الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

دبلوماسية ومصارحة - قراءة للتعليقات حول مقابلة الطيبي مع تلفزيون العرب/ بقلم: غسان عبد الله

غسان عبدالله
نُشر: 30/05/18 16:54,  حُتلن: 22:03

غسان عبد الله في مقاله:

منذ نشر المقابلة شاهدت عشرات التعليقات والنقاشات التي تطرقت الى مضمون المقابلة

لا بد لي من التعليق على بعض النقاط التي وردت في قراءة زميلي أحمد حازم

الدكتور الطيبي اجاب بكل شفافية وموضوعية على كل الاسئلة التي وجهت اليه من الاعلاميين القديرين فايز شتيوي وسعيد حسنين ولم يتهرب دبلوماسيا كما تتدعي ولم يكن هناك حاجه للتهرب اصلا !

انت القائل اخي احمد حازم وبسياق مقالك ان" ابو الكامل واضح في نهجه السياسي وصريح الى ابعد الحدود ويؤمن بالتضحية من اجل المصلحة العامة" 

نحن في العربية للتغيير نعتبر القائمة المشتركة انجازًا تاريخيًا بامتياز ومشروعًا وطنيًا وارادة شعب بل هي نموذج تحالفي وحدوي وطني سياسي يجمع كل الطيف السياسي ويحتذى به

اقول للأخ احمد حازم بان لجنة الوفاق لم تكن موفقه بتوفيقها بين المركبات الأربعة للقائمة حيث تجلت هناك كثير من الانحيازية وعدم الحيادية تجاه العربية للتغيير

لا ولن نقبل بأن تبقى لجنة "الوفاق" وصية على جماهيرنا العربية ومن جهتنا فقد انتهى دورها، كما صرح أعضائها ولن نخولهم مجددا بأي شيء

بالرغم أنّها لم تكن الأولى، الا انها، كما هو متوقع، كانت الحلقة الأبرز والأكثر تداولا ضمن برنامج "مواجهة مع العرب" الذي يقدمه الاعلاميان فايز شتيوي وسعيد حسنين ويبث في موقع العرب في مواجهة النائب د. أحمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير، حيث ارتقت المقابلة الى المستوى الصحافي الذي نبتغيه ونحتاجه في مجتمعنا. من جهة، امتازت المقابلة بالأسئلة المباشرة العامة والشاملة والأسئلة التي يطلق عليها البعض "الأسئلة الصعبة"، التي وجهها اشتيوي وحسنين للطيبي، ومن جهة أخرى، لم يخيب النائب الطيبي ظن المشاهدين والمتابعين، فكان مستعدا وحاضرا للإجابة عن كافة الأسئلة بشفافية ووضوح معهود، حتى انه في كثير من الأحيان كان قد فاجئ اشتيوي وحسنين بالتعمق في الإجابات وتسليط الضوء على نقاط وتفاصيل لم يكن الجمهور على دراية بها.

منذ نشر المقابلة شاهدت عشرات التعليقات والنقاشات التي تطرقت الى مضمون المقابلة والاجابات التي طرحها النائب الطيبي، ومن بين هذه التعليقات، قرأت كغيري مقال الاعلامي الزميل احمد حازم الصادر في موقع العرب، وللحقيقة اقول انني اعرف الزميل احمد حازم كاعلامي ناجح وناقد بارع ويتعامل مع الاعلام بكل مهنيه ونزاهة ، وان اختلفت معه سابقا ببعض المواقف فهذا لا يفسد للود قضيه .

وهنا لا بد لي من التعليق على بعض النقاط التي وردت في قراءة زميلي أحمد حازم.
الدكتور الطيبي اجاب بكل شفافية وموضوعية على كل الاسئلة التي وجهت اليه من الاعلاميين القديرين فايز شتيوي وسعيد حسنين ولم يتهرب دبلوماسيا كما تتدعي ولم يكن هناك حاجه للتهرب اصلا ! وخاصة ان كل الامور اصبحت واضحة لكل من يفقه بالسياسة ولو قليلا كوضوح الشمس بكبد السماء.

وانت القائل اخي احمد حازم وبسياق مقالك ان" ابو الكامل واضح في نهجه السياسي وصريح الى ابعد الحدود ويؤمن بالتضحية من اجل المصلحة العامة"، فمن يتحلى بهذه الصفات وهذه المسؤولية الوطنية لا اعتقد انه بحاجه ليتهرب باجاباته دبلوماسيا ولا تكتيكيا ولا غير ذلك. هناك فرق شاسع بين التهرب من الإجابات بطريقة دبلوماسية وبين إيصال فحوى الاجابة بطريقة دبلوماسية، فهذه لا يتمكن منها الا من يتقن التعامل مع الاعلام، وحسنا فعل النائب الطيبي عندما نجح بايصال رسالته دون المس المباشر بشركاء يهاجمونه ويحاولون المس بشعبية النائب الطيبي، وهذا يسجل لصالح الطيبي الذي فضل عدم التجريح الشخصي حفاظا على وحدة الجماهير العربية وقيادتها، وبالمقابل لم يبقي "حجرا على حجر" في المقابلة.

حقيقة تناول الاعلامي احمد حازم في مقاله عدة نقاط وتحدث في عدة محاور ، وفي كثير منها اوافقه الرأي وافهم واتفهم تساؤلاته وفي بعضها الاخر يحتاج الى نقاش وربما الى توضيح.

بداية نحن في العربية للتغيير نعتبر القائمة المشتركة انجازًا تاريخيًا بامتياز ومشروعًا وطنيًا وارادة شعب بل هي نموذج تحالفي وحدوي وطني سياسي يجمع كل الطيف السياسي ويحتذى به، وما قامت المشتركة الا بعد توقيع العربية للتغيير على اتفاق اقامتها، بالرغم من الغبن اللاحق بنا، تماشيا مع الرغبة الجماهيرية بإقامة القائمة المشتركة. وعليه فاننا كنا وما زلنا حريصون جدا على المحافظة عليها وعلى بقائها وخاصة انها رغبة الجماهير ولا نريد لها الزوال ولا نريد ان "نقرأ الفاتحة" على روحها كما يريد البعض ولم نهدد يوما بفكها من أجل مقعد أو نصف مقعد كما فل البعض.
نعم هذه هي استراتيجيتنا واجندتنا وهذه هي مواقفنا المبدئية التي تمليها علينا المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وذلك حرصا منا على وحدة شعبنا وخاصة في ظل سياسات الحكومة اليمينية الحالية ، فأمامنا تحديات جسام اكبر من اي خلاف، وعليه ومن منطلق هذه القناعات وافقنا على اقتراحات لجنة الوفاق، في حينه عند إقامة المشتركة، وبالتنسيق مع باقي المركبات، بالرغم من عدم مصداقية اللجنة وحياديتها، حيث اعطت في حينه للعربية للتغيير مقعد مع نصف المدة للمقعد الثاني !

واليوم كل المؤشرات والدلائل تبين وبصورة قطعية بأن هذه التركيبة البائسة كانت السبب المباشر لجعل القائمة المشتركة تراوح مكانها في الانتخابات الأخيرة حيث حصلت على 13 مقعدا ولم يكن هذا الانجاز الذي تصبو اليه جماهيرنا العربية وبعد هذا التحالف الذي ضم بداخله كل شرائح شعبنا !!

وانا هنا اقول للأخ احمد حازم بان لجنة الوفاق لم تكن موفقه بتوفيقها بين المركبات الأربعة للقائمة حيث تجلت هناك كثير من الانحيازية وعدم الحيادية تجاه العربية للتغيير. بل وكانت المبادرة والمؤججة للحرب والطوش الإعلامية حول التناوب، التي اضرت بالقائمة المشتركة أمام الرأي العام، وسارع أعضائها للظهور في كل إذاعة ومنبر كمن ينافس الأحزاب.
وبكل صراحه وباعتراف الكثير من المحللين والمتابعين السياسيين وانت اخي احمد واحد منهم صرحوا بان هذه التركيبة التي اتفق عليها لم تكن منصفه ولا تعكس رغبة الشارع، وان موافقة العربية للتغيير عليها لم تكن بمحض ارادتها فكما قال النائب الطيبي بأن " الطبخة انطبخت في الغرف المظلمة" واعطيت لها !!.

لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي ...
اما بخصوص علاقة رئيس العربية للتغيير د. الطيبي مع قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير فهذا معروف وعلى مدار عقود من الزمن خاصة علاقته مع الرئيس القائد الراحل ياسر عرفات وكونه كان قد عمل مستشارا له، استمرت علاقته المقربة مع القيادة الحالية ومع رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن ، وقد انتدب مؤخرا من قبل المجلس الوطني ليلقي كلمة الداخل الفلسطيني في المجلس الوطني الفلسطيني، السقف الأعلى للشعب الفلسطيني، في رام الله.
اما ان يكون هناك لجنه اسمها لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي وان تتدخل في شؤون فلسطينية مثل التأثير عل تركيبة القائمة المشتركة وعلى قضية التناوب، وغيرها من التفاصيل فهي مرفوضة رفضا باتا. فكل من يريد ان يدلي بدلوه بخصوص الداخل الفلسطيني سواء من هنا او من الطرف الثاني للخط الاخضر عليه ان يدلي به علانية وبكل وضوح وبدون نفاق وبدون ان يعشعش داخل مكاتب لجنة التواصل في رام الله ! ونحن لسنا "الشعب الإسرائيلي" حتى تتدخل لجنة التواصل "الشعب الإسرائيلي" بشؤوننا الداخلية. واعتقد الامر واضح ولا يستدعي لشرح اكثر من ذلك. دورهم هو أمام المجتمع اليهودي كما قال د. الطيبي وليس ان يتدخلوا في قضايانا الداخلية والحزبية.

"ما كان في تركيبة المشتركه لن يكون مستقبلا" الاخ احمد حازم يطلب شرحًا حول ذلك !
الامر واضح جدا " المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ". نحن في العربية للتغيير لبينا نداء الجماهير وكنا كبش الفداء وظلمنا وخاصة عندما قدم النائب المتميز اسامه السعدي استقالته استجابة لمطلب التناوب وبهذا خسرنا نصف تمثيلنا في الكنيست وبالرغم من حصول باقي الاحزاب على 4 مقاعد لكل منها ونحن على مقعد ونصف المدة للمقعد الثاني، مع العلم أن نواب العربية للتغيير نجحوا في تمرير 11 قانون بالقراءات المختلفة خلال دولة واحدة فقط، وهذا رقم قياسي لم يصله أي نائب عربي اطلاقا، إضافة الى عشرات الإنجازات الملموسة التي تم تحقيقها، وهي تسمن وتغني رصيد القائمة المشتركة أمام الجمهور الذي بات يميز بين من يمثله بشموخ ويعمل لصالحه وبين الاخر. وعليه صرح النائب د.الطيبي "ما كان لن يكون مستقبلا "
وهذا هو مطلب جماهيرنا العربيه بالداخل وهي مرجعيتنا وليست ما تسمى ب "لجنة الوفاق " التي تنتهج أسلوب الشقاق والمحسوبة على طرف دون غيره.
ولا ولن نقبل بأن تبقى لجنة "الوفاق" وصية على جماهيرنا العربية ومن جهتنا فقد انتهى دورها، كما صرح أعضائها ولن نخولهم مجددا بأي شيء.
وهنا اقول وبكل ثقه وبكل شموخ لقد كبرت الشجرة وضربت جذورها عميقة راسخه في اعماق الأرض واصبحت اغصانها باسقة لتشق عنان السماء بكل شموخ وكبرياء ، مثل شجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء، الا اذا اعتقد البعض ان الجماهير العربية والناخبون العرب تجمدوا على معادلة واعداد المقاعد قب 10 سنوات ولا توجد تغييرات ولا ديناميكية والكل بقي على حجمه كما كان. وهنا اعيد ما طرحناه وما طرحه النائب الطيبي: "إرادة شعب" هو شعار المشتركة وإرادة الشعب هي الحسم الديموقراطي وعليه فان تركيبة القائمة المشتركة بكل مقاعدها يجب أن يقررها الجمهور بواسطة برايمرز مفتوحه او بواسطة استطلاع رأي علمي يتفق عليه الجميع ويشرف عليه كوكبة من باحثينا وأكاديميينا وهنا فقط يمكن القول "إرادة شعب" وليس "طبخة شعب".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة