الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

دنياها-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 29/10/18 20:47,  حُتلن: 23:38

دنياها
عيناها دنيا واسعةٌ
فيها جبلٌ لا يهتزّ لريحٍ
ونجومٌ ناعمةٌ
تترعرعُ في حضن سماءْ
يتنوع فيها الناس كما تتنوعُ
أزهار حدائقنا الغناءْ
يتساوى فيها في الحقِ
رجالٌ ونساءْ
فيها نهرٌ ينسابُ برفقٍ
ومروجٌ زاهيةٌ خضراءْ
فيها أشجارٌ ومزارعُ
تزهرُ حين تشاءْ
يتعايشُ فيها الناسُ بودٍّ
لا يُفسِدهُ شكلٌ
من أشكال الفُرقةِ والبغضاءْ
حين رآها
غرِقَ البحرُ بعينيها
فغدا الموجُ أليفاً
وغدا البحرُ
حديقةَ أنوارٍ زرقاءْ
حين تراها عيني
أغرقُ في جدول حُبٍّ
فيه الموتُ حياةٌ
والحزنُ غناءْ
فيه أزاهيرُ وئامٍ
تبعثُ في الأنفسِ
عطرَ حبورٍ ووفاءْ
***
أعبُرُ بين تجاعيد الحزنِ
وأنظرُ في عينيها
فأرى شَفقاً
يرسمُ لي أفقاً ورديا..
الشارعُ مرتاحُ البالِ
احتضنتهُ الأشجارُ
تبادل فيه الناسُ تحياتٍ
وكلاماً وُدِّيا..
يُمسي فيه الوردُ رَضيّاً
ويفيقُ مع الصبحِ نَديّا..
سربُ حمامٍ حطَّ على الساحةِ
حول النافورهْ
تأخذني الدرجاتُ الحجريةُ
من أدنى السّلمِ
حتى مرتفعات الحارهْ
فنانٌ يجلس في ممشى منتزهٍ
يرسمُ فوق رصيفٍ صورهْ
يتفرجُ أطفالٌ وكبارٌ
وارتسمت بسماتٌ
فوقَ وجوهٍ مسرورهْ..
أنظرُ في عينيها
فأرى دنيا ساهرةً
تنشُدُ إسعادَ الإنسانْ
وأرى.. أسمعُ
أن الحُبَّ يُرشِّدُ عيناً
ويشذّبُ أغصان لسانْ
عيناها دنيا هانئةٌ
لا يوجد فيها للخوفِ
ولا للحقدِ مكانْ
يترعرع فيها رغْدُ العيشِ
وينمو سِلمٌ وأمانْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة