الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 16:02

يدها فوق جبيني - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان -
نُشر: 23/02/19 20:54,  حُتلن: 20:56


يدُها تنفُثُ دِفئاً
في سَهلِ جَبيني
تُرسِلُ شُحناتِ حَنانٍ
تَسْري في شَلّالاتِ شَراييني
تنشِلُني من أضْغاثِ الحُمّى
تسقيني حُبَّا طبيَّاً
وبأصْوافِ الحُبِّ تُغَطِّيني
يدُها تقرأُ خَفْقاتِ حياتي
وبعيْنًيْها تلثِمُ خَيْطَ النورِ
المُتَفَلِّتِ من عَيْني
في يدِها سِحرٌ
يوقدُ شُعْلَةَ روحي
كي تسنِدَ شَوْكةَ حَربي
مع وَهْني
في يدِها نِبراسٌ يُلهِمُني
كي أدفعَ عِتمَةَ هَمِّي
عن بهجةِ لَحْني
***
رحَلت أُمّي عَنِّي..
رحَلتْ لكنْ
ظلَّت تَسكُنُني
في كُرَياتِ الدَّمِّ
ما زالت يدُها تنفُثُ دفئأً
في أعراقِ جَبيني
ما زالت تُشعِلُ قنديلاً
في ليلِ حَنيني
ما زالت تَمسحُ دمعاتٍ
سالت من حَوْضِ العَيْنِ
فأرى لمساتِ أناملها
تمسَحُ حُزني
وأرى حُبَّا أبديّاً في عيْنَيْها
يوقدُ أضواءً زاهيةً
في كل زوايا ذِهني
وأراها ترقُصُ
في أعراسِ أحِبَّتنا
وقد ازْدانَتْ
بقلائِدَ من عِهْنِ
ما زلتُ أراها
في عِزِّ صِباها
راكبةً فرساً عربِيّاً
ينهبُ بستانَ أبي
من تُفاح الشامِ
إلى البُنِّ العَدَني
يا أمّي!
سأظلُّ أحبُّكِ
في يومِ السَعْدِ ويوم الشَجَنِ
سأظلُّ أقولُ أحبُّكِ
حتى أخلُدَ للنومِ قَريرَ العينِ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة