الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 04:02

انتخابات 2018، و تحديات الحداثة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 15/09/18 16:21,  حُتلن: 08:14

 يستغل هؤلاء الرؤساء المبنى القبلي والعائلي لفرض سيطرتهم و قبضتهم على مزيد من التأييد من قبل هؤولاء

يستعد الناخب العربي للمشاركة في انتخابات 30 اوكتوبر 2018، ولا تحمل المعركة الانتخابية في هذا العام أي زخم و حماس مشهودين على الرغم من التحديات الصعبة والصارخة التي تواجه الجماهير العربية كافة.

ويمكننا القول وحسب العديد من الاستطلاعات بأن النتيجة ستكون محسومة ومتوقعة في العشرات من القرى والمدن العربية، حيث أن نفس الوجوه والأشخاص سيتنافسون للفوز إما للمرة الثانية أو الثالثة في رئاسة المجلس.
ويحظى أي رئيس حالي في أي مجلس على الأولوية في الفوز على المرشحين الاخرين، حيث أنه يسيطر على الميزانيات والوظائف، ومن هذا المنظور فإنه يستمر في إطلاق الوعود للسكان العرب الذين يرزحون بغالبيتهم تحت وضع اقتصادي سيء.

ويستغل هؤلاء الرؤساء المبنى القبلي والعائلي لفرض سيطرتهم و قبضتهم على مزيد من التأييد من قبل هؤولاء. حيث يقوم خلال فترة إدارته بتوزيع الوظائف والحقائب المتمثلة بأموال جمة على جماهير الهدف، وفي هذه الحالة، العائلة أم القبيلة التابعة له. ويستطيع أي رئيس لأي مجلس بلدي أو محلي استغلال هذا المبنى الهيكلي لصالحه، الأمر الذي يساعد على استمرار الوضع الراهن لبلداتنا ومجالسنا العربية المحلية والبلدية. ويسود هذا الوضع ليس في بلدة واحده في الجليل، المثلث أو النقب، بل في كافة قرانا و مدننا العربية.

لقد كان هذا الوضع سائدا في منتصف الخمسينات ولكن للأسف الشديد ما زال قائما وحيا حتى يومنا هذا، ويمكننا القول إن أنظمة الدول العربية مصابة أيضا بهذا الداء، فالعراق وسوريا مثلا، لا يمكنها أن تتقدم كونها تستعمل المحاصصة القبلية والطائفية في إدارة الحكم. حيث أن الأمريكي المحتل في العراق يفرض عليهم رئيس حكومة شيعي، ورئيس جمهورية كردي ، ورئيس برلمان سني، على عكس ما كان في السابق.

لقد كانت التوقعات كبيرة بأن تقوم حركة عربية في هذه البلاد تتكون من الطبقة الوسطى تفرض برنامج إداري وسياسي يعتمد بالأساس على النهوض في البلدة، قرية كانت أو مدينة.
ولكن هذا الجيل الشاب والمتعلم، لم يقم بواجبه تجاه مجتمعه وتجاه التغيير، حيث أن الصراعات القبلية والعائلية، ستستمر إلى ردح كبير من الزمن. كما أن النساء لا يأخذون دورهم الصحيح في الكعكة السياسه في البلدان والمدن العربية، فهنالك نساء تستعمل للزينة السياسية، ولكن حركة نسائية سياسية حقيقية هادفة وقوية لم نسمع عنها بعد إلا في بعض الأماكن. وإضافة إلى ذلك فإن نمط التفكير في العديد من قيادي القرى العربية، هو نمط تقليدي غير تحديثي.

فكافة الرؤساء في المجالس المحلية والبلدية يفكرون في توزيع الميزانيات والوظائف على الأشخاص المقربين، ولا يوجد هناك تفكير حقيقي بجلب ميزانيات ضخمة تصرف على البنية التحتية، البيئة، الثقافة، المواصلات لكي ترفع من مكانة ومستوى الحياة للإنسان العربي في هذه البلاد. ويسود عالم الاقتصاد فكر اقتصادي و سياسي مغاير لفكرهم التقليدي، حيث أن الخصخصة هي العامل المركزي في التحديث.
فبدلا من أن يصرف الميزانيات على المشاريع ويشجع الاقتصاد والمبادرات الفردية في القرى والمدن العربية، نجدهم يصرفون هذه الاموال على توظيف السكان،  الأمر الذي يحدّ من عملية التطوير التاريخية التي يجب أن تكون من نصيب المواطنين. مهما يكن فأن ما بعد انتخابات اوكتوبر 2018 يمكن ان يكون مؤشر جديدا لعمل أفضل أم إننا سنبقى في نفس الدائرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة