الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 07:02

رمضان شهر الصيام بالعقول والقلوب


نُشر: 23/09/08 11:13

شهر رمضان الكريم , شهر الصوم ,الواضحة رسالته الإسلامية بكل ما فيها من غايات نبيلة , تدفع المؤمنين لصيام أيامه ولكن بشروط سوية النظرة للالتزام بالدين المحمدي , ليس في حلول الشهر بل وما بعده بدرجة كبيرة ومهمة.
وأول طريق الاستفادة والإحساس , بأن واجباً دينياً إسلامياً قد تم في ترسيخ وتطبيق فرائض الله عز وجل حول الشأن الرمضاني. ورُبَ من يتساءل : وماذا يمكن أن يقدم الناس لشهر رمضان أكثر من صيامه وأداء العبادات فيه؟! وطبيعي , فإن الجواب لا يفضَّل حصره بين قوسي الالتزام بحمل كل المعاني في الرسالة الإسلامية خلال الشهر, بقدر ما ينبغي أن يقوي ذلك الإيمان أكثر في الإسلام وتقديم كل غال ونفيس في سبيله.
فمن أجل أن ينهض الإسلام من جديد بدرجة ولو متقاربة لفترة نهضوية في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , فإن استغلال شهر رمضان ممكن أن يكون ممهداً لتثبيت موقف إسلامي أرسخ في الضمائر  مما هو عليه الآن , فأوائل المسلمين الذين ساهموا في تثبيت أقدام الدين المحمدي على الأرض , كانوا شباب يافعين لم يبلغ بعضهم السابعة عشر من العمر وقد قرر عن إيمان تام وقناعة تامة , أن يضحي بنفسه دفاعاً عن الدين الجديد , وخير مثال على ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه , الذي نازل طوعاً وبإلحاح من ضميره أكبر فارس في جيش أعداء الإسلام (عمر بن ود العامري) وصرعه شر صرعة في قصة إسلامية معروفة , ُوصِف تحرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه  نحو عدوه , خير وصف من النبي محمد صلى الله عليه وسلم , حين قال : (خرج الإيمان كله للشرك (أو للكفر) كله).



فترسيخ رسالة شهر رمضان في نفوس الشباب والشابات , ينبغي أن يكون أكثر من غيرهم من بقية الأعمار , لأن فترة الحماسة لاقتراف الآثام أكبر لديهم لو لم يتلاحق لأمرهم سواء قبيل الوصول إلى مرحلة المراهقة أو أثنائها أو بعدها , فجيل الشباب باستطاعته أن يتحمل الكاهل الأكثر لإعادة التوازن الاجتماعي في الحياة , إذ من المتوقع أن خواطر الشهر الفضيل , رمضان , حيث مجالس الدين الإسلامي تعقد في ظل أجوائه السمحاء , وتتركز في الأذهان فمن يستطيع نسيان أو تناسي ليالي رمضان المباركة؟! أليس في حلول شهر رمضان معاني روحانية كثيرة تقوي فعلاً التوجه نحو الإسلام العظيم وما جاء به من شريعة ربانية وقوانين سماوية , وما دعا إليه من بناء للنفوس يتوقف أمامها كل ذي عقل راجح مبهوراً , حيث الدعوة لنشر الحق في العالم دون أي تمييز بين إنسان وآخر.
لو عدنا إلى مفردات شهر رمضان المبارك , لوجدنا أن كل رموزها ومعانيها تدعو إلى الخير وتحرير الضمائر من كل الشوائب والأفكار الضارة بالإنسان , إذ يبدأ رمضان بتهذيب نفس الإنسان ولجم لسانه عن فحش القول , وتلجم جسده بكامل أعضائه إلا عن طاعة الله سبحانه في علاه , ويمد الإنسان الصائم بتجديد صحته والأسر التي بها خصاصة , تكثر الدعاء لمن يعطف عليها , وهذا عند الله سبحانه وتعالى أمر كريم ومحمود , ولذا فإن الصائم بكل جوارحه يكاد يمرر نفسه من ثورة إيمانية عظيمة لا يعرف أن يقرر حلوها من مرارة إلا الصائمين  , بدرجة أعلى من غيرهم.
إن رمضان هو جسر للإيمان بالله تعالى ووحدانيته والعبودية لربوبيته , وفيه نوع من التواصل الخالد مع الرب العلي القدير , وكيف لا وشهر رمضان هو شهر الله تعالى  ,  وفي الالتزام بمنهجه عبوراً على كل المغريات الدنيوية.

مقالات متعلقة