الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 17:01

لماذا هذه العزلة الاجتماعية أيها المثقف؟/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 20/02/19 16:28,  حُتلن: 10:39

د. صالح نجيدات في مقاله:

أخي المثقف، أين الشهامة والمروءة والنخوة، أبناء مجتمعك ينادونك بأعلى أصواتهم بأنهم بحاجه اليك وبحاجه الى أفكارك الخلاقة، ويطلبون منك أن تأخذ دورا فعالا في الحراك الاجتماعي

المثقفون والمتعلمون هم العمود الفقري لكل مجتمع ومنهم يخرج القادة الذين يقودون شعوبهم نحو الافضل من تطوير وتقدم وازدهار، فأين مثقفينا من هذا ؟ لماذا لا يقودوا مثقفو كل قريه وبلد مجتمعهم نحو الأفضل ويؤثروا على مجريات الأمور ؟ ولماذا يقف المثقف العربي الفلسطيني في الداخل،موقفا سلبيا اتجاه ما يجري في مجتمعه ؟ هل هذا الموقف السلبي وعدم الاكتراث بما يجري من عنف وقتل وتردي في المجتمع،نابع من التربية الأسرية التي تركز على الانتماء والولاء للعائلة وليس للمجتمع أو نتيجة عجزه أو نتيجة تهميشه من قبل المجتمع ؟ أو نتيجة أنانيته واهتمامه بمصلحته الخاصة ؟ أو كما يقول المثل : زاحت عن ظهري بسيطة ؟
غياب المثقف العربي يلقي بظلاله السلبية على تطور وتقدم المجتمع،فلا يوجد ثقافه في المجتمع ما دام لا يأخذ المثقفون دورهم الفعال في المجتمع،لان المثقف هو الذي يملئ عقل الفرد بالقيم والأخلاق والعلم والمعرفة،وهو الذي يرشد ويوجه ويصنع الوعي عند الفرد،ويحرك الجمود السائد في المجتمع،وهو البوصلة الموجهة،وهو الذي يصلح الخلل في المجتمع،ويغير انماط الحياة نحو الافضل،وهو الذي يبني منظومة ثقافية وعلمية القادرة على مواجهة تحديات الحياة،وهو الذي يعالج ويقلص الأوضاع السيئة والسلوك العنيف،ويحارب الجهل،وهو الذي يبني الأجيال واعدادهم اعدادا جيدا لتسلم مهامهم الاجتماعية مستقبلا .
ان انعزال المثقف جانبا دون التأثير على مجريات الحياة من شأنه أن يزيد الوضع الاجتماعي ترديا وسوأ،لان الثقافة والعلم هما الدرع الواقي للمجتمع من الفساد والجهل والفوضى وانتشار العنف والجريمة والانهيار .

أخي المثقف، أين الشهامة والمروءة والنخوة، أبناء مجتمعك ينادونك بأعلى أصواتهم بأنهم بحاجه اليك وبحاجه الى أفكارك الخلاقة، ويطلبون منك أن تأخذ دورا فعالا في الحراك الاجتماعي والتوعية لتقود المجتمع الى شاطئ الأمان،فالأمواج تعصف بمجتمعنا وتزعزع اركانه نتيجة الظروف صعبه التي يمر بها،حيث يكثر العنف والقتل،وكذلك نتشار المخدرات بين الشباب،وهناك عجز كبير عند الجهات الرسمية والشعبية بالتصدي لهذه الاوضاع الخطيرة وعلاجها،فتدخلك أصبح واجب وطني لإنقاذه من السقوط الى الهاوية،فكما قال المثل : " لا يحرث الارض الا عجولها ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة