والتي بسطت جنونها على رقابنا لعهود طويلة لا تدرك أنه لولا إيران وروسيا وبعض المجتمع الدولي لكانت مقيدة في احدى السجون
بالنسبة لنا فقد انتهى نظام العصابات وانتهى عصر الأصنام وانتهى عصر العبودية لحاكم قاتل وجزار وخائن ومجرم ليبدأ عهد ديمقراطية الشعب وحريته انتهى عصر العصابات والفرد الحاكم لتمتد يد العدل والمساواة للجميع على قدم المساواة وسورية الغد ستكون بعون الله بتنوعها الطائفي والديني حديقة ورود تجمع كل الأطياف الزاهية لينعم الشعب بتنوع الأطياف وسباق وتنافس الثقافات في البناء بعد أن ينعم بانسجام الوحدة الوطنية ضد نظام الإجرام وهو انسجام احترمه العالم بأجمعه وأكدته الدماء العطرة من كل أبناء الشعب الواحد وهو وطن الحرية الذي نعمل من اجله ووطن حكم الشعب بدلا من تسلط عصابات الضباع الحاكمة والتي لاتميز في وحشيتها وعدوانها بين طفل وشاب وإمرأة وعجوز وشيخ أو حتى الطوائف التي تشكل المجتمع
الديكتاتور لم يقتنع أن سوريا الأسد ولت بغير رجعة سوريا الفرد الواحد الأحد المسيطر على كل شيء سوريا الحزب الأوحد المنفرد في الوظائف والحياة سوريا المواطنة المنتقاة والمفصلة على قياسه وأن سوريا بدون الأسد تتشكل اليوم من دماء الشهداء على امتداد أرضها الطيبة وأنه رجل وحيد مهما احتشد حوله المطبلين والأبواق الصغيرة والتي مازالت تعزف له على وتر الخوف وأن تركته الثقيلة سيحل محلها الحرية والكرامة والعدالة لكل مواطن سوري.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


 

مقالات متعلقة