الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 13:01

سجل أيها التاريخ..انها مجزرة العصر.


نُشر: 19/09/08 07:12

"لا ننسى..ويدلنا الحنين لهم.. ويذيعُ بهم الفخر فخرا..هم ألفُ إسمٍ في الشهادة..خالد ونور..وأحمد..وجفرا..هم ألف اسم للسيادة..محمود وإبراهبم وسرور وخضرا..صبرا شاتيلا..شاتيلا صبرا..ما أصعب الموت غدرا.. لا ننسى..من ينسى"؟
كثيرة هي المجازر والمذابح التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني..شعب تعتبر قضيته أنبل وأقدس وأعدل قضية في التاريخ المعاصر..قضية اعترفت بها"الشرائع" الدولية وأقرتها,ولكنها طويت في عالم النسيان..قضية تم تجاهلها وخذلانها حتى من بعض من يدعون بأنهم اصحابها وحماتها..شركة"أوسلو" للتجارة والمفاوضات غير المحدودة..!  تمر علينا هذه الأيام الذكرى السادسة والعشرون لمجزرة صبرا وشاتيلا.. ذكرى لا تمحوها الأيام ولا السنين ومهما طالت.. مجزرة لم تجد الوحشية بين مفرداتها لها مكانا.. ففي الخامس عشر من أيلول عام 1982 قامت القوات العسكرية الصهيونية بإجتياح العاصمة اللبنانية بيروت في أول محاولة لها لدخول عاصمة عربية وذلك منذ انتصاب الكيان الصهيوني عام 1948 وتمكنت هذه القوات من دخول بيروت الغربية..لقد كانت خطة معدة والهدف منها هوالقضاء على خلايا المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان وتهجير المدنيين الفلسطينيين من المخيمات في بيروت لتصفية المسألة الفلسطينية عبر انهاء موضوع النازحين, وتطهير بيروت من كل وجود فلسطيني..وتم تقسيم ادوارهذه المجزرة بين الجيش"الاسرائيلي" الذي سيتولى تأمين المنطقة ومحاصرتها، والقوات اللبنانية التي ستقوم باقتحام المخيمين وتصفية المدنيين. 
ضرب الجيش الاسرائيلي طوقاً حديدياً حول المخيمين مانعاً اي شخص من الدخول او الخروج ، وبدأت تصفية المدنيين..لم يسلم أحد من مسنين وأطفال ونساء ، كانت الابادة جماعية بدمٍ بارد ودون اية رحمة والحصيلة أكثر من 3500 شهيداً قضوا في واحدة من أبشع المجازر التي ستبقى وصمة عارعلى جبين الانسانية.  تمكنت بعض الوسائل الاعلامية من الدخول الى المخيم بعد التسريبات القليلة والمقتضبة التي وصلتها متأخرة ، لتكشف هول ما حدث ، جثث واشلاء ودماء تغطي الطرقات وعتبات المنازل ، اطفال ذبحوا ومثل بأجسادهم ، لم يستطع الاسرائيليون وعملائهم اخفاء ما حدث رغم محاولتهم جرف الجثث ودفنها في مقابر جماعية وآخرون دفنوا فيها وهم أحياء.
 وبعد مضي اكثرمن ربع قرن على مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا، تفضل الدولة العبرية تناسي تورطها في هذه الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات مسيحية متحالفة معها..وقال المستشرق ابراهام سيلا ان "كل شيء يجري وكأننا نريد اقصاء هذه المجزرة من الذاكرة الجماعية والتفكير باقل قدر ممكن بمسؤولية الجيش" فيها. واضاف "امر مدهش ان يكون ارييل شارون"وزير الدفاع آنذاك" عين عام 2001 رئيسًا للوزراء وحظي فيما بعد بشعبية كبيرة، بعد ان وجهت لجنة تحقيق رسمية اصابع الاتهام اليه بشكل جدي.. مات "شارون" سريريا ولم يفارق الحياة الى الان.. انه العذاب الأكبر.. فالمجزرة ما زالت تسيطر على احلامه ولن يهدأ باله أبدا..!
صبرا وشاتيلا،أصبحت في نظر الضمير الانساني ذكرى مؤلمة إنتهكت فيها جميع الاعراف والموائيق الدولية التي تضمن للإنسان سلامته وأمنه،حيث لم يكتفوا بالقتل، بل تعدوه إلى التنكيل بالجثث وتشويهها, كيف لا وهم مصاصو دماء الأبرياء ولم يتعلموا من التاريخ لأنه لا تاريخ لهم..حتى فاقد العقل يعلم أنها الذكرى السابعة لـتفجيرات11 سبتمبرعام 2001, ونعلم أن البرجين سقطا ومات2973 شخصاً تحت أنقاض هذين البرجين, والإعلام العربي والمعروف بالتبعية الغربية اسهب في هذه الذكرى وأحياها بأسى وحزن, بل ان بعض المذيعين العرب"اصحاب النخوة العربية" كادوا أن يبكوا وهم يعرضون البرامج الوثائقية لهذه الحادثة, وهي الحادثة الأكبر لأمريكا بعد حروبها الأهلية اذا استثنينا مذابحهم بالهنود الحمر "لأنهم ليسوا أمريكيين حتى وإن كانوا هم أصحاب الأرض الأصليين" ولأن الأمريكيين لا يريدون أن يتذكروها, يجب علينا أن لا
الحادي عشر من سبتمبر هذا اليوم الذي يتذكره كل العالم ونحن العرب والمسلمون من ضمنهم, ويجب أن نتذكره جيداً لكي نجد تبريراً لحرب أمريكا على عراقنا ولبناننا وقتلنا بالجملة وامتهاننا في أبو غريب وجوانتناموا بكثرة..فنحن مسلمون, وحتى لو كان المتسببين فيها هم إرهابيين ومتعصبين فهم بالنهاية مسلمين وهذا سبب كافي لأمريكا..! وفي مثل هذه الأيام وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا, والذين استشهدوا في ذلك اليوم هم أكثر من الذين ماتوا في أبراج نيويورك, ولا يوجد فرق كبير بين الحادثتين في عدد الضحايا فعدد ضحايا 11 سبتمبر "أقل من ثلاثة ألآلاف" وضحايا صبرا وشاتيلا "أكثر من ثلاثة ألآلاف" ولكن الفرق أن أمريكا تعرضت للفاجعة مرة واحدة من مئات السنين أما نحن ففواجعنا ومذابحنا كثيرة ولا يمكن عدّها وحصرها سجلها التاريخ في مدة لا تتجاوزالستة عقود.
تمر الذكرى السادسة والعشرون على واحدة من أبشع الإبداعات في القتل والهمجية.. على لوحة لم يستطع غبار الزمن إخفاءها ولم يستطع التاريخ طمس معالمها, رغم القهر.. رغم المعاناة.. رغم الألم مازالت صبرا وشاتيلا على قيد الحياة وها هي المجزرة رغم السنون مازالت شاهدة لم تستطع النسيان..مجزرة صبرا وشاتيلا.. الجرح النازف.. جرح شعب مازال يجمع أشلاءه.. جرح أرض مازالت تئنّ وتصرخ كما هي الحال في دير ياسين والحرم الإبراهيمي.. وصولاً إلى جنين وشفاعمرو
لا ننسى.. ويدلنا الحنين لهم..ويذيعُ بهم الفخر فخرا.. هم ألف اسم في الشهادة.. خالد ونور.. وأحمد.. وجفرا..هم ألف اسم للسيادة..محمود وإبراهبم وسرور وخضرا..برا شاتيلا..شاتيلا صبرا..ما أصعب الموت غدرا..لا ننسى..من ينسى؟ فوارسنا..غزلاننا.. وكيف ينكتبُ يا "محمد".. هذا الجمر نثراً و قهرا ؟ لا أنسى..لا أنسى..صبرا شاتيلا..شاتيلا صبرا..!  سفاحون غدروا..سفاحون قتلوا..جثث مهترئة, تعرف فوراً أنهم عذبوا وسحلوا من مختلف الأعمار.. بعض الجثث بانت رؤوسها وكذلك أطرافها المهترئة المجرومة جلدها الأصفر الميت عن عظمها ولحمها والدم متجمد كأنه من هول ما رأى..! سفاحون "بشر", لا استطيع وصفهم بالحيوانات احتراما للحيوانات..إرتكبوا مذبحة العصر, فاجعة العصر..! تلك هي الجريمة البشعة التي أذهلت الضميرالعالمي, تلك هي فظاعة جريمة ارتكبت بحق بشر..جريمة تخجل أكثر الحيوانات شراسة من ارتكابها..! هذه ببساطة حكاية شعب كل ما اراده هو الحياة, وكل ما حصل عليه وللأسف هو الموت, ولكن هذا الشعب الأبي الصامد وبالرغم من كل ما مر به ما زال واقفا بعنفوان يتحدى وينتصر.."اطمئني"فلسطين" نيرون مات ولم تمت روما..بعينيها تقاتل"..!انه شعب يؤمن بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة ومن أجله يناضل,شعب لم يفقد الأمل ولو ليوم واحد بأن النصر ات لا محالة..! بعدما غابت الحقيقة خلف الأفق كالشمس ولكن بلا عودة وبعدما كان كل مخيم وكل ساحة ملعب لتركيع وسفك دماء الشعب الفلسطيني أصبح من العار التخفي في تقاليد الجبن والرجعية..فها هي المجزرة تدخل عامها السادس والعشرين بلا إسم..بلا عنوان..بلا قضية..محت أمواج الصمت الألوان ومات صدى الدماء في جوف الأرض.
ستة وعشرون عاماً مضت على جرح مخيمي الشرف وما زال ينزف ألماً ووجعاً ، حاضر في الذاكرة كما تخاذل الدول العربية وجامعتها عن المطالبة بعقاب القتلة والرد على سفك دماء من كان آمناً في بيته دون اي ذنب إلا انه يمارس حقه في مقاومة الاحتلال ليحرر ارضه المغتصبة..ستة وعشرون عاماً مرت على جريمة بحق الانسانية لا يمكن ان يسقطها الزمن رغم سكوت المجتمع الدولي عن هذه القضية الانسانية واسقاطها من بين قراراته الدولية
الى مرتكبي هذه الجريمة أقول ما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل راشد حسين:سنُفهِمُ الصّخرَ إنْ لمْ يفهمَ البشر**انّ الشعوبَ إذا هبّتْ ستنتصرُ..ومهْما صَنعتمْ من النيرانِ نُخمدُها**ألمْ ترَوْا أننا من لفحِها سُمُرُ..وإنْ قضيْتمْ على الثوّار كلِّهِم**تمرّدَ الشيخُ والعكّازُ والحجر..! 
هذه المجزرة البشعة وغيرها من المجازر ارتكبها العدو الصهيوني بحق ابناء شعبنا الصامد المرابط..والسؤال الذي يطرح نفسه:ألا يكفينا ما يقوم به هذا العدو الغاشم الحاقد؟ هل كتب علينا أن نقوم بارتكاب مجازر ومذابح بحق بعضنا البعض؟ هل لم يعد الدم الفلسطيني خطا أحمر لا يمكن تجاوزه بين الاخوة الأعداء؟ ألم نقم بتقديم هدية نفيسة وعلى طبق من ذهب الى العدو باقتتالنا الداخلي؟ ألم يحن الوقت للصحوة ونقول كفى؟ ألا يجب علينا وفي هذه الظروف الحالكة التي نمر بها أن نقول لا للاقتتال الداخلي ونعم لاعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية؟ ألم يحن الوقت لقطع الطريق في وجه من تسول له نفسه بالتلاعب بالثوابت الوطنية الفلسطينية وخاصة حق العودة واللاجئين والقدس؟هذه الأسئلة وغيرها الكثير اوجهها الى الاخوة المتصارعين..فهل من مجيب؟والى قوى اليسار الفلسطيني الذي فقد دوره أو يكاد أقول:حان الوقت لأن تلموا شملكم وتعودوا للعب الدور المطلوب منكم, فلا تكفينا التنديدات والنداءات والاعتصامات..ان دوركم أكبر بكثير فلا تخذلونا..؟  فلسطين الآن دويلتان لا وطن، وصلاتان واحدة فرض ورثها البعض عن الأنبياء، والأخرى خارجة على القانون..فلسطين الآن علمان ودستوران..هي حركة باتجاه الموت والانتحار وليس صوب الولادة والانبعاث..فلسطين الآن أهداف تشرى ب"الفلس"، وأخرى دفنت في"الطين"..فلتكن ذكرى صبرا وشاتيلا هي من يعيد لنا لحمتنا الوطنية, وإلاّ سنندم حين لا ينفع الندم..!
ستبقى هذه المجزرة نقطة سوداء في سجلات العدالة وشاهداً يصرخ في وجه القتلة ، يشير إليهم والى كل هذا الخزي والعار الذي لحق بالضمير العالمي وان على مذبح مصالح الأمم تنحر حقوقنا وتهدر يومياً ، وتؤكد أن شعب هذه الامة لن يركع ولن يستسلم لمخططاتهم ، لن يسمح للخونة وتجار الدم بالعبث بمصيره ومهما فعلوا لازالة الشرفاء والاحرار سيبقى منا الكثير الكثير يحمل مسؤولية التصدي ومتابعة الصراع.  المجد والخلود لشهداء مخيمي الشرف"صبرا وشاتيلا" ولكل شهداء شعبنا البطل.. والخزي والعار للأعداء ومن سار في فلكهم.. في الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة العصر..صبرا وشاتيلا..لن ننثني يا سنوات الجمر..واننا حتما لمنتصرون..!

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
229259.31
BTC
0.51
CNY