الأستاذ عوني وتد من سكان قرية جت المثلث:

منذ يومي الاول لتقاعدي من مهنة التدريس الرسمية، صمّمت على البدء في مسيرة عطائي وانتمائي للمدارس وورشات قريتنا التربوية والتعليمية

مُنذ ثلاثة سنوات وحتى يومنا هذا في جعبتي ما يقارب 160 ساعة تطوعية

الأستاذ عوني وتد من سكان قرية جت المثلث مثال يحتذى به للمعلم المتفاني والنبيل، عمل طوال 35 سنة تعليمية، تغيب فيها 19 يومًا طيلة مسيرته، وعمل في مدرسة الخنساء الابتدائية في مدينة أم الفحم، وهو اليوم يبلغ من العمر 59 عامًا وهو أب لستة أبناء وجد لثلاثة أحفاد ومستمر بالعطاء والتفاني لأجل مجتمعه.

ويقول الاستاذ وتد:"منذ يومي الاول لتقاعدي من مهنة التدريس الرسمية، صمّمت على البدء في مسيرة عطائي وانتمائي للمدارس وورشات قريتنا التربوية والتعليمية. حيث استطعت عبر 35 سنة مهنية وتعليمية، إكتساب التجارب والادوات التي تمكنّنا من صقل شخصية طلابنا، وتطوير قدراتهم الخاصة التربوية والتعليمية".

ما هي الدورات والتطوعات التي قام بها الاستاذ عوني وتد بعد تقاعدة ؟
عقدتُ وشاركت في العديد من الدورات ومنها دورة سنوية لطلاب الصفوف الخامسه والسادسه في المرحلة الابتدائية، في مدرسة الفاروق في مسقط رأسي جت تركزت حوّل الكتابة الإبداعية. وشاركت في مشاريع مدارس القرية الاجتماعية ومنها الانترنت الآمن، التراث، ونبذ العنف، وايضاً في محاضرات خاصّة لأطفالنا في بستان المستقبل حول يوم الشجرة، وقيم تربوية هامّه.
وعملت في تنظيم وعرافة ثلاثة أُمسيات أدبية وشعرية في القرية، تجندتُ متطوعاً في مشاريع المكتبة العامّه في جت، وفي الوقت الحالي أُنظّم دورة سنوية خاصة بفن الالقاء والخطابة في مدرسة الفاروق الابتدائيه تحوي 80 طالب وطالبة من مختلف الفئات العمرية. مُنذ ثلاثة سنوات وحتى يومنا هذا في جعبتي ما يقارب 160 ساعة تطوعية.

ما الهدف من دورة الخطابة وفن الالقاء ؟
الهدف الذهبي الاسمى هو تطوير القدرات والمهارات الفردية للطالب، والتي لا يمكن صقلها من خلال البرنامج والمنهاج الدراسي المُحدد والمقرر، وتأتي هذه الدورة التطوعية والمجانية بعد دوام الطالب الدراسي، من أجل إحتضان موهبة الطالب وتطويرها. كذلك من أهداف هذه الدوره إكساب ادوات ناجعه من أجل نطق الحروف بلفظها الصحيح، وتذوق الكلمات وإسماعها بنغمات، وإلقاء شيق وممتع.

فإلقاء الاطفال للنصوص المختلفة من خلال شخصياتهم الواعده، وحركاتهم البريئة تؤثر مليّاً في جمهور المستمعين. ناهيك عن هدف تربوي هام وهو كسر حاجز الخوف او الخجل من ملاقاة الجمهور، الى جانب تطوير الشخصية القيادية الواعده.

ماذا تضيف هذه الدورات الى الطلاب ؟
مثل هذه الدورات تذوّت في نفوس أطفالنا عنصر الإبداع، وإيجاد أُسلوب إلقاء يسعد السامع بعيداً عن الإلقاء المعتاد. ومن خلال عروض الاطفال وتفاعلهم مع النصوص المعّطاه يمكن إيصال العبرة، والقيمة التربوية للغير، ونقش الخطوة الاولى للتغيير المرجو او الفكرة المركزية، من أجل خلق جيل مُميّز من الطلبة، بحيث يشكل قاعدة هامّة لخلق قيادة واعدة لغد أفضل وأجمل، وتمكن الطالب من التعامل مع النصوص المختلفة، كالشعر والقصة والخطابة.

هل يشجع الاستاذ عوني وتد الاهالي إشراك أولادهم بمثل هذه الدورات؟
نصيحتي الى الاهل والمسؤولين بالنظر للطالب كحزمة من القدرات التربوية والابداعية، وليس فقط ارقاماً تدوّن في شهادتُة المدرسية. وإحتواء الطالب وحمّله بعيداً عن الروتين التعليمي المعتاد، يغرس في نفسه التحفيز والتطلع نحو نجاحاته المتنوعة، ويفتح له آفاقاً جديدة مع التعامل بالنصوص المختلفة، إدراكها ونقلها لمجتمعة بأسلوبة الطفولي المؤثر والبريء.