الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

نتنياهو لجمعية الأمم المتحدة: أزحنا الستار عن موقع الأرشيف الذري السري لإيران

كل العرب
نُشر: 28/09/18 12:56,  حُتلن: 14:17

ما زال أمام المسؤولين الإيرانيين القائمين على إفراغ ذلك الموقع الكثير من العمل لأنه لديهم ما لا يقل عن 15 حاوية شحن بحجم هائل

رسالة نتنياهو لطغاة طهران:

إسرائيل تعلم ما تقومون به وإسرائيل تعلم أين تقومون بذلك. وإسرائيل لن تسمح أبدًا لنظام يدعو إلى إبادتنا بتطوير أسلحة نووية. ليس في الوقت الراهن وليس بعد عشر سنوات، وليس أبدًا

وصل إلى موقع العرب بيان صادر عن الناطق بلسان رئيس الوزراء نتنياهو، أوفير جندلمان، جاء فيه ما يلي: "فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, 27 أيلول 2018:

أيها المندوبون الأعزاء، سيداتي وسادتي،

عندما ألقيت خطابي هنا، قبل ثلاث سنوات، كانت إسرائيل تقف لوحدها وسط الأمم. فمن بين قرابة 200 دولة لها مقعد في هذه القاعة، فقط إسرائيل كانت تعترض بصورة علانية على الصفقة النووية مع إيران. إننا تعترض عليها لأنها تشكل تهديدًا على مستقبلنا، وحتى على بقائنا. إننا نعترض عليها لأنها مهدت الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة نووية. فبرفع العقوبات، إنها أججت حملة المجازر والاحتلالات الإيرانية عبر أنحاء الشرق الأوسط.

إننا تعترض عليها لأن الصفقة كانت مبنية على كذب أساسي مفاده أن إيران لا تسعى لتطوير الأسلحة النووية.

أما الآن، إسرائيل قد كشفت عن ذلك الكذب في وقت سابق من هذا العام. حيث نفذت إسرائيل خلال شهر فبراير الماضي عملية مداهمة جريئة للأرشيف الذري السري الخاص بإيران. مما أدى إلى استيلائنا على ما يزيد عن 100000 وثيقة ومقطع فيديو تم إخفاؤها بخزائن في مبنى بريء المنظر يقع في قلب طهران.

ثم في شهر مايو قدمت ملخصًا وجيزًا للمواد التي حصلنا عليها أمام وسائل الإعلام الدولية. حيث قدمت الأدلة الدامغة بشأن الخطط الإيرانية لإنشاء أسلحة نووية وبشأن خططها الرامية نحو تضليل المجتمع الدولي. إسرائيل شاطرت تلك المعلومات وغيرها من الأدلة القاطعة أكثر حتى التي وجدناها مع أعضاء مجموعة 5+1، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لقد مرت بضعة أشهر منذ ذلك الحين والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحرك ساكنًا. إذ لم تطرح ولو سؤال واحد على إيران، ولم تطالبها بمراقبة ولو موقع جديد واحد تم الكشف عنه من خلال ذلك الأرشيف السري.

فبالتالي، وفي ضوء هذا التقاعس، قررت الإفصاح هذا اليوم عن شيء آخر شاطرناه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدد قليل من الوكالات الاستخباراتية الأخرى.

سأعرض عليكم الآن معلومات لم تتم مشاركتها علنًا في الماضي.

اليوم، أكشف لأول مرة أن إيران تملك منشأة سرية أخرى في طهران وهي عبارة عن مستودع لتخزين كميات ضخمة من المعدات والمواد المخصصة لبرنامج الأسلحة النووية السري الخاص بإيران.

في مايو، أزحنا الستار عن موقع الأرشيف الذري السري لإيران، في هذا المكان بالضبط، وهو محافظة شوراباد بطهران. أما الآن فأكشف عن موقع المنشأة الثانية – بمعنى مستودع الأسلحة الذرية السري الإيراني. أنه يقع هنا بالتحديد، في محافظة ترك اباد بطهران، ولا يبعد عنه إلا ببضعة أميال.

دعوني أشرح لكم كيف يبدو مستودع الأسلحة الذرية السري بالضبط.

إنه يقع هنا. أنتم ترون، مثل الأرشيف النووي، في مبنى آخر يبدو وكأنه بريء. ولأولئك منكم الموجودين في بيوتكم ويستخدمون جوجل إيرث ذلك المستودع الذري في حارة ماهر، شارع ماهر لم يعد سريًا. لديكم الإحداثيات الجغرافية، فبإمكانكم محاولة الوصول إلى هناك. أما الذين يحاولون الوصول إلى هناك، أنه يبعد بمسافة 100 متر عن كاليشوي، وهو عملية تنظيف السجادات. على فكرة، بلغني أنهم يؤدون عملاً رائعًا هناك في تنظيف السجادات. إلا أنها ربما قد أصبحت سجادات مشعة في هذه الأثناء.

إنه الموقع السري الثاني.

إذن، قد تلاحظ الدول التي تملك الأقمار الصناعية زيادة النشاط في حارة ماهر خلال الأيام والأسابيع المقبلة. حيث يكون الأشخاص الذين تشاهدهم وهم يروحون ويجيئون مسؤولين إيرانيين يحاولون جاهدين إنجاز العمل على تنظيف ذلك الموقع. وذلك لأنه، كما تعلمون، منذ مداهمتنا الأرشيف النووي، إنهم كانوا مشغولون بإفراغ المستودع النووي.

وفقط خلال الشهر الماضي، إنهم قاموا بإخلاء 15 كيلوغرامًا من المواد المشعة. هل تعلمون ماذا فعلوا بذلك؟ كانت لديهم 15 كيلوغرامًا من المواد المشعة توجب إخلاؤها من الموقع، فأخرجوها ووزعوها في أنحاء متفرقة من طهران في إطار مجهودهم لإخفاء الأدلة. قد يرغب سكان طهران المعرضون للخطر بمعرفة أنه بإمكانهم شراء عداد غايغر على أمازون مقابل 29.99 دولار فقط. اعتبارًا من هذا اليوم إنها تعادل فقط 4 ملايين ريال إيراني، ولكن سأتطرق إلى ذلك لاحقًا. فسأتحدث عن الاقتصاد الإيراني بعد عدة لحظات. إنهم أخذوا تلك المواد المشعة ووزعوها في أنحاء متفرقة من طهران.

إذن، ما زال أمام المسؤولين الإيرانيين القائمين على إفراغ ذلك الموقع الكثير من العمل لأنه لديهم ما لا يقل عن 15 حاوية شحن بحجم هائل، بمعنى 15 حاوية شحن مليئة بالمعدات والمواد النووية المخزنة بداخلها. وبما أن كل من تلك الحاويات يسع لحمل 20 طنًا من المواد، يعني ذلك أن هذا الموقع يحتوي على ما لا يقل عن 300 طن، أي 300 طن من المعدات والمواد النووية.

هنا تحديدًا.

فبالتالي، أيها المندوبين الأعزاء،

عليكم أن تطرحوا سؤالاً على أنفسكم. لماذا احتفظت إيران بأرشيف نووي سري وبمستودع نووي سري؟ لأنه، على كل حال، بعدما تخلت جنوب إفريقيا وليبيا على برنامجيهما النوويين، كان الشيء الأول الذي بادرتا إليها تدمير كلا الأرشيفين والمواد والمعدات.

إن الإجابة على ذلك السؤال بسيط. فالسبب وراء عدم تدمير إيران لأرشيفها النووي ولمستدعها النووي يعود لعدم تخليها عن هدفها المتمثل في تطوير أسلحة نووية. وفي حقيقة الأمر، إنها قد خططت لاستخدام كلا هذين الموقعين بعد عدة سنوات وعندما ستكون الظروف مواتية لتحقيق اختراق نحو تطوير قنبلة ذرية.

ولكن، كونوا واثقين، أيها السادة والسيدات، أن ذلك لن يحدث. إنه لن يحدث لأن كل ما تخفيه إيران، إسرائيل ستعثر عليه.

سيداتي وسادتي،

لدي رسالة أود نقلها إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد يوكيا أمانو.

أعتقد بأنه رجل جيد. وأعتقد بأنه يريد القيام بالشيء الصحيح.

إذن، أيها السيد أمانو، قم بالشيء الصحيح. وتوجه إلى تفتيش ذلك المستودع النووي، على الفور، وقبل أن ينتهي الإيرانيون من إفراغه.

أيها المندوبون الأعزاء،

هل تتذكرون تلك اللحظة حيث تم وعدنا بإمكانية القيام بعمليات تفتيش في كل وقت وفي كل مكان؟ هذا تتذكرون ذلك؟ في كل وقت، وفي كل مكان؟

فما بالكم بعمليات تفتيش هنا والآن.

والسيد أمانو، بينما تقوم بذلك، فتّش المواقع السرية الأخرى التي أخبرنك بها. ومرة واحدة وإلى الأبد، قل للعالم الحقيقة عن إيران.

كما لدي رسالة أود نقلها هذا اليوم لطغاة طهران: إسرائيل تعلم ما تقومون به وإسرائيل تعلم أين تقومون بذلك. وإسرائيل لن تسمح أبدًا لنظام يدعو إلى إبادتنا بتطوير أسلحة نووية. ليس في الوقت الراهن وليس بعد عشر سنوات، وليس أبدًا.

إن إسرائيل ستعمل كل ما يتوجب عليها فعله من أجل الدفاع عن نفسها من العدوان الإيراني. وسنواصل التصدي لكم في سوريا. سنتصدى لكم في لبنان. سنتصدى لكم في العراق. وسنتصدى لكم في كل وقت وفي كل مكان. يتعين علينا العمل على الدفاع عن دولتنا والدفاع عن شعبنا.

أيها المندوبون الأعزاء، قبل ثلاث سنوات، وبعد إتمام الصفقة النووية بعدة أسابيع، طرحت السؤال التالي فوق هذا المنبر: هل يؤمن أحد حقًا بأن ضخ الأسلحة والأموال إلى نظام الحكم الديني المتطرف في إيران سيكبح جماح شهيتها لممارسة العدوان؟ إلا أن العديد من مؤيدي تلك الصفقة قد آمنوا بذلك تمامًا. إنهم آمنوا أن النظام الإيراني سيصبح أكثر اعتدالًا ومناصرًا للسلام. إنهم آمنوا بأن إيران ستستثمر مليارات الدولارات التي حصلت عليها من خلال رفع العقوبات في تحسين الأوضاع المعيشية لأبناء شعبها، وفي إيجاد حل لمشكلة المياه، ولمشكلة نقل البضائع، ولمشكلة الكهرباء والمستشفيات والمدارس – هذا ما آمنوا به. وربما ما آمن به العديد منكم. إلا أن ذلك لم يحدث. فبدلاً من ذلك، استعملت إيران الأموال بغية تغذية آلتها الحربية الضخمة.

ففقط خلال العام الماضي شنت إيران هجمات على الأكراد في العراف وذبحت أهل السنة في سوريا وزودت حزب الله اللبناني بالأسلحة، ومولت حركة حماس في غزة وأطلقت الصواريخ باتجاه السعودية وهددت حرية الملاحة في مضيق هرمز ومضيق باب المندب. أي سلام وأي اعتدال. إذا كنتم تعتقدون بأن العدوان الإيراني يقتصر على الشرف الأوسط فحسب ففكروا مجددًا. فخلال الشهر الماضي، تم اعتقال وكيلين إيرانيين بتهمة التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية في هذا المكان بالتحديد، بمعنى الولايات المتحدة. وقبل بضعة أسابيع، تم اعتقال وكلاء إيرانيين بتهمة التخطيط لارتكاب عمليات إرهابية في قلب القارة الأوروبية.

ولكن، بينما تخوض الولايات المتحدة مواجهة ضد إيران عن طريق فرض عقوبات جديدة، تهادن أوروبا وغيرها إيران بمحاولتها تقديم عون لها بغرض الالتفاف على تلك العقوبات الجديدة. وقد استعملت للتو كلمة قاسية، وكلمة قوية للغاية: المهادنة. وأستعملها على مضض. ولكن، للأسف الشديد إن ذلك الذي نشاهده مجددًا في أوروبا.

فأرجوكم فقط التأمل في ذلك: في نفس الأسبوع حيث تم القبض على إيران أثناء محاولتها قتل المواطنين الأوروبيين، قام بعض الزعماء الأوروبيين ببسط سجادة حمراء إكرامًا للرئيس روحاني، وتعهدوا بمنح مزيد من الأموال لإيران. بصفتي ابن مؤرخ عليّ التساؤل وأتساءل ليس فقط بصفتي ابن مؤرخ وإنما كيهودي وكمواطن العالم وكشخص عاش خلال القرن الـ 20، ألم يتعلم الزعماء الأوروبيون أي درس من دروس التاريخ؟ ألن يفيقوا أبدًا؟

إننا في إسرائيل لا نحتاج نداء الاستيقاظ، لأن إيران تهددنا كل يوم. ولأنه رغم أفضل الآمال، حيث تم تعليق أمل كبير على الصفقة النووية، لم تبعد تلك الصفقة الحرب بل قربتها من حدودنا أكثر من ذي قبل. ففي سوريا، تحاول إيران التموضع من خلال إنشاء القواعد العسكرية الدائمة ضدنا كما أّنها قد أطلقت بالفعل الصواريخ والطائرات دون طيار صوب أراضينا. وفي غزة، تزود إيران المجموعات الإرهابية بأسلحة بغية إطلاق الصواريخ إلى داخل مدننا وارتكاب عمليات إرهابية ضد مواطنينا. وفي لبنان، تقدم إيران التدريب والإرشاد لحزب الله بشأن كيفية إنشاء المواقع السرية، وتحويل الصواريخ المنخفضة الدقة إلى صواريخ موجهة عالية الدقة – بمعنى الصواريخ القادرة على بلوغ عمق الأراضي الإسرائيلية بمدى دقة من 10 أمتار.

واصغوا إلى الكلمات التالية: إن حزب الله تتخذ من سكان بيروت الأبرياء دروعًا بشرية بشكل متعمد. وقد نصبوا ثلاثة من مواقع تحويل الصواريخ تلك على طول مطار بيروت الدولي.

ها لكم صورة تساوي ألف صاروخ: ها هو مطار بيروت الدولي، وها هو موقع الصواريخ الأول. إنه يقع في حي عزي على سطح المياه، على بعد عدة مبانٍ عن ممر الإقلاع. وها هو الموقع الثاني الواقع تحت ملعب كرة قدم على بعد مبنيين، وها هو الموقع الثالث الواقع بالقرب من المطار ذاته.

لذا، أوجه اليوم رسالة لحزب الله: إسرائيل تعلم الذي تقومون به. إسرائيل تعلم أين تقومون بذلك. وإسرائيل لن تسمح لكم بالإفلات من ذلك.

سيداتي وسادتي، تمامًا مثلما أخطأ مؤيدو الصفقة النووية بشأن الذي سيحدث بمجرد رفع العقوبات، إنهم يخطئون تماماً بشأن الذي سيحدث عند إعادة فرض العقوبات. إنهم زعموا أن العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة لوحدها ستكون قليلة المفعول، ولن تحمل إلا تأثير ضئيل على إيران. هذا ما زعموه. هل تحقق ذلك فعلاً؟ فتعالوا نرى الذي حدث للاقتصاد الإيراني، بعدما أجبر الرئيس ترامب الشركات على التخيير بين مزاولة الأعمال مع إيران ومزاولة الأعمال مع الولايات المتحدة، التي يضاعف ناتجها المحلي الإجمالي نظيره الإيراني بـ 50 مرة. وبينما شهد الاقتصاد الإيراني الازدهار قبل عام واحد إنه ينهار حاليًا. والعملة الإيرانية تسقط. بينما يتصاعد التضخم المالي ومعدلات البطالة.

حيث تناضل شركة الخطوط الجوية البريطانية والبنوك الألمانية وشركات النفط الفرنسية وموردي النفط اليابانيون من أجل الخروج من هناك. إذا كان ذلك يسمى تأثير اقتصادي ضئيل، فما بالكم بالذي سيحدث مع فرض الرزمة التالية من العقوبات الأمريكية المقررة لشهر نوفمبر.

وكذلك أخطأ مؤيدو الصفقة بادعائهم، وثقوا بي أنهم زعموا ذلك، فكانت لي الكثير من النقاشات معهم، أن إعادة العقوبات ستجعل الشعب الإيراني يلتف حول النظام. فهم يلتفون بالفعل ولكن ليس حول النظام وإنما ضد النظام. إنهم لا يهتفون "الموت لأمريكا" وإنما يهتفون "الموت للطاغية". إنهم لا يدعون إلى "تصدير الثورة الإسلامية" بل يهتفون "غادروا سوريا، غادروا لبنان، غادروا غزة.

واعتنوا بنا في إيران!". إنني أستمع إلى تلك التظاهرات. وأخاطب الشعب الإيراني. حيث أنشر أفلام قصيرة وأحصل على تعليقات كثيرة للغاية من الإيرانيين. ومع أنني فكرت بدايةً بأن هؤلاء إيرانيين يعيشون في المنفى وبكل سلامة وأمان في لندن أو باريس أو لوس أنجلوس، وجدت أن هؤلاء إيرانيون من إيران، يعانقون إسرائيل وينتقدون النظام، وهذا أقل ما يقال. كما يعرّفون عن أنفسهم بالاسم. فسألت رجال المخابرات لدي – ما الذي يحدث هنا؟ ثم اندلعت المظاهرات بعد ذلك بفترة وجيزة.

وليس بسبب الذي قلته، ولكن شكل ذلك علامة على حدوث شيء استثنائي هناك. لأي الشعب الإيراني قد أظهر قدرًا كبيرًا من الشجاعة خلال تلك المظاهرات: من مراكز المدن إلى القرى النائية وهذا يعم حاليًا كافة أرجاء إيران – من تجار السوق المضربين وحتى النساء الشابات التي تعرّض شعرهن. إن الشعب الإيراني قد واجه بشكل شجاعة نظامًا عمل على قمعه بالقوة طيلة أربعة عقود وهدر أمواله حيث أنه يواصل القيام بذلك في حروب دموية تدار في أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط.

والذي أقوله للزعماء في أوروبا وغيرهم: بدلاً من معانقة الطغاة الإيرانيين، انضموا إلى الولايات المتحدة، وإسرائيل وجل الدول العربية في دعم فرض العقوبات الجديدة على نظام يهددنا جميعًا ويهدد العالم بأسره.

إن إسرائيل تعبّر عن بالغ امتنانها للرئيس ترامب على قراره الشجاع القاضي بالانسحاب من الصفقة النووية الرهيبة مع إيران. كما يشكره العديد من جيراننا العرب غاية الشكر، حيث يتعين على كل من يهمه سلامة العلام وأمنه أن يكن الامتنان.

ولكن، سيداتي وسادتي، لدي اعتراف هام وقد يفاجئكم أنه عليّ الاعتراف بأن الضفقة مع إيران حملت بين طياتها نتيجة إيجابية واحدة، بغير قصد ولكنها إيجابية. ففي أعقاب التعاظم الإيراني، قربت الصفقة بين إسرائيل وعدد أكير من أي وقت مضى من الدول العربية، والتي تكون أقرب إلى بعضها البعض لتشهد صداقة لم أشاهد مثلها في حياتي قط واستحال تخيلها قبل عدة سنوات.

عندما تكوّن الصداقة حول تهديد، وحول تحدٍ، تحدد سريعًا الفرص ليس من الناحية الأمنية فحسب وإنما فيما يتعلق بفرص تحسين حياة شعوبنا – وهذا أمر يمكن لإسرائيل المساعدة فيه، ناهيك عن كونها معنية بالمساعدة فيه. إن إسرائيل تقدر تقديرًا عاليًا لعلاقات الصداقة الجديدة تلك. وآمل أننا نقترب من بلوغ اليوم حيث تستطيع إسرائيل عنده إحلال سلام رسمي مع جيرانها العرب، إضافة لمصر والأردن، ومن بينهم الفلسطينيون أيضاً.

إنني أتطلع للعمل مع الرئيس ترامب وأفراد طاقمه في قضية السلام من أجل تحقيق ذلك الهدف المنشود. إننا متواجدون هنا في الأمم المتحدة، وهذا المكان الذي أعرفه نظرًا لكوني قد خدمت هنا بصفة سفير قبل سنوات طويلة وخلال سنوات طويلة، فأعلم شيئًا عن الأمم المتحدة.

أود انتهاز هذه الفرصة لأعرب عن تقدير إسرائيل للرئيس ترامب والسفيرة هايلي على دعمهما المتين لإٍسرائيل في الأمم المتحدة. فقد أيدا حق إسرائيل في الدفاع عن النفس – بشكل لا يحتمل التأويل، وقد انسحبا ولهما كل الحق في ذلك من منظمة اليونسكو التي تنشر المحرقة النازية ومن مجلس حقوق الإنسان الأممي غير الأخلاقي. حسب رأيي تلك المنظمات قد اتخذت قدرًا أكبر من القرارات المتعلقة بإسرائيل من كل العالم مجتمعًا، ومن إيران وسوريا وكل ما يخطر ببالكم بعشرة أضعاف. وحتى ليس بعشرة أضعاف لأنه لا يمكن مضاعفة صفر بأي عدد.

الرئيس ترامب والسفيرة هايلي قد توقفا عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي لم تمر بأي عملية إصلاح – وهي عبارة عن منظمة تعمل على تخليد قضية اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من إيجاد حل لها. فاليوم تلو الآخر، وقفت إدارة ترامب ضد ما أصبحت الأمم المتحدة تتفنن فيه ألا هو النيل من إسرائيل. ورغم إلغاء القرار المخزي الذي يقارن بين الصهيونية والعنصرية قبل 25 عامًا، يؤسفني القول إن تلك القاعات ما زالت بفوح برائحته الكريهة.

إن إسرائيل قد نقلت اليهود جوًا من إثيوبيا إلى الحرية والحياة الجديدة في إسرائيل، في الدولة اليهودية. ولكن هنا بين أروقة الأمم المتحدة تُتهم إسرائيل بالعنصرية بشكل سخيف. إن مواطني إسرائيل العرب يصوتون في انتخاباتنا، ويخدمون في برلماننا، ويشتغلون لدى محاكمنا ويتمتعون بنفس القدر من الحقوق الفردية الممنوحة لجميع المواطنين الآخرين في إسرائيل. ولكن، هنا في الأمم المتحدة تُتهم إسرائيل بشمل مخزٍ بممارسة الفصل العنصري. حالياً يفوق عدد الفلسطينيين عددهم في عام 1948 وهو عام إقامة دولة إسرائيل بخمسة أضعاف على الأقل. ورغم ذلك تُتهم إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل شنيع بممارسة التطهير العرقي.

سيداتي وسادتي، هل تعلمون معنى ذلك؟ إنها نفس معاداة السامية القديمة بوجه جديد. إنه الأمر كله ببساطة. فبينما كان الشعب اليهودي الذي تم النيل منه والذي عانى ازدواج المعايير الذي مورس بحقه في حقب ماضية، اليوم يتم النيل من الدولة اليهودية التي تعاني المعايير المزدوجة بحقها. ها لكم من مثال: انظروا للهجمات الاستثنائية ضد إسرائيل بعد إقرار الكنيست لقانون يعلن عن إسرائيل الوطن القومي للشعب اليهودي. وتذكروا أن إٍسرائيل دولة حرة. فيجوز الاعتراض على ذلك القانون كما فعل بعض الناس. ويمكن المطالبة بإعادة صياغة هذه المادة أو تلك.

ويجوز المطالبة بإضافة أو حذف هذه المادة أو تلك. فكل ذلك مسموح به. أما عندما يتم نعت إسرائيل بالعنصرية لمجرد إقرارها بأن اللغة العبرية لغتها الرسمية وبأن نجم داوود علمها الوطني، وعندما تُنعت إسرائيل بدولة فصل عنصري رغم إعلانها عن كونها وطن الشعب اليهودي القومي، أجد ذلك أمرًا في منتهى الغرابة.

وما أدراكم بحقيقة أنه يتم تمثيل في هذه القاعة ما يزيد عن 100 دولة ذات لغة رسمية واحدة فقط، وذلك رغم توفر لغات عديدة غيرها ينطق بها فيها. هناك أكثر من 50 دولة يظهر صليب أو هلال على أعلامها، رغم وجود سكان من غير المسلمين أو المسيحيين لديها. وهناك العشرات من الدول التي تعرّف نفسها بدول قومية تابعة لشعب معيّن رغم وجود أقليات إثنية وقومية عديدة على أراضيها. ومع ذلك، لا يتم النيل من أي منها أو توجيه توبيخ بحقها على احتفالها بهويته الوطنية الخاصة بها. فيتم النيل فقط من إسرائيل وتوبيخها دون غيرها.

الذي يميز الشعب اليهودي ليس امتلاكنا لدولة قومية، وإنما حقيقة أن الكثيرين ما زالوا يعارضون امتلاكنا لدولة قومية. فقبل لحظات قليلة، تفوه الرئيس عباس بعبارة مشينة أن قانون القومية الخاص بدولة إسرائيل يبرهن على كون إسرائيل دولة فصل عنصري. أيها الرئيس عباس أستغرب منك فأنت الذي كتبت تأليفًا علميًا ينكر المحرقة النازية بينما تحكم السلطة الفلسطينية تابعك على الفلسطينيين المتهمين ببيع أراضي لليهود بالإعدام.

هل سمعتم عن ذلك؟ إذا اشترى يهودي شفة، قطعة أرض في أي مكان بالسلطة الفلسطينية – فيتم إعدام الفلسطيني الذي قام ببيع تلك الأرض له. هذا ما ينص عليه القانون.

أيها الرئيس عباس، أنت الذي يسدد الأموال بكل فخر واعتزاز للإرهابيين الفلسطينيين الذين قتلوا اليهود. وفي الحقيقة، كلما قتلوا عددًا أكبر، تدفع لهم أكثر. وهذا وارد أيضًا في نص قانونهم.

وبعد ذلك تتجرأ على استنكار أخلاقية إسرائيل؟ أنت تسمي إسرائيل بـ "العنصرية"؟ إنه غير مسار السلام وغير الطريق لإحلال السلام الذي نريده جميعًا ونحتاجه والذي ما زالت إسرائيل ملتزمة به.
وكان من الأحرى لهذه الهيئة ألا تمدح رئيس نظام يدفع الأموال للإرهابيين. ويجب على الأمم المتحدة استنكار هذه السياسة البغيضة. إن الأمم المتحدة التي بذلت الوساطة لإحلال وقف إطلاق النار عام 2014 يجب أن تطالب حماس بالإفراج عن شهيدينا أورون شاؤول وهدار جولدين، اللذين تم اختطافهما عندما خرقت حماس وقف إطلاق النار ذلك.

على حماس كذلك الإفراج عن المواطنين الإسرائيليين المحتجزين لديه وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد.

سيداتي وسادتي، في كل مرة أقف هنا يعمني ذلك الشعور الذي أشعره هذا اليوم. ولدي الحظ في الوقوف هنا بصفتي رئيسًا لحكومة دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية.

هناك البعض ممن يعتقدون أنه لا يجوز لإسرائيل أن تكون يهودية وديمقراطية في آن واحد. إنه خطأ. فإسرائيل كانت وستبقى للأبد كذلك. منذ فترة رحلة ابراهيم وسارا إلى أرض الميعاد قبل 4000 عام كانت أرض إٍسرائيل تشكل وطننا.

إنها المكان حيث عقد اسحاق وريفكا، يعقوب وليئا وراحيل تحالفهم الأزلي مع الله. إنها المكان حيث جعل يهوشع منا أمة ذات سيادة، وحيث هيمن داوود ووعظ عوزيا، وقاتل المكابيون وسقطت متسادا.
إنها المكان الذي طُردنا منه ثم عدنا إليه، وأعدنا تعمير عاصمتنا الأبدية أورشليم.

إن الدولة القومية لإسرائيل المكان الوحيد حيث يمارس الشعب اليهودي بكل فخر واعتزاز حقنا الجماعي في تقرير المصير.

وتم الاعتراف بهذا الحق قبل قرابة مائة سنة من قبل عصبة الأمم وقبل ما يفوق ستعين عامًا من قبل منظمة الأمم المتحدة عندما صوتت مع إقامة الدولة اليهودية. هذا ما حدده هذا القرار – الدولة اليهودية. وفي الآن ذاته، تعدّ إسرائيل ديمقراطية مفعمة النشاط، حيث يتمتع جميع مواطنيها – سواء من اليهود أو غير اليهود – من حقوق فرد متكافئة تُضمن لهم بموجب القانون.

ففي إسرائيل، سواء إن كنت يهودي أو عربي، مسيحي أو مسلم، درزي أو بدوي، أو أي شخص آخر – حقوق الفرد الخاصة بك متساوية تمامًا وستبقى كذلك على الدوام.

في الشرق الأوسط إن ذلك ليس بأمر بديهي، وهذا أقل ما يقال. ففي الشرق الأوسط، حيث يتم التعامل مع النساء بصورة متكررة كممتلكات، واضطهاد الأقليات وإعدام المثليين شنقًا، تتبرز إسرائيل لكونها قدوة مشرقة من الحرية والتقدم.

سيداتي وسادتي، إنني أفخر غاية الفخر بتمثيل دولتي إسرائيل.

وأفتخر بأن جعلنا من إسرائيل قوة عظمى تكنولوجية عالمية من الإبداع، وتكنولوجيا المعلومات المبهرة، والزراعة الدقيقة – هل تعلمون الذي أقصده؟ إننا نوجه الأسمدة والمياه مباشرةً للنبتة بعينها. وليس للحقل أو جزء من الحقل وإنما للنبتة ذاتها. إنني فخور بأولئك العباقرة الذين يأتون بتلك التطويرات المدهشة في ترشيد استهلاك المياه، وتأمين الفضاء الإلكتروني السايبر، والسيارات ذاتية القيادة، والصحة الرقمية، والأجهزة الطبية وغيرها العديد من المجالات التي تحسن من مستوى معيشة مليارات الناس حول العالم.

إنني فخور بالباحثين الإسرائيليين البارعين، والفنانين الموهوبين. إنني فخور بالمعلمين الإسرائيليين المخلصين، والأطباء الشفقاء، وطواقم العثور والإنقاذ الذين ينقذون الأرواح من هايتي إلى المكسيك، ومن نيبال إلى الفلبين.

إنني فحور غاية الفخر بالجنود الإسرائيليين الشجعان، وبالرجال والنساء الذين يدافعون عن وطننا بشهامة، متحلين بأرفع القيم.

وقبل كل شيء، أيها السادة والسيدات، أفتخر بالشعب اليهودي الذي يستمد قوة خارقة من مصادرنا التراثية، التي تنفخها الروح غير القابلة للكسر والعازم على بناء مستقبل آمن ومجيد للدولة اليهودية الأوحد والوحيدة كما فعل دائمًا.

فشكرًا لكم"، إلى هنا نصّ البيان.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.79
GBP
240162.64
BTC
0.53
CNY