الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 05:02

على الأحزاب المختلفة الكف عن المناورات والإسراع في إقامة القائمة المشتركة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 07/02/19 17:39,  حُتلن: 22:34

خالد خليفة في مقاله:

حتى لو قرر احمد طيبي الرجوع الى القائمة المشتركة في اللحظة الاخيرة فان هذه الوحدة سوف لن تتكلل بالنجاح من حيث العمل المشترك مستقبلا بعد ان فقدت الجماهير الثقة بهذا التحرك للحركة العربية للتغير

يبدو واضحا للعيان أن الانتخابات التمهيدية للجبهة والتجمع قد أسفرت عن انتخاب شخصيات ووجوه جديدة،بعضها للمرة الأولى وآخرين للمرة الثانية. وعلى الرغم من عدم التمثيل الكافي لباقي المناطق كالنقب ومناطق أخرى. إلا أن كافة النواب يعتبروا جدد نسبيا. هذا واستقال من الكنيست العديد من النواب الذين امضوا أكثر من عشر سنوات كجمال زحالقة ومسعود غنايم وآخرين، ويعتبر ذالك امرأ جدير بالفخر والاعتزاز لتلك الأحزاب والشخصيات التي وصلت إلى قناعة أن تجلس جانبا وتعطي للآخرين إمكانيات العمل. إضافة إلى أن العمل البرلماني لا يعتبر قمة العمل الجماهيري السياسي، حيث ان هناك إمكانيات واسعة النطاق للعمل الميداني سياسيا واجتماعيا. ويسود العالم المتحضر اليوم آلية تحديد مدة العمل السياسي من 10-15 عام، ففي الولايات المتحدة مثلا هناك تحديد لفترة الرئاسة ورئاسة بعض لجان الكونجرس وحكام والولايات، كذالك الأمر في أوروبا. ويختلف هذا الشأن في العالم العربي حيث ان ما نراه في الجزائر مثلا، يعتبر أمرا مخزيا. أن تمديد حكم الرئيس بوتفليقة وإعادة انتخابه في الربيع المقبل لفترة خامسة، بعد أن تولى الحكم على مدى 20 عاما الأخيرة. فانه يعتبر عاجزا صحيا بكل المقاييس ويستصعب إعانة احتياجاته الذاتية. وعلى الرغم من هذه المعطيات فن النظام السياسي هناك يسعى إلى تمديد فترة حكمه لخمس سنوات أخرى. إن هذا الوضع الذي وصلت إليه الجزائر يدل وان دل على شيء على انهيار وتدهور النظام السياسي في الدولة بدون إعطاء الجيل الجديد والشاب إمكانية الانتخاب والظهور في المشهد السياسي الجزائري. وينطبق الأمر أيضا في كل من السودان ، مصر ودول الخليج.

أما في وسطنا العربي فعلينا تشجيع تحديد المدة الزمنية في وظائف الخدمة الجماهيرية، حيث يكفي للنائب المنتخب ان يمثل الجماهير العربية فقط من 8-12 عاما. وهذا يعتبر أمرا صحي لكل من المنتخب والناخب. فهكذا سيحافظ الناخب على صورته وشكله التمثيلي أمام مجتمعه، ويعطي أمام الآخرين المجال لالتحاق والانخراط في العمل الجماهيري المثمر. مهما يكن فإننا ننتظر الوجوه الجديدة في الحركة الإسلامية والتي بدأت تتبين أكثر وأكثر، بعد استقالة النائب مسعود غنايم. كما يتوجب على السيد منصور عباس والمرشح لرئاسة الحركة الإسلامية أن يكف عن المناورات السياسية ويلتحق بباقي القوائم العربية لتشكيل القائمة المشتركة. حيث باتت الجماهير العربية في البلاد تعي ألألاعيب والمناورات لكافة القوائم. فقد نفذ الوقت وعليه الإسراع في التعاضد والتلاحم لإقامة القائمة المشتركة الجديدة، ومن غير المفهوم ما يقوله البعض ان القائمة المشتركة أصبحت غير مشتركة بعد ان انسحب منها النائب الطيبي. حيث أن الأحزاب الثلاثة: الجبهة، التجمع والحركة الإسلامية وقوى أخرى، يمكنهم أن يقيموا مرة ثانية القائمة المشتركة الجديدة، أو القائمة العربية الموحدة. على الرغم من أن النائب طيبي قد أعلن الانسلاخ النهائي عن القائمة المشتركة وبدأ بمشواره الجديد للانطلاق بحزب جديد في الانتخابات المقبلة ، إلا ان الوقت ليس في صالحه ويقول البعض انه يلعب في الوقت الضائع. حيث لا تكفي المدة المتبقية أي الشهرين المقبلين المتبقيين لكي ينظم نفسه وكوادره لخوض الانتخابات الوشيكة.

وكما اتضح من المرحلة الانتخابية الأخيرة في الوسط اليهودي فان مخاوف نتانياهو تعتبر الأصدق من حيث توقعه لسقوط العديد من الأحزاب اليمينية الصغيرة. وقد بدا واضحا للعيان أن نتانياهو يريد جمع كافة الأحزاب اليمينية الصهيونية كالبيت اليهودي واليمين الجديد وليبرمان تحت كنف حزب الليكود كي يتفادى انهيار اليمين في اسرائيل. وهذا ما لا يفهمه النائب احمد طيبي والذي يريد ويصر ان يخوض الانتخابات بشكل منفرد ومستقل عن القائمة المشتركة. كما انه بدا مصمما كل التصميم لخوض الانتخابات وحده، ومتأكدا هو والمحور الذي حوله انه سيحصل على أكثر من 150 ألف صوت ليحقق لنفسه من 3 الى 4 مقاعد. ويمكن القول ان المفاوضات بين القائمة المشتركة وأحمد طيبي بدت متعثرة ومن الصعب جسر الهوة وخلال مدة قصيرة للتمازج في قائمة مشتركة واحدة، وحتى لو قرر احمد طيبي الرجوع الى القائمة المشتركة في اللحظة الاخيرة فان هذه الوحدة سوف لن تتكلل بالنجاح من حيث العمل المشترك مستقبلا بعد ان فقدت الجماهير الثقة بهذا التحرك للحركة العربية للتغير.

وفي هذه الأثناء فمن الأهمية بمكان ان تجمع القائمة المشتركة قواها من جديد وتخوض الانتخابات وبنظرة ثاقبة الى ما يجري من تحركات في الأحزاب اليهودية. حيث ان 3 او 5 مقاعد يمكن ان تقرر شكل الحكومة المقبلة التي تقرر مصير العرب في هذه البلاد. وعلى القائمة المشتركة العمل بسرعة على إيجاد مجلس إعلامي يرفع من مكانتها ومكانة نوابها. كما عليها إن تقيم مجلس مستشارين وخبراء يمكن ان يسدد العجز والنقص في عمل هؤلاء النواب. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة