الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

كيف نخرج من مأزق العنف والجريمة؟/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 29/09/18 11:11,  حُتلن: 18:39

د. صالح نجيدات في مقاله:

تقع مسؤولية تفشي ظاهرة انتشار الجريمة على الأهالي والمدارس والسلطة المحلية والمجتمع ورجال الدين والدولة نتيجة التقصير والإهمال

علاج الجريمة يبدأ من الصغر في السنوات الاولى من حياة الفرد في العائلة وفي المدرسة بزرع القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية والعادات الأصيلة وتقوية الوازع الديني واحترام القانون

إنّ الأوضاع الاجتماعية مقلقة وخطيرة بدون ادنى شك، وأمن المواطن وحياته مهددة، وما يحدث يدل على أن بعض من أفراد المجتمع يتجه لحل خلافاته بأسلوب العنف والاعتداء والانتقام، فأحيانا شرارة جريمة القتل تبدأ بمشاجرة وتنتهي بإزهاق روح أحد المتشاجرين.

ما هذا الذي يحدث في مجتمعنا يا اخوة؟ ما الذي غيّرنا وجعل بعضنا يُقدم على إزهاق روح إنسان هكذا بدمٍ بارد؟ ما هي الدوافع التي جعلت جريمة القتل أمرا معتادا يحدث كل يوم على مدار العام في مجتمعنا؟

هناك جرائم قتل تحدث بسبب الاختلاف على موقف سيارة، وأخرى بسبب الاختلاف على من له الحق في العبور، وثالثة ورابعة وعاشرة بسبب اختلاف الأقارب أو بين الأصدقاء حول أمور يمكن حلها بالإصلاح بين ذات البين. كل هذه الجرائم لا تستحق حتى مجرّد التلاسن فكيف بالقتل؟

باعتقادي أن هناك أسباب كثيرة لازدياد الجريمة أهمها وجود سلاح غير مرخص بأيد الناس ، وانتشار تجارة المخدرات واستعمالها ، وعدم تطبيق القانون بشكل حازم من قبل الشرطه ، والاستهتار بحياة الناس ، وغياب التربية الأسرية الصحيحة – وضعف الوازع الديني والتربية الروحانيه ، وأعتقد أن هناك عدة اسباب لانتشار الجرائم منها:
1- الصراع على سوق تجارة المخدرات يؤدي احيانا الى القتل بين الأطراف ، أو صراع اقتصادي في بعض الحالات يؤدي الى القتل ، فعلى سبل المثال تاجر بمجال معين يظهر له منافس في نفس المجال قد لا يتحمل مثل هذه المنافسة فيؤدي به الى قتل منافسه.
2- هناك اسباب ودوافع رومنسية، مثل اكتشاف علاقه رومنسية بين فتاه وشخص ، فيقوم اخوها او احد اقاربها بقتل الشخص الذي له علاقه معها حفاظا على شرفها وسمعتها.
3- احيانا خلافات شخصيه تتطور وتصل الى درجة القتل وبالذات اذا توفر السلاح بيد القاتل ، فوجود السلاح بيد المواطنين يشجع على استعماله لأتفه الاسباب.
4 - تقاعس الشرطة عن اكتشاف الجرائم يشجع تكرار حالات القتل، لان القاتل مقتنع ان الشرطه لن تكتشفه ، فتخاذل الشرطه عن الكشف عن الجريمة لا يشكل رادعا لحدوثها.
5- دافع او سبب آخر هو لا يلقى المجرمون الذين يدخلون السجون من يؤهلهم ويحتضنهم بعد خروجهم من السجون ، فهؤلاء ناقمون على المجتمع وعندهم استعداد لتنفيذ الجرائم البشعة ضد أفراده.

كيف نخرج من هذا المأزق ؟
تقع مسؤولية تفشي ظاهرة انتشار الجريمة على الأهالي والمدارس والسلطة المحلية والمجتمع ورجال الدين والدولة نتيجة التقصير والإهمال، ولا يوجد علاج حقيقي وجدي للمشاكل الاجتماعية بسبب عدم وجود خطط لعلاج هذه الجرائم وقلة إعداد العمال الاجتماعيين في مكاتب الخدمات الاجتماعية والذين من شأنهم معالجة المشاكل الاجتماعية ومشاكل المنحرفين.

علاج الجريمة يبدأ من الصغر في السنوات الاولى من حياة الفرد في العائلة وفي المدرسة بزرع القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية والعادات الأصيلة وتقوية الوازع الديني واحترام القانون، وما نراه اليوم من اهمال تربية الابناء والتسرب المبكر من مقاعد الدراسة لنسبة معينة من طلابنا، والبطالة المستشرية بين الشباب ومخالطتهم لرفاق السوء وانتشار المخدرات وتجارتها والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي من اهم اسباب الجريمة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة