يهتم المجتمع العربي في السنوات الاخيرة بموضوع الاحصاء والاستشارة الاحصائية والابحاث المختلفة واستطلاعات الرأي لقياس معايير نجاح مشاريع وخطط استراتيجة ومستقبلية ان كان على الصعيد السياسي والاقتصادي والمجتمعي وكافة مجالات الحياة.

فهذا المجال يعتبر مجالا واسعا في العالم الغربي، وفي بلادنا اصبح يأخد حيزا أكبر، علما أن مجتمعنا العربي يملك خامات مهنية رفيعة يمكنها قيادة مثل هذه المشاريع نحو العلى والنجاحات. فالحياة اليومية تمتلئ في الآونة الاخيره بالارقام والبيانات سواء من خلال شبكة الانترنت، المؤسسات الحكومية، الاجهزة المحمولة ووسائل التكنولوجيا وغيرها، وإن كل هذه البيانات تكون عديمة المعنى اذا لم يتم استخلاص النتائج والاستنتاجات منها عن طريق الاحصاء.

حول اهمية هذا الموضوع التقينا بالسيد وديع ابو داهود، الخبير في مجال علم الإحصاء واستطلاعات الرأي والذي يدير مركز احصاء في كفركنا، ويعتبر من الاوائل في الوسط العربي، هذا المركز الذي يرافق على مدار العام قطاعات مختلفة ومنها الباحثون في مجال الطب وعلوم المجتمع، السلطات المحلية والبلديات، ومراكز الابحاث من الوسطين العربي واليهودي كما اكد لنا السيد وديع ابو داهود.

وحول نسبة الوعي في وسطنا العربي في مجال علم الإحصاء، قال السيد وديع ابو داهود: "مع الانفتاح التكنولوجي وتطور المجتمع اصبح الوسط العربي متطلعاً اكثر على مجال الاحصاء من الناحية النظرية والتطبيقية، علما ان الوسط العربي الاكاديمي والمهني اصبح منفتحا اقتصاديا وسياسيا وهنالك شركات كبيرة ومؤسسات تعتمد في نجاحتها بالاساس على خطط عمل مبنية على نتائج ابحاث واحصائيات يمكن من خلالها ان تقطف ثمار العمل الميداني المهني".

واضاف السيد وديع ابو داهود، قائلا: "يمكن ان ندعم ما ذكر اعلاه ونتطرق تحديدا الى اي شريحه يمكن ان تستفيد من خدمات مركزنا، ومن بينهم جمهور الاطباء اللذين يقومون باجراء ابحاث في مجال العلوم والطب، السلطات المحلية والبلديات، مرشحو الانتخابات، باحثون في مجالات مختلفة، طلاب اللقب الثاني والدكتوراه، والشركات الي تستخدم كميات كبيرة من البيانات".

وتابع السيد وديع ابو داهود: "ايضا هنالك اهمية لمجال وعلم الاحصاء في يومنا هذا كونه يساعد الباحث في التخطيط السليم للبحث، يساعد في وصف الظواهر الطبيعية، وفي الوصول الى نتائج ذات معنى من خلال تحليل معطيات وبيانات المؤسسات المختلفة". فهنالك اهمية لكيفية دراسة البيانات بطريقة صحيحة، وتحليلها بشكل منهجي علمي، وكيفية أخذ العينات والنماذج، ومبادئ الإحتمالات. ومن ثمّ يأتي هدفها النهائي والأساسي الا وهو اتخاذ القرارات السليمة والتوصل للحقائق بشكل موضوعي.

وعن مصداقية الاحصاء في يومنا هذا، ومساهمته في تحقيق اهداف الجهه المتوجهه والمعنية في هذا السياق، قال السيد وديع ابو داهود: "بداية اذا اردنا ان نتحدث عن المصداقية يمكن القول انه يمكن التوصل الى نتائج مختلفة بين باحث وآخر، حتى باعتمادهم على نفس البيانات، وعليه مهم جدا ان نفكر قبل الشروع والقيام بالاحصاء بايجاد السبل التي يمكنها ان توصلنا الى اكثر النتائج مصداقية وموضوعية، والتي يمكنها ان تمثل الواقع، مثال على ذلك: "الاستفتائات السياسية في اغلب الاحيان يمكن ان تنحاز الى جهة معينة وأن تكون مجندة لخدمه مصلحة معينة ولا يمكن ان يتم الاعتماد عليها بصورة مطلقة لاسباب ومعايير يضعها الباحث من خلال استعمال ادوات مختلفة لخدمه هذا المشروع او ذاك، ومن جهه اخرى يتم التخطيط بشكل دقيق للابحاث في مجال صناعة الادوية والطب وهنا يجب ان يقوم البحث على اساس دقيق جدا واستعمال خبير مختص كون المسؤولية كبيرة كوننا نتحدث عن ارواح البشرية".

وفي النهاية وجة السيد وديع ابو داهود رسالة ونصيحة لكل مؤسسة تريد الاستفادة من خدمات الاحصاء بأن تقوم باختيار المركز والمستشار المناسب، وبذلك يتم تنفيذ العمل بطريقة مهنية وعرض نتائج موضوعية وواقعية وبالتالي تتم الاستفادة من البيانات والاستفتائات بالشكل الافضل وعندها يتم قياس معايير النجاح التي وضعت قبل اعداد وتنفيذ الاحصاء والابحاث المختلفة".