الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

هكذا يولد الأحرار/ بقلم: نادية أبو حمدة

نادية أبو حمدة
نُشر: 23/11/18 14:33,  حُتلن: 14:35

نادية أبو حمدة:

عند محاولتك منع عزيز لك عن اختيار معين لأنك ترى سوء اختياره، وعلك صائب في هذا الحدث بالذات ولكن على المدى البعيد ومع الاستمرارية الاختيار عنه "لأنك تريد مصلحته" تقتل لدى هذا العزيز حُرية الاختيار

كلما اتسعت دائرة الاحتمالات للاختيار المدروس كلما كان قرارك هو الاحتمال الأفضل لك في الوقت الحالي. إن احتمالات اختيار السلوك وردة فعل لكل منا هي لا نهائية، فاذا أنحصرَ الاحتمال بخيار واتجاه واحد فهو أجبار وان توقف على اثنان يبقى في جدار الاجبار وما يسمى (حل معضلة - الاحتمال الاول او الثاني) ليتوفر الاختيار فهو من ثلاث احتمالات وما فوق.

دون شك بان أي الاختيار نقوم به هو نتاج لنمط تفكير ويكون مغلوطة عندما لا نعي ادارتها وتداعياتها علينا للمدى القريب والبعيد، لهذا كان لزامًا علينا ان نتدرب على حرية الإرادة ولاختيار منذ الصغر وان لم يكن لندرك وبمرونة فكرية بأن الطريق مفتوح في كل الوقت.

تمامًا عند محاولتك منع عزيز لك عن اختيار معين لأنك ترى سوء اختياره، وعلك صائب في هذا الحدث بالذات ولكن على المدى البعيد ومع الاستمرارية الاختيار عنه "لأنك تريد مصلحته" تقتل لدى هذا العزيز حُرية الاختيار وتبني الاتباعية وعدم الثقة بالنفس وهكذا نربي التردد قلة الثقة بالنفس، كنت لاقترح التوضيح الدائم وشرعية الحوار المفتوح (1*)

الحرية مخيفة وتولد الشك بالتمرد بسبب فتح شرعية الاختيار؟
وانا أقول لا خوف بتاتًا عندما ننمي داخل أفراد المجتمع (وأنفسنا) حرية الاختيار بوعي مسؤوليه سينمو لدينا عقول تحترم الاخر ممتنعه عن الانتهازية، بينما عند تعود هذا الفرد بفعل ما يرد بالخفي بسبب منعه من اختياراته معلن فاذا غاب الرقيب والمسؤول تمرد لأنه منظومته الفكرية والسلوكية تعودت على هذا النهج الانتهازي للفرصة دون ارتقاء اخلاقي وأحيانًا نراهم يحسبونها بطوله دون وعي لانخفاض السمو الاخلاقي.

مع هذا المجال لحُرية الإرادة فان وحدها لا تكفي وجب علينا ان نعي ان الإرادة بمراحلها هي العامود الثاني للتقدم الموثوق للتنمية الذاتية، ليقف مقابلها مهارات توظيف لحرية والاندفاعية الى ارادة، كيف؟
بخطط التي تعطي الحاضر حقه ولا تبتي قصور بالرمال للمستقبل البعيد مع التفرقة بين الاندفاعية وأدراك الإرادة، مرفق قائمه عاموديه لتسهل الشرح:
• الشخص المبرمج:
- الاندفاعية (التصرف).
- يفضل النتائج الانيه.
- لا يحتمل التأجيل.
- الكسل.
- الإتباعية بالتفكير.
يصف نفسه بالعناد وغالبا الغير مدروس-    
- يميل الى الاكتئاب.
- لا يعي التحكم في حاجات الجسد والنفس.
• الشخص الحر:
- اداره الإرادة (تفكير وتصرف).
- يعي المكسب للمستقبل.
- يتفهم الوقت لصناعه السيرورة.
- مجتهد.
- الاستقلالية بالتفكير.
- التصميم بعد المقارنة والدراسة لعده بدائل.
- يتمتع بسلام الداخلي.
- يعي ويدرك التحكم في حاجات الجسد والنفس.
 
عدم إتقان ما ورد في أكثر مِن 80% من تصرفاتنا يجهد طاقتنا في تجنيد ألقوه ويُأخر النتائج، فان إدارة الإرادة بصوره صحيحه تحتاج الى المعرفة والثقافة والمتابعة ومصداقية بشفافية وشجاعة، هنالك الكثير من اصحاب الإرادة والاندفاعية (كاريزما مصطنعة) دون مخزون فكري تلاشوا بعد فتره وكم من متزن بالإرادة ومتواضع بالمعرفة شق طريقه بثبات وهو الأذكى، بالاندفاعية وقلة المعرفة يولد المتمرد وبإدارة الإرادة والمعرفة يولد الحر!

مع انتشار صُنَّاع الحرية الذاتية كيف لي أن أميز بين الصالح والطالح ومع انتقاء مصدر للمعلومات؟
هو صاحب التفكير المنطقي وسمو الاخلاقي او ما قيل عنه صاحب مبدا مهني ممنهج مثل:
متابعه الفحوى وعدم تضخيم الصغائر، ملاحقة الاعمال وليس الأشخاص، مرونة فكريه، يحاور أفكار وليس أشخاص يفصل بين العاطفة والمنطق، يذكر العيوب مع المزايا، لا اتحدث عن الأنبياء انما عن مهارات عالية لممارسة حياة وانجاز شخصي واجتماعي.
لا انفي حقك بالمعارضة او الانتقاد البناء انما عطرها بالتفكير المنطقي والمعرفة وسمو الأخلاق ان لم تدرسها تعلمها وان لم تعيها لا تطفل على ميدان الاخرين وتجرهم بالاندفاعية من خلال نشاط معين، وهنا يقع الاغلب بالاندفاعية العمياء ويحسبها البعض "جمهور للفكرة وتايد" وهي تنمير وتدمير ليس لأنه صح لان اغلبهم قليل الحيلة وبسيط في اغلب ما ذكرت أعلاه من مهارات حرية التفكير وسهّل باتباع الطرق المفتوحة وتبني الأفكار الجاهزة وهكذا نولد للأسف الاتباعية بالتنشئة الاجتماعية.

إذا بعد ان وضحت كيف يولد المتمرد والإتباعية الفكرية والسلوكية بين الفرد والمجتمع، نبقى مع التباس الحرية في الحقل السياسي وأنماط حياتيه متبنية ومقتبسة. وانا ارى بأن كل الحرية كانت إن لم يكن اساسها في تنمية النفس والعقل لأنهم النواة النابض، ستكون ضباب وثورة لأول السطور تسليم للغناء مع السرب في اخر السطور – في كل لحظه العالم مستعد لاستقبالك بالفكر الحر انت فقط قرر تبني الفكرة. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

 

مقالات متعلقة