الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

الحرب لن تحقق شيئا../قلم:سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 10/10/18 13:28,  حُتلن: 12:19

ابرز ما جاء في مقاله :

نحن مع فك الحصار عن غزة و لكن كيف يمكن فك هذا الحصار هذا هو المهم

  اسرائيل كانت دولة نووية عندما انطلقت الثورة الفلسطينية في عام 1965

ثمة ما هو مهم ان ننقب في عمق التاريخ و التاريخ القريب عن صحة هذه المقولة بالمفهوم الخاص و العام لتحرر الشعوب و نهضتهم و نيل استقلالهم و سيادتهم ، و لن ابحث في هذا المقال عن ما جاء في لقاء السنوار مع الصحفية الايطالية و نشر في يديعوت احرانوت و كما يقال مترجم و هذا ما قالته المصادر الرسمية سواءا من الصحفية نفسها او من مكتب قائد حماس في غزة ، و لكن اثارتني هذه العبارة المعنون بها هذا المقال و ابعادها السياسية و التاريخية و التي قد تضحد في تجارب الشعوب .

السيد السنوار قائد حماس في غزة لم يتحدث في هذا اللقاء كقائد فلسطيني لفصيل فلسطيني ولا يمثل الكل الفلسطيني بل له ايضا مرجعيات لدى فصيله ، تحدث السنوار كقائد وطني يمثل الكل الوطني و تاره اخرى يتحدث باسم حركة التحرر الوطني الفلسطيني ، و هنا ايضا ليس اعتراضا على قدراته او مركزه او تاريخه بالقدر ان حركة التحرر الوطني الفلسطيني لها تاريخ و جذور و تمثل الكل الفلسطيني ولا يمثلها جزء من الكل ، و لذلك ما تحدث به الأخ السنوار كان يحتاج بما اثاره من بعد استراتيجي و تكتيكي ايضا الى اجماع وطني و على الاقل الفصائل المختلفة و المستقلين و الوطنيين و جزء كبير من ابناء حركة فتح الذين لهم مواقف واضحة عن سياسة التيار الرسمي في حركة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية و لهم مواقف من اوسلو و استمرارية العمل بها بلا مقابل استراتيجي يحقق انجازا وطنيا فعليا تجاه اهداف شعبنا .

و نعود لعنونة هذا المقال و الذي يحمل في طياته انقلابا حقيقيا على كل معايير التجربة الفلسطينية بل انقلابا على تجارب الشعوب الاخرى التي حققت سيادتها و كرامتها و استقلالها ، و من هنا فالنتمحص في تلك العبارة التي دونت في اللقاء " من يريد حقاً أن يواجه قوى عظمى نووية بمقلاع؟ الحرب لن تحقق شيئ " !

بلا شك نحن مع فك الحصار عن غزة و لكن كيف يمكن فك هذا الحصار هذا هو المهم هل بدفع ثمن غالي استراتيجيا كما دفع السابقون ! و هل نالت الشعوب استقلالها و حريتها بدون تضحيات على طبق من ذهب او فضة او على طبق من الحديد و النار و الارواح ، الشعب الفلسطيني يضحي يوميا في كل مناطق الاحتلال و بكافة انواع التضحية سواءا في الضفة الغربية او في غزة من خلل مسيرات العودة او في ارضنا المحتلة عام 1948 و لكن غزة ايضا تعاني من ظروف خاصة جدا اتت بفعل الاحتلال و بفعل غياب برنامج وطني متفق عليه و عدم تسمية الاسماء بمسمياتها و عدم تسمية المرحلة بمسمياتها ايضا بل حالة من التيه و اللف و الدوران ، المهم اذا كان فك الحصار و بعض المشاريع الانسانية تأتي بناءا على برنامج مدروس لا نقدم فيه خسارة اسراتيجية فهذا جائز ، اما ان نضع مبررات غير منطقية لتنازلات كبرى تحت شعار فك الحصار و من خلال تحديد ممرات و خيارات لغزة تعني تدويل كل شيء فيها و في المحصل اذا دولت غزة تحت المشاريع الانسانية فلن يحصل احد الطرفين شيئا لا استقلال و لا ما يحزنون بل و بشكل "step by step" و متدرج زمنيا سيتم خناق و العمل على تلاشي كل من يرفعون لواء المقاومة و هذا هو الواقع الذي قد تفتح ابوابه بعنوان هذا المقال و ما اتى بهذه العبارة.

و لكن اريد ان اذكر بكل ما نسي التاريخ او تغاضى عنه او قفز عنه او استهان بتجارب الشعوب الاخرى ، اريد ان اقول ان اسرائيل كانت دولة نووية عندما انطلقت الثورة الفلسطينية في عام 1965 و عندما جسدت الكفاح المسلح بعد عام 67 و هزيمة جيوش عربية و ادعاء مقولة الجيش الذي لا يقهر انطلقت الثورة الفلسطينية و التجربة الفلسطينية و هي تعلم تماما ان اسرائيل دولة من ضمن مجموعة الدول العظمى نوويا و الثورة الفلسطينية لم تيأس وواجهت الكيان الصهيوني و حققت انتصارات لم يحافظ عليها بانتهاج سياسة الواقعية عام 1974 و الدخول في نطاق الحل السياسي الذي يكرس كيان اسرائيلي على غالبية الارض الفلسطينية و هذا كان خطأ بل خطيئة استراتيجية في حين ان في هذا الوقت الذي انتهجت فيه القيادة الفلسطينية طريق الحلول السلمية كانت هناك شعوب حققت استقلالها و سيادتها و طردت الاستيطان من اراضيها و اذكر هنا :

 1 – الشعب الفيتنامي و حركة التحرر الفيتنامية التي دفعت الكثير من ابناء الشعب الفيتنامي و كانت امريكا دولة نووية الاولى في العالم و استخدمت كل ادوات البطش و العدوان فقام الشعب الشعب الفيتنامي بتحرير سايجون عام 73 و نيل السيادة و الاستقلال عام 75 اي بعد انتهاج قيادة منظمة التحرير الحل المرحلي بعام واحد فقط .

 2 – الثورة الجزائرية و التي تعرضت للاستيطان و الاستعمار منذ عام 1830 و نالت استقلالها عام 1962 و حافظت على مبادئها و اهدافها و انتصرت و كان الاستعمار الجزائري استعمار استيطاني و كانت الجزائر جزء من فرنسا .

 3 – كفاح الشعب الهندي الذي طرد الاستعمار الاستيطاني البريطاني و استخدم فيه الشعب الهندي كل ادوات النضال و نال حريته و استقلاله على اراضيه بقيادة غاندي .

 4 – نضال شعب جنوب افريقيا ايضا هو استعمار استيطاني و استخدم فيه الافارقة كل ادوات النضال بقيادة مانديلا .

 5 – ثورة انغولا على الاستعمار البرتغالي و حققت انغولا سيادتها على اراضيها .

 تلك الامثلة جاءت كمثال فقط لتجارب الشعوب وليس تحديدا بل هناك تجارب اخرى و كثيرة قادتها الشعوب في ظل قيادات قادرة على التفكير العلمي و النضالي المرتبط بالثقافة الوطنية و لكن هل العيب و الخطأ في الشعب الفلسطيني ام الخطأ و العيب في القيادة التي لم تستغل هذا الشعب في تحقيق الانجازات ، ام الخطأ في ثقافة هذا الشعب ؟!!

في حين ان التجربة تقول ان الشعب الفلسطيني شعب مضحي و قادر على التضحية في اي وقت و اي مرحلة ، ايعني ان المقلاع لا يحرر شعب امام الدولة النووية اذا و كيف الشعوب الاخرى حررت اراضيها من دول عظمى مسلحة نوويا و تكنولوجيا ، نؤيد الاخ السنوار في فك الحصار عن غزة و لكن ضمن برنامج وطني لا يتيح فرصة لحلول اجبارية تهدد المشرع الوطني و تجسيد حالة انفصال غزة عن الضفة تلك الضفة التي تتعرض لابشع عمليات التهويد حيث اصبح وجود النظام السياسي فيها و الوطني في خبر كان و محكوم عليه زمنيا بالتلاشي امام مشاريع كما يقال صفقة القرن التي اتت نتيجة تراكمات و خلل في الاداء الوطني للقيادة الوطنية و هل تصح مقولة ناتنياهو ان امن اسرائيل من غرب نهر الاردن الى البحر ماعدا غزة .!!

 ملاحظة : سقط مشروع حل الدولتين لاسباب كثيرة ، اذا لماذا نقف على ان المقلاع لا يحرر ارض فلماذا لا نطالب بالدولة الواحدة كخيار اخر ولماذا لا نطالب بتنفيذ قرار 194 و ما يترتب على هذه المطالبة من برامج فعلية على المستوى الشعبي و السياسي و السلوكي ايضا فيمكن للمقلاع ان يحرر ارضا و يمكن ان يجلب السيادة فالننظر للانتفاضة الاولى و ماكانت يمكن ان تجني لولا حصارها و احتواءها ، نتمنى ان ماقاله السنوار لا يتعدى مناورة و تفكيرا مرحليا قصيرا على قاعدة تحضير برنامج وطني نضالي شعبي يستطيع ان يقاوم الاحتلال و يستطيع ان يغير المعادلة الذاتية بيننا و بين الاقليم و مع المجتمع الدولي .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة